أكد وزير المجاهدين و ذوي الحقوق، العيد ربيقة، أمس من سكيكدة، أن كل القضايا المتصلة بالذاكرة الوطنية تحظى بأهمية خاصة من طرف السلطات العليا، مبرزا أن اليوم الوطني للمجاهد وذكرى هجومات الشمال القسنطيني 20 أوت 1955 يمليان على كافة بنات وأبناء الجزائر البررة أن يتمسكوا بوحدة أمتنا محورا لا نحيد عنه في بناء حاضر الجزائر الجديدة، كما أشار إلى أن كفاح الشعب الجزائري رسالة للمتآمرين على الجزائر اليوم. وأوضح وزير المجاهدين، في كلمة ألقاها بالمتحف الجهوي للمجاهد العقيد علي كافي بمناسبة إشرافه على الاحتفالات الرسمية المخلدة لذكرى يوم المجاهد وهجومات الشمال القسنطيني 20 أوت 1955، أن كل المسائل المرتبطة بملفات الذاكرة هي مطروحة على مستوى اللجان العليا المنصبة في هذا الاطار، مضيفا أن رئيس الجمهورية سبق وأن أكد بأن ملفات الذاكرة الوطنية يجب بالضرورة أن تتصل بكل تاريخنا الوطني انطلاقا من 1830 إلى 1962 وعدم الاقتصار فقط على مرحلة أو حيز زمني يتمثل في أول نوفمبر إلى تاريخ الاستقلال 5 جويلية 1962، مضيفا أنه لا يمكن أن نستبق الأحداث بخصوص إمكانية طرح الملف في أجندة الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي للجزائر، ولا بد يضيف الوزير أن ننتظر حتى يتم الاعلان عن فحوى الزيارة. وبشأن الاحتفالات المخلدة لذكرى اليوم الوطني للمجاهد، أوضح الوزير أن جيل الثورة المتفرد جعل من محطة 20 أوت 1955 و 1956 منعطفا حاسما في تاريخ ثورتنا بما تمخض عنهما من نتائج هامة، وانعكاسات إيجابية على الصعيدين الداخلي والخارجي، وما يحمله من دلالات عميقة هي في الحقيقة نبراس للأجيال تسير على نهجها المستقيم. وأضاف ربيقة، أن المتبصر الحصيف والباحث في مكامن هذه الأحداث التاريخية المجيدة سيستنبط تلك القيم السامية التي تستلهم من هجومات الشمال القسنطيني بأبعادها ومدلولاتها وانعقاد مؤتمر الصومام بتاريخه ومخرجاته ومكانه ولقاء قادته والتي تعد نهجا متأصلا، وفعلا مدروسا ينبثق عن رؤية واضحة واستراتيجية شاملة وأفكار منسجمة تعبر عن واقع الشعب الجزائري وأماله وطموحاته. وأكد الوزير، أنه بالرغم من المخططات التي واجه بها الاستعمار الثورة التحريرية من قتل جماعي، وإبادة وحرق وتذمير من أجل إخماد صولة الجهاد وإطفاء شعلة الكفاح إلا أن الشعب الجزائري قلب توقعاتهم فازداد تصميما وعزما على الكفاح حتى النصر، ورفع التحدي وهي رسالة تاريخية واضحة لأعداء الجزائر اليوم من المتآمرين والحاقدين أصحاب المخططات المسمومة والمناورات الدنيئة، موضحا أن وطننا محصن ببناته وأبنائه، بذاكرته وتاريخه، بمقوماته، و هويته وعناصره المنسجمة، و بوحدته التي لا تقبل التجزئة و محصنا بروح التكافل والتعاضد والتوادد التي نشهدها في كل لحظة. جدير بالذكر أن الوزير استهل زيارته إلى سكيكدة بزيارة منطقة تمالوس أين أشرف على إعادة دفن رفات 23 شهيدا بمقبرة الشهداء وبعدها إلى بلدية بوشطاطة محمود كما زار النصب التذكاري المخلد للشهداء بالملعب البلدي 20 أوت وهناك استمع إلى شروحات حول الجرافة التي استعملها المستعمر الفرنسي في دفن الشهداء، قبل أن يشرف على افتتاح يومين دراسيين بالمتحف الجهوي للمجاهد بعنوان من مؤتمر الزمان إلى مؤتمر الصومام.