يؤثر الارتفاع في درجات الحرارة صيفا على نظامنا الغذائي، فيجد الفرد نفسه نافرا من الوجبات الساخنة، مقابل إقبال متزايد على الفواكه و الخضروات، وهو سلوك غذائي آلي، يؤكد المختصون بأنه صحي و وجب إتباعه دائما لكن بطريقة منظمة. غالبا ما تقل الشهية في الأجواء الحارة، نتيجة الشعور بالتعب الذي يكون بعد تناول الوجبات، و هو ما تؤكده أخصائية التغذية الدكتورة آسيا آغا، مشيرة أن السبب في ذلك راجع لما تتطلبه علمية الهضم من طاقة كبيرة ترفع درجة حرارة الجسم، خاصة إذا كانت الوجبة ثقيلة و دسمة أو كانت ساخنة، مما يعطي شعورا بالتعب و عدم الارتياح، وعليه توصي المتحدثة، باستبدال الوجبات الساخنة و الثقيلة بأخرى باردة و خفيفة، على غرار السلطات سواء كانت عبارة عن خضار، أو سلطات الأرز و المعكرونة، مع الحرص على شرب قدر كاف من المياه لضمان ترطيب الجسم و تعويض كمية السوائل التي يفقدها نتيجة التعرق، وهي كمية قد تصل إلى ثلاث لترات في اليوم. و شددت الأخصائية، بالحرص على اعتماد نظام غذائي صحي، يكون قائما بالضرورة على الخضر و الفواكه و بكميات كافية، كما أكدت على ضرورة التقليل من الملح و السكر بقدر الإمكان، خاصة بالنسبة لمن يدمنون تناول المثلجات بشكل مفرط في فصل الصيف، حيث حذرت من خطر السكريات و من ما تتوفر عليه المثلجات من مواد مضرة بالصحة خاصة في فصل تكثر فيه الميكروبات و يرتفع فيه معدل التلوث في ظل شح المياه الذي تعرفه الكثير من المدن. و على عكس فصل الشتاء أين يستحب الاعتماد أكثر على الأطعمة الساخنة لتدفئة الجسم، فإن الأخصائية توصي، بالتقليل من مثل هذه الوجبات في موسم الحر شريطة عدم إسقاطها نهائيا من قائمة الطعام، بما في ذلك التوابل كالقرنفل و القرفة و الزنجبيل، و كذا بعض الخضار مثل الفلفل الحار و الثوم، مقابل التقليل من بعض البقوليات كالفاصولياء الجافة و العدس، و هي أطعمة قالت، بأنها تزيد من حرارة الجسم و تسبب التعب حتى و إن جرى تناولها باردة. و دعت المتحدثة، إلى التقليل من تناول البروتينات، خاصة في ظل زيادة الإقبال عليها من طرف الكثير من الأشخاص، مثل الدجاج و اللحم المشوي و الأطعمة الجاهزة و الوجبات السريعة التي يتضاعف استهلاكها في هذه الفترة، مثل الشاورما و البيتزا و غيرها من الأكلات التي تصنف في خانة الطعام غير الصحي. كما توصي، باستغلال خيرات الصيف من خضر و فواكه بقدر الإمكان، بعيدا عن البروتينات، مع تناول الأسماك و لو مرة واحدة في الأسبوع، بينما يبقى الماء أفضل سائل يمكن أن يستفيد منه الجسم بعيدا عن العصائر المصنعة المضرة.