رياح الميركاتو هبت بقوة على لاعبي الخضر صيف 2022 بعد إسدال الستار عن فترة التحويلات الصيفية ليلة الخميس الماضي (1 سبتمبر) بإبرام آخر صفقة جزائرية، وهذا من خلال انتقال الجناح الطائر آدم وناس من نادي نابولي الإيطالي صوب ليل الفرنسي، تكون "رياح التغيير" قد هبت بقوة على لاعبي المنتخب الوطني خلال هذا الميركاتو، بدليل أن أكثر من ثلثي نجوم الخضر قد غيّروا الأجواء، بحثا عن تحد جديد أو طمعا في الحفاظ على مكانتهم ضمن كتيبة جمال بلماضي المعنية بالاستحقاقات المقبلة، بداية بتربص شهر سبتمبر الجاري الخاص بمباراتي غينيا ونيجيريا الوديتين يومي 23 و27. الناخب الوطني الذي لطالما حذر لاعبيه خلال مناقشاته معهم من الابتعاد عن أجواء المنافسة تكون رسائله قد فعلت مفعولها بقوة خلال فترة الميركاتو الحالي، فجُل العناصر الوطنية أصرت على تبديل الأجواء، خاصة تلك التي لا تحظى بفرص كثيرة للمشاركة، على غرار آدم وناس، بينما حاولت أسماء أخرى البحث عن رهانات أكبر، من أجل الدخول ضمن حسابات التشكيلة الأساسية، في صورة ما قام به حكيم زدادكة المنتقل إلى نادي ليل المعروف بلعب الأدوار الأولى في "الليغ 1"، وإن كانت خطوته الأخيرة قد يكون لها سلاح ذو حدين، باعتباره قد فقد مكانته سريعا، ما قد يهدد تواجده في المعسكرات المقبلة للمنتخب الوطني. ومما لا شك فيه هو أن صيف 2022 قد شهد ميركاتو فريدا من نوعه بالنسبة للاعبين الجزائريين من حيث عدد الانتقالات، فلا أحد كان ينتظر أن تتجاوز الصفقات عتبة 21 لاعبا، وهذا باحتساب الأسماء المتواجدة ضمن قوائم بلماضي الموسعة فقط، دون التركيز على العناصر التي خرجت من حسابات الناخب الوطني في السنتين الأخيرتين، في شاكلة سفيان هني وبنسبة أقل عدلان قديورة. 21 لاعبا دوليا غيروا الأجواء هذه الصائفة وبإلقاء نظرة بسيطة على انتقالات اللاعبين الجزائريين خلال هذه الصائفة، نجد أن الحركية كانت كبيرة جدا، وهذا راجع ربما لغياب أي تحديات دولية على المدى القريب ( الفشل في التأهل لمونديال قطر 2022 وتأجيل كان كوت ديفوار إلى شتاء 2024)، فالغالبية حاولت استغلال ذلك لتجريب حظها في فرق جديدة، أملا في تطوير مستوياتها أو نيل فرص أكبر للعب، ما سيضمن استمرارها ضمن حسابات بلماضي، وحسب ما رصدته النصر بعد إسدال الستار عن فترة الميركاتو الصيفي، فقد تم إبرام 21 صفقة جزائرية، وإليكم كل الانتقالات الخاصة بلاعبي المنتخب الوطني: الحارس أنطوني ماندريا ( تحول من أونجي إلى كان )، ومهدي زفان ( من البطالة إلى كليرموت فوت )، وحكيم زدادكة (من كليرمون فوت إلى ليل )، وحسين بن عيادة ( من النجم الساحلي إلى الوداد البيضاوي)، ورضا حلايمية (من بيرشوت إلى مولودية الجزائر )، وإلياس شتي من (الترجي التونسي إلى نادي أونجي )، وأيوب عبد اللاوي (من الاتفاق السعودي إلى مولودية الجزائر) ويانيس حماش (من بوافيشتا بورتو دينيبرو الأوكراني)، ويوسف لعوافي (من النجم الساحلي إلى شباب بلوزداد)، وأحمد توبة من (فالفيك الهولندي إلى باشاك شهير التركي) وجمال بلعمري (من البطالة إلى الخليج السعودي)، وعبد الجليل مديوب (من