الأخضر السعودي - يحجب - شمس الأرجنتين حقق المنتخب السعودي صبيحة اليوم، مفاجأة مدوية بالإطاحة بمنتخب الأرجنتين وقائده ليونيل ميسي بهدفين لهدف واحد، في مباراة تاريخية بالنسبة لأشبال المدرب هيرفي رونار الذي قدم درسا في أبجديات كرة القدم لنظيره ليونيل سكالوني، الذي ظل مصدوما من دهاء التقني الفرنسي على مدار الشوطين. وضرب السعوديون عدة عصافير بحجر واحد، بعد الإطاحة بأحد المنتخبات المرشحة للفوز بالنسخة 22 من نهائيات كأس العالم، حيث عززوا بعد «ملحمة لوسيل» من فرصهم في التأهل للدور المقبل ضمن المجموعة الثالثة، كما وضعوا رفقاء النجم دي ماريا أمام حتمية الإطاحة ببقية المنافسين ( بولونيا والمكسيك)، إذا ما أرادوا تفادي توديع المونديال من الدور الأول، وهو ما شأنه أن يضاعف من حظوظ «الأخضر السعودي» في تخطي دور المجوعات، دون نسيان أن هذا الانتصار قد مكّن المنتخب السعودي من إنهاء أطول سلسلة للمنتخب الأرجنتيني دون هزيمة في كافة البطولات ( 36 مباراة قبل مواجهة أمس)، كما أنه أول فوز لمنتخب غير أوروبي على «التانغو»، منذ سقوطهم أمام الكاميرون عام 1990. ورغم أن الأرجنتين استهلت المباراة بالشكل المطلوب، بعد تقدمها في النتيجة منذ الدقيقة 9 عن طريق ضربة جزاء مشكوك في أمرها سجلها صاحب الكرات الذهبية السبع، إلا أن هذا لم يحبط من معنويات رفقاء المتألق سالم الدوسري، الذين صدموا الأرجنتين بأسلوب الضغط العالي ومصيدة التسلل المحكمة، بدليل أن تقنية «الفار» قد حرمت الأرجنتيين من هدفين سجلهما ميسي ولوتارو. ووقف السعوديون الند للند أمام نظرائهم من الأرجنتين في المرحلة الأولى، رغم التأخر في النتيجة، وفي الشوط الثاني الذي كان الجميع ينتظر فيه تراجع المخزون البدني لرفقاء القائد سلمان الفرج، بعد المجهودات الجبارة المبذولة على مدار 45 دقيقة الأولى، جاء الأداء مخالفا لكل التوقعات، بعد أن واصل أشبال رونار أسلوب الضغط العالي، الذي مكنهم من تعديل النتيجة بطريقة رائعة في الدقيقة 49 عن طريق الشهري، الذي استغل تمريرة رائعة من المالكي، وهو الهدف الذي عززه «الأخضر السعودي» في الدقيقة 54 من عمر اللقاء، بعد عمل فردي رائع من نجم الهلال سالم الدوسري الذي سجل على طريقة الكبار من تسديدة دائرية لم يتمكن الحارس مارتينيز من إبعادها رغم ارتماءته المتميزة. ورغم التقدم في النتيجة لم يتراجع المنتخب السعودي إلى الخلف، فيما تبقى من دقائق اللقاء التي استمرت إلى غاية د104، إذ حافظ على نفس النهج التكتيكي إلى غاية صافرة النهاية، وسط انضباط تكتيكي مبهر، خاصة من لاعبي الخط الخلفي الذين قدموا مباراة مثالية على كل المستويات، سيما على مستوى تطبيق مصيدة التسلل والتغطية والرقابة اللصيقة على لاعبي المنافس الذين ظلوا عاجزين عن الوصول إلى مرمى العويس الذي ذاد عن شباكه بطريقة رائعة.