دعا أخصائيون أمس إلى ضرورة التقيد بالإجراءات الصحية للوقاية من العدوى بالأنفلونزا الموسمية، لا سيما في الفضاءات العامة، في ظل التغيرات المناخية التي تشهدها جل المناطق، كما أكدوا على أهمية الالتزام بإجراء التلقيح ضد الزكام الموسمي، لا سيما فيروس كورونا الذي ما يزال ينتقل بين الأفراد. أكد المختص في علم الفيروسات الدكتور محمد ملهاق «للنصر» بأن معهد باستور يلزم سنويا بتوفير العدد المناسب من اللقاحات المضادة للزكام الموسمي على أن تنطلق الحملة في شهر أكتوبر المقبل، بهدف حماية الفئات الهشة من مضاعفات الإصابة بالزكام خلال موسم الشتاء. ونبه المتدخل إلى استمرار انتشار فيروس كورونا بنسخه المتحورة رغم أنه لم يعد خطيرا كما كان من قبل، غير أنه ما يزال يعرف تغيرات مستمرة لذلك لا يمكن توقع ما سيكون عليه الوضع مستقبلا، مشددا على ضرورة التلقيح ضد الزكام الموسمي وفيروس كورونا لحماية الصحة العامة. وأفاد المتدخل بأن الوقاية ضد الزكام الموسمي لا تختلف من حيث التدابير الصحية عن الإجراءات الاحترازية ضد وباء كورونا، مؤيدا فكرة استمرار وضع القناع الواقي بالفضاءات العامة المغلقة، مؤكدا بأن التجربة أثبتت نجاعة هذه الطريقة في الحد من انتشار فيروس الأنفلونزا الموسمية الذي يعرف هو الآخر تحورات جديدة كل سنة، لذلك يجري كل عام اقتناء لقاحات تقترب إلى حد ما من تركيبة الفيروس المتوقع انتشاره عبر مختلف دول العالم. ويضيف المصدر بأن العالم لم يخرج تماما من جائحة كورونا، رغم تطمينات المنظمة العالمية للصحة، لذلك فإن الاحتياط واجب، مؤكدا بأن تحقيق المناعة الجماعية مرهون بمستوى التلقيح ضد فيروس كورونا، من خلال الحصول على جرعة أخرى معززة للوقاية من كوفيد 19، قائلا إن الأخصائيين لا يمكنهم توقع ما سيكون عليه الأمر في الأشهر المقبلة. وأضاف من جهته البروفيسور كمال جنوحات بأن معهد باستور قام باقتناء اللقاح المضاد للزكام الموسمي ويجري توزيعه على الصيدليات، موضحا بأن ما يتم استيراده سنويا يقدر بحوالي 2 مليون جرعة توجه خصيصا للمسنين والمرضى المزمنين والأطفال دون ثلاث سنوات والنساء الحوامل ومهنيي قطاع الصحة. ويقترح رئيس جمعية علم المناعة ارتداء القناع الواقي من قبل المصابين بالزكام او فيروس كورونا، في ظل استحالة فرضه على الجميع في ظل التحسن الكبير للوضع الصحي والعودة إلى الحياة الطبيعية، بفضل بلوغ المناعة الجماعية خلال الموجات السابقة للجائحة. في حين يرى المختص في الصحة العمومية الدكتور محمد كواش في تصريح «للنصر» بأنه في ظل التقلبات الجوية واستمرار الوضع الوبائي، من الضرورة توسيع حملة التلقيح ضد الزكام الموسمي وفيروس كورونا، قائلا إن تراجع مستوى خطورة كوفيد 19 لا يعني التغاضي عن التدابير الوقائية التي تعتمد أساسا على اللقاحات. وأكد المتدخل على نجاعة اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية في الحماية من الأمراض التنفسية وحتى وباء كورونا، قائلا إننا مقبلون على موسم الأمطار، في وقت تم فتح المجال الجوي لتسهيل عودة المغتربين، وكذا الاستعداد لتنظيم رحلات العمرة التي ستنطلق خلال هذه الأيام، لذلك وجب على المواطنين، لا سيما الفئات الهشة التلقيح ضد الزكام الموسمي وفيروس كورونا. وأفاد المختص في الصحة العمومية بأن لا أحد يمكنه استبعاد إمكانية وقوع السيناريو الثاني، والمتمثل في عودة انتشار كوفيد 19 في حال إذا ما طرأت عليه تغيرات جديدة، قد تنتج عنها نسخا أكثر شراسة، لذلك فإن الحفاظ على المناعة الجماعية مرهون بنسبة التلقيح ضد الفيروسات المسببة للزكام الموسمي وكوفيد 19.