توجهت صبيحة أمس قافلة تضامنية محملة بكميات هامة من المساعدات الإنسانية تابعة للهلال الأحمر الجزائري، لفائدة المتضررين من كارثة الحرائق بولاية الطارف، مع تخصيص سيارات إسعاف ومركبات نفعية لنقل المصابين، فضلا عن تجنيد أخصائيين لضمان المرافقة النفسية للأسر المتضررة. أشرفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائر ابتسام حملاوي أمس على إطلاق أول قافلة تضامنية لفائدة ضحايا كارثة الحرائق التي مست مناطق شرقية من الوطن، سيما بولايتي الطارف وسوق اهراس، مؤكدة في تصريح «للنصر» بأن العملية التضامنية التي قادتها شخصيا، انطلقت من العاصمة وبالضبط من المقر الرئيسي للهلال الأحمر، وتخص في البداية المتضررين من الحرائق بولاية الطارف، وصولا إلى مناطق أخرى تكبدت هي الأخرى خسائر جراء هذه الكارثة الطبيعية. وضمت القافلة الإنسانية وفق المتدخلة 7 سيارات إسعاف مجهزة بالوسائل الطبية المستخدمة في تقديم الإسعافات الأولية، إلى جانب عدد من السيارات النفعية المستخدمة في نقل الإعانات وكذا العائلات المتضررة من الحرائق، التي اضطرتها هذه الأوضاع الاستثنائية إلى مغادرة منازلها خشية أن تطالها ألسنة النيران، في انتظار السيطرة على الحرائق بشكل تام من قبل فرق الإطفاء المجندة على أرض الميدان منذ بدء الكارثة. وقدرت حجم المساعدات الإنسانية التي انطلقت صوب بلديات ولاية الطارف التي مستها الحرائق، ب 80 طنا من المواد الغذائية تم نقلها عبر شاحنات من الحجم الكبير، في انتظار وصول كميات أخرى تقدر بحوالي 120 طنا إلى باقي المناطق المتضررة بهدف التخفيف من آثار هذه الكارثة الطبيعية التي كبدت الولايات المعنية خسائر مادية وبشرية. كما جند الهلال الأحمر الجزائري عبر مكاتبه الولائية أخصائيين نفسانيين للتكفل بالضحايا والعائلات التي فقدت ذويها وتكبدت خسائر مادية فادحة بسبب الحرائق، وبحسب السيدة ابتسام حملاوي فإن الكارثة التي ألمت بعدد من المناطق الشرقية لا سيما ولايتي الطارف وسوق أهراس أجبرت الهلال الأحمر الجزائري على تعديل البرنامج التضامني الذي سطرته تحسبا للدخول المدرسي المقبل. وأكدت المتدخلة بأن نسبة هامة من المساعدات ستوجه إلى ولاية الطارف، التي ستستفيد من قوافل أخرى إنسانية خلال هذه الأيام، من بينها القافلة التي تنطلق اليوم من ولاية باتنة على متنها 200 طن من الإعانات، تحت إشراف المكتب الولائي للهلال الأحمر، سيتم إيصالها إلى الطارف عبر 10 شاحنات من الحجم الكبير. ويتولى حوالي 500 متطوع في صفوف الهلال الأحمر الجزائري توزيع المساعدات الإنسانية على ضحايا الحرائق ممن فقدوا أهاليهم وبيوتهم ومصدر رزقهم، وبحسب السيدة حملاوي فإن الهيئة التي ترأسها تلقت دعما هاما من قبل المجلس الأعلى للشباب، الذي بادر إلى تجنيد المنخرطين في صفوفه ميدانيا لإيصال المساعدات إلى الأسر المتضررة، للمساهمة في العمل الإنساني الرامي إلى تخفيف الضرر عن سكان الولاية الذي عاشوا هول الكارثة. ووجه الهلال الأحمر نداء إلى مكاتبه الولائية فور انتشار المعلومات حول حجم الحرائق بولاية الطارف ومناطق مجاورة، من اجل التحرك الميداني وتقديم ما يمكن من مساعدات مادية ومعنوية للمتضررين، كما دعا المتبرعين للتقرب من مقراته المحلية، التي فتحت أبوابها لاستقبال المتطوعين والخيرين. وتدخل جهود الهلال الأحمر الذي يمثل الذراع الإنساني للدولة، ضمن مخطط عمل يسعى إلى تقديم الإغاثة العاجلة لضحايا الكوارث، ووفق برنامج استعجالي تم تسطيره فور وقوع كارثة الحرائق، يتضمن تقديم مساعدات مادية ومرافقة نفسية، على أن تستمر الحملات التضامنية إلى غاية تجاوز آثار الكارثة. كما ستحظى الأسر المتضررة من الحرائق من دعم خاص خلال الدخول المدرسي المقبل، عبر توزيع اللوازم المدرسية على أبنائها الذين سيلتحقون بالأقسام بعد انقضاء العطلة الصيفية، وتجري العملية بالتعاون مع جمعيات المجتمع المدني.