عشنا مراحل هامة والجزائر في الطريق الصحيح افتخار واعتزاز الجزائريين بالاستعراض العسكري المميز تمت، الخميس، مراسم اختتام الدورة البرلمانية العادية 2021-2022، بمجلس الأمة، في جلسة علنية، دعا فيها رئيس الهيئة صالح قوجيل، إلى اليقظة والتعبئة من أجل الحفاظ على استقلال الجزائر. وشدد بالمناسبة على ضرورة كتابة الجزائريين لتاريخ بلادهم، ورفض تلقي الدروس من الآخرين. دخل مجلس الأمة رسميا، في عطلة تشريعية تنتهي مطلع سبتمبر المقبل، وفقا لما ينص عليه الدستور (المادة 138)، والقانون العضوي المحدد لتنظيم المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة وعملهما والعلاقات الوظيفية بينهما وبين الحكومة. وبعد 10 أشهر من النقاش والمصادقة على مشاريع قوانين عادية وعضوية، وعدة جلسات للأسئلة الشفوية على الوزراء في الحكومة، أنهى المجلس دورته البرلمانية العادية، بحضور رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، وأعضاء الحكومة ورئيسة مجلس الدولة. وبالنسبة لرئيس مجلس الأمة، فإن الدورة المنقضية، شهدت «مراحل هامة» في تاريخ البلاد، خاصة الأحداث الكبرى الأخيرة، المتمثلة في احتفالات الذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية وألعاب البحر الأبيض المتوسط. وفي السياق قال قوجيل، إن: «ما حدث يعطي الأمل في مستقبل البلاد»، مؤكدا «افتخار واعتزاز الجزائريين بالاستعراض العسكري المميز الذي قدمه الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، في الخامس جويلية». وأضاف قائلا: «هذا الجيش المرتبط بالوطن والشعب، جعلنا فخورين وهو ضامن استقرار البلاد». وأشاد قوجيل برئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، «الذي كان له الفضل» في إنجاح دورة وهران لألعاب البحر الأبيض المتوسط، موضحا أنه «سهر شخصيا على نجاح الحدث الهام، في وقت كان الأعداء ينتظرون سحبها من الجزائر». على الصعيد السياسي، أكد رئيس مجلس الأمة، أن الجزائر تسير في الطريق الصحيح «المسطر من قبل رئيس الجمهورية»، مفيدا بأن المرجعية الأساسية لهذا المسار يظل دستور نوفمبر 2020، والمستلهم من بيان نوفمبر 1954. وقال المتحدث، في كلمته، إن النص الأسمى «يعطي المفهوم الحقيقي لممارسة الديمقراطية في الجزائر، لأن لكل بلاد اختياراتها السياسية حسب مجتمعها وتاريخها وثقافتها ونحن في الطريق الصحيح». وألمح إلى أن القوة السياسية لبرنامج رئيس الجمهورية، مستمدة من نتائج الانتخابات الرئاسية ل12 ديسمبر 2019، والتي «كانت نزيهة لا غبار عليها بشهادة بقية المتنافسين الأربعة الذين اعترفوا بها وحضروا لأول مرة، مراسم التنصيب». وفي السياق، أوضح قوجيل أن مبادرة اليد الممدودة التي يجري الحديث بشأنها منذ أسابيع قليلة، «ليس وليدة اللحظة»، إذ أن «رئيس الجمهورية، قال أمد يدي للجميع، من أول يوم، (خطاب التنصيب) وليس من أمس فقط». وأشار إلى أن الرئيس تبون، تقدم للانتخابات «كمترشح حر ما يمكنه من مخاطبة جميع الأحزاب وأن يكون جامعا». وقدم رئيس مجلس الأمة، إسقاطا لما حدث قبل تفجير ثورة أول نوفمبر 1954، «لما اجتمع الستة في أكتوبر من نفس السنة، وكانوا شبابا مناضلين في الحركة الوطنية، لكنهم تخلوا عن الهوية السياسية، وفتحوا الباب للجميع من أجل استرجاع السيادة الوطنية، وانضمت لهم كل الحساسيات لتحقيق مسعى استقلال الجزائر». الهدف الاستراتيجي... الحفاظ على الاستقلال في المقابل، أكد رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، أن الهدف الاستراتيجي الحالي، يظل «الحفاظ على الاستقلال... بعدما كافحنا على استرجاع السيادة، علينا اليوم أن نحافظ على كلمة الجزائر ومبادئها في المحافل الدولية، أو الجهوية، لأننا دائما مع الحق وضد الباطل». واستطرد بأن الحفاظ الاستقلال السياسي لا يكفي في عالم اليوم الذي يشهد تحولات عميقة «ولابد أن يدعم بالاستقلال الاقتصادي»، مشيرا إلى أهمية قانون الاستثمار، الذي صادق عليه مجلس الأمة، الأربعاء، والذي من شأنه المساهمة في دعم السيادة الاقتصادية. وقال قوجيل، إن الجزائر ليست عليها مديونية، «وهو عامل مهم» ولكنه يتطلب مزيدا من اليقظة والتجنيد، «حتى يكون اقتصادنا قويا يدعم استقلال البلاد». في المقابل، أن مسار تكريس الديمقراطية التشاركية، يمضي قدما، من خلال جملة من الإجراءات والتدابير التي أقرها رئيس الجمهورية، وتلك التي سيتم اتخاذها في الدورة البرلمانية المقبلة. وأكد قوجيل، أنه سيتم إعادة النظر في قانوني البلدية والولاية، بما يعطي دورا أكبر للبلدية، باعتباره منطلق نشاط المجتمع المدني والمجلس الأعلى للشباب المنصب حديثا. مضيفا، أن مراجعة دور المجلس الشعبي الولائي، سيسمح بتجسيد مبدأ اللامركزية، «إذ أن 80٪ من نشاط الحكومة ينزل إلى الولايات، ولهذه يجب أن تتوضح مهام الهيئات التنفيذية للولايات والمجالس الولائية، في الرقابة والتوجيه والعمل». وفي ختام كلمته، جدد قوجيل التذكير بأن الجزائريين ليسوا في حاجة لدروس الآخرين، لما يتعلق الأمر بتاريخهم وتاريخ ثورتهم. وقال: «تاريخنا نعرفه، ولا ننتظر الآخرين ليلقنونا شيئا، وحان الوقت كي يكتب مؤرخونا تاريخنا». ونبه إلى أن شوكة اللوبيات الفرنسية المعادية للجزائر وسيادتها تقوت في الانتخابات الأخيرة، لذلك «وجب التمسك والتركيز على الذاكرة أكبر من أي وقت مضى».