بوردو إلى نادي أريس ليماسول القبرصي)، وعبد القادر بدران من (نادي الترجي إلى ضمك السعودي)، وفريد بولاية (من ميتز إلى الغرافة )، وياسين براهيمي (من الريان إلى الغرافة)، وإيلان كبال (من ريمس إلى أفسي باريس)، وآدم وناس من (نابولي إلى ليل )، وإسلام سليماني (من سبورتينغ إلى بريست)، وإسحاق بلفوضيل ( من هيرتا برلين إلى الغرافة ) ومراد بن عياد ( من بارادو إلى الترجي التونسي). غياب أي صفقة "سوبر" وشتي صنع الحدث ورغم أن عدد الانتقالات الخاصة بلاعبي المنتخب الوطني قد تجاوز كل التوقعات ( 21 لاعبا غيّروا الأجواء)، إلا أنه لا توجد حسب أهل الاختصاص أي صفقة يمكن وصفها ب "سوبر"، كما كان الحال خلال انتقال رياض محرز من ليستر سيتي إلى مانشستر سيتي أو تحول سعيد بن رحمة من برينتفورد إلى ويست هام أو انضمام عيسى ماندي من ريال بيتيس إلى بطل الدوري الأوروبي فياريال، ويبدو أن الفشل في التأهل إلى مونديال قطر قد انعكس بالسلب على قيمة اللاعبين الجزائريين، حيث قل اهتمام الأندية الكبيرة بهم، على عكس ما كان عليه الحال بعد التتويج ب"الكان"، حيث أسهم ذلك في انتقال إسماعيل بن ناصر من أمبولي إلى ميلان، وكذا انضمام جمال بلعمري من الشباب السعودي إلى ليون، دون نسيان صفقة هشام بوداوي الملتحق بنادي نيس الفرنسي قادما من فريق بارادو. ولئن كان هناك شبه إجماع، أن ميركاتو لاعبي الخضر لم يشهد أي صفقة "سوبر" على غير العادة في آخر المواسم، فإن انتقال إلياس شتي الذي كان يلعب قبل خمسة مواسم فقط في قسم الهواة ( اتحاد الشاوية ) إلى نادي أونجي الفرنسي الناشط في "الليغ 1"، يمكن اعتباره بالاستثنائي، بالموازاة مع ما عاناه رفقة ناديه السابق الترجي التونسي، عقب العودة فائزا بالبطولة العربية على حساب المنتخب التونسي، حيث تم تهميشه بطريقة محيرة استدعت فسخ عقده من طرف واحد. الخط الخلفي أكثر حركية ب12 صفقة ومن بين أكثر الخطوط حركية خلال هذا الميركاتو، نجد الخط الخلفي الذي أصرت جل عناصره على تغيير الأجواء، إذا ما استثنينا الرباعي توغاي وماندي وبن سبعيني وعطال، الذين فضلوا الاستمرار مع أنديتهم الحالية رغم ما تلقوه من عروض مغرية، خاصة الشاب توغاي الذي كان مطلوبا بقوة في أوروبا، غير أن الترجي التونسي تمسك بخدماته وأصر على استمراره لموسم إضافي على الأقل.وغيّر 12 مدافعا أنديتهم في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، في سابقة هي الأولى من نوعها بالنسبة للاعبي الخضر، ويتعلق الأمر بكل من مهدي زفان وحكيم زدادكة وحسين بن عيادة ورضا حلايمية وإلياس شتي وأيوب عبد اللاوي ويانيس حماش ويوسف لعوافي وأحمد توبة وجمال بلعمري وعبد الجليل مديوب وعبد القادر بدران، ولو أن كل الانتقالات لم ترق إلى مستوى التطلعات، إذا ما استثنينا انضمام زدادكة إلى بطل فرنسا قبل سنتين نادي ليل والتحاق شتي بنادي أونجي، وهو الذي لم تكن له أي تجارب احترافية، باستثناء مروره على الترجي. عناصر قامت بخطوة إلى الخلف بسبب المنتخب ! والمُتمعن في بعض الانتقالات، يجد أن بعض العناصر قد ضحت أو بالأحرى قامت بخطوة إلى الخلف في سبيل