أشرف وزير الصحة، عبد الرحمان بن بوزيد، أول أمس الخميس بالعاصمة، على إطلاق دليل خاص بالتكفل بقدم المصابين بداء السكري بهدف التخفيض من نسبة بتر قدم المصاب مستقبلا. وأكد السيد بن بوزيد خلال يوم دراسي احتضنه مقر الوزارة، حول التكفل بقدم داء السكري، أنه "غالبا ما يتقدم المريض إلى العلاج بعد تشخيص متأخر للداء، مما يتسبب في مضاعفات خطيرة ومتعددة"، مشيرا إلى أن الدليل الجديد الذي أعده مجموعة من الخبراء سيساعد على "تخفيض بتر القدم لدى المصابين بنسبة 80 بالمائة مستقبلا". وذكر الوزير أن قدم المصابين بداء السكري تشكل "عبئا على الصحة العمومية"، مشيرا إلى أنه تم إحصاء أزيد من 4 ملايين مصاب، من بينهم نسبة تتراوح ما بين 10 و 15 بالمائة يتعرضون لجروح وتقرحات في القدم قد تزيد من معاناتهم إلى غاية احتمال تعرضهم إلى البتر الجزئي أو الكلي. واعتبر السيد بن بوزيد أن البتر يعد الحل الوحيد بسبب نقص تدفق الدم الموضعي الذي يتسبب في موت الأنسجة و إحداث تعفن على مستوى القدم، مؤكدا حرص الوزارة على تعزيز الوقاية والتربية العلاجية لتفادي بلوغ مرحلة البتر. وشدد على ضرورة التكفل المبكر باعتلال الأعصاب ونقص تدفق الدم وانسداد الشرايين بالأطراف السفلية والتعجيل بالمعالجة في حال ظهور الجروح والتقرحات بالقدم من قبل فريق طبي متعدد الاختصاصات. كما اعتبر الدليل الجديد بمثابة "الأداة الفعلية" التي تساهم في مواجهة المضاعفات الخطيرة لداء السكري، منوها ب "العمل الجيد" الذي قام الخبراء من مختلف التخصصات بالتنسيق مع الطلبة. وأضاف أن هذا الدليل سيتم وضعه في متناول مستخدمي الصحة بما يسمح لهم بالولوج في الوقت المناسب إلى عالم المعارف المتخصصة واكتساب أفضل الممارسات لضمان التكفل الأمثل بالمصابين بهذا الداء. أكد البروفسور عمار طبايبية، أخصائي في الطب الداخلي، أن التكفل بمصابي داء السكري يمثل نسبة "28 بالمائة" من نفقات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي "كناص"، أي أزيد من "54 مليار دج". وخلال عرض قدمه، أوضح ذات الأخصائي أنه من 54 مليار دج، "29 مليار دج توجه لمادة الأنسولين و14 مليار دج لشرائط قياس السكر في الدم و8 مليار دج موجه للتكفل بالأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم". و أوضح ذات الأخصائي الذي يشغل منصب رئيس مصلحة الطب الداخلي بالمؤسسة الاستشفائية العمومية لبئر طرارية (الجزائر العاصمة)، أن التكفل بهذا الداء يكلف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي "تكاليف ضخمة، نظرا لارتفاع معدل الإصابة بالمجتمع الذي بلغ 4 ملايين مصاب، إلى جانب مدة الاستشفاء واقتناء الجزيئات المبتكرة". ووصف البروفسور طبايبية، الذي ساهم إلى جانب مجموعة من الخبراء في إعداد دليل حول التكفل بالقدم السكري، هذا الداء ب"الصامت والخطير" الذي يتسبب في انسداد الأوعية والشرايين الدموية، مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب و الكلى، إلى جانب العمى وارتفاع ضغط الدم والبتر الجزئي والكلي لقدم المصاب بهذا الداء. وشدد هذا الخبير لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، على أهمية الكشف المبكر لداء السكري الذي يؤدي إلى التعرض لتقرحات وتعفن قدم المصاب ويتسبب في بترها. ومن جانبها،عبرت البروفسور سامية زكري، أخصائية في الطب الداخلي والتربية العلاجية حول داء السكري بالمؤسسة الاستشفائية العمومية لبئر طرارية، عن أسفها لتقدم المصاب بهذا الداء إلى العلاج في مراحل متقدمة من المرض، مبرزة دور وأهمية التكوين في هذا الجانب للاستجابة والتكفل الجيد بالمرضى.