الحفاظ على مكانتها مع المنتخب الوطني، على غرار ما أقدم عليه الحارس الجديد أنطوني ماندريا، حيث لم يترك للشك أي مجال، بعد أن ودع نادي أونجي نحو كان الناشط في "الليغ 2"، ويبدو أن خياره كان أكثر من صائب، وهو الذي يقدم مستويات مبهرة جعلته يختار ضمن التشكيلة المثالية لعدة جولات، كما لا يجب أن نغفل عن التنازلات التي قام بها المتميز آدم وناس، من أجل عدم الابتعاد عن حسابات بلماضي، حيث ضحى بمسابقة رابطة الأبطال مع نادي نابولي الإيطالي، وهذا بعد الانتقال إلى نادي ليل، الذي دون شك سيسمح له بنيل فرص أكبر لإبراز كل ما يمتلكه من موهبة، ناهيك عن الخطوة المفاجئة للشاب إيلان كبال، المنضم إلى أفسي باريس المنتمي إلى القسم الثاني، وإن كانت نيته واضحة، وهي البحث عن أجواء المنافسة التي تضمن العودة إلى صفوف المنتخب الوطني الذي شارك معه في مناسبة وحيدة. الركائز فضلت الاستقرار ولفت انتباهنا أمر مهم، وهو أن لاعبي وسط الميدان الاسترجاعي، قد فضل جميعهم البقاء مع أنديتهم، رغم الإغراءات المقدمة للبعض منهم، ويتعلق الأمر بكل من بن ناصر وزرقان وزروقي وقادري وبن دبكة وبوجمعة وبلقبلة. كما أن بقية الركائز حبذت خيار الاستقرار أيضا، على غرار رامي بن سبعيني الذي كانت تشير كل التقارير إلى نهاية تجربته مع نادي بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني، في ظل الاهتمام الذي حظي به من بعض عمالقة أوروبا، وهو نفس ما حصل مع الأيقونة إسماعيل بن ناصر الذي كان نادي ليفربول الإنجليزي قاب قوسين أو أدنى من كسر شرطه الجزائي ( 50 مليون أورو)، فضلا عن المدافع عيسى ماندي الذي واصل مع "الغواصات الصفراء"، رغم أن كل المعطيات تُنبىء إلى عدم تحسن وضعيته، دون الحديث عن راميز زروقي المتواجد في حالة معنوية محبطة، بعد فشل صفقة انتقاله إلى نادي فينورد روتردام الهولندي.علما وأن القائد رياض محرز قد فضل التجديد مع مانشستر سيتي، رغم ما يعانيه من مشاكل مع غوارديولا، بينما نجح الثنائي يوسف بلايلي وسعيد بن رحمة في إقناع مدربيهما بالاستمرار مع فريقيهما بريست وويست هام على التوالي. "البطالة" منفذ فغولي ومبولحي وعمراني وإن كان الجميع مقتنعا أن رياح الميركاتو هبت بقوة على لاعبي المنتخب الوطني صيف 2022، إلا أنها للأسف لم تُصب بعض الركائز، في صورة الحارس المخضرم رايس وهاب مبولحي، حيث عجز لحد الآن عن إيجاد فريق جديد، بعد نهاية عقده مع نادي الاتفاق السعودي، شأنه في ذلك شأن المتميز سفيان فغولي الذي لا يزال يصر على الاستمرار في الدوريات الأوروبية، رغبة منه في الإبقاء على حظوظه قائمة في التواجد ضمن حسابات بلماضي، ولو أن كل شيء متوقف حول نجاحهما في الظفر بعقود في الأيام القليلة المقبلة، خاصة وأن القوانين في صفهما باعتبار أنهما في بطالة، وبالتالي يحق لهما التوقيع في أي لحظة، عكس العناصر المرتبطة بعقود، والتي أسدل الستار عن تحويلها ليلة الفاتح سبتمبر. علما وأن الوافد الجديد على بيت الخضر بلال عمراني يتواجد أيضا في بطالة، بعد الفشل في التوقيع لأي فريق لحد الآن، وهو الذي كان يحمل ألوان نادي كلوج الروماني.