تعرف هذه الأيام، الساحات العامة والمعالم التاريخية بمدينة قسنطينة، إقبالا كبيرا من طرف المواطنين والسياح، بعد استفادتها من حملات تنظيف حسنت من منظرها كثيرا، في انتظار تجسيد مشاريع تهيئة من أجل منحها جمالية أكبر، خاصة أن مكاتب الدراسات المكلفة بإعداد مخططات التهيئة أنهت عملها في انتظار انطلاق الأشغال. وتنقلت النصر أمس، إلى مختلف المواقع التاريخية والساحات العامة من أجل الوقوف على مدى جاهزيتها لاستقبال السياح وزائري الولاية بمناسبة احتضان قسنطينة لمباريات كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين المزمع إقامتها في شهر جانفي المقبل، أين وقفت على نظافة هذه المواقع وتزويد بعضها بالإنارة العمومية. وتواجدنا في ساحة «لابريش» التي كانت تضم في السابق مجموعة من الأكشاك التجارية الفوضوية، المتخصصة في بيع المشروبات الغازية والشاي والقهوة وغيرها من المواد الغذائية، وكذا استعمالها لبيع المثلجات في فصل الصيف، إلا أننا وجدنا المكان شاغرا بعد توقيف نشاط تلك الأكشاك التي بقيت منها 3 لم يتم هدمها، فيما تم هدم كشك. الهدوء يعود إلى ساحة «لابريش» وخلال القيام بجولة بهذه الساحة، وجدناها قبلة للشباب والعائلات الذين تجولوا وسطها مستغلين طلتها الرائعة على مناظر طبيعية خاصة وأنها تقع على مرتفع معتبر، كما عم الهدوء المكان على غير العادة. وشدت انتباهنا آثار كشك تم هدمه، يقع قرب السور المطل على سوق بومزو، فيما بدا جليا أن الساحة بحاجة إلى إعادة تهيئة وخاصة على مستوى السور والسلالم الإسمنتية التالفة. توغلنا داخل 3 أكشاك لم يتم هدمها، حيث يظهر أنها تستغل من طرف المنحرفين ليلا، إذ وجدنا عددا من الحجارة الكبيرة المستغلة ككراس موضوعة في شكل دائري وتتوسطها طاولة خشبية بالية، وُضعت فوقها قارورات بلاستيكية خاصة بمشروبات غازية، كما لاحظنا انتشار قارورات الخمور الزجاجية وبعض بقايا السجائر، كما تستعمل هذه الأكشاك حسب أحد القاطنين في العمارة المقابلة للمكان، في أغراض لا أخلاقية، فيما تنبعث منها روائح كريهة. إطلالة جديدة لساحة «كريكري» توجهنا بعدها إلى ساحة «كريكري» العريقة، والتي كان مظهرها مغايرا تماما لما كان عليه من قبل، بعد أن استفادت من حملة نظافة مست كل زواياها، كما شد انتباهنا أنها زودت بالإنارة العمومية من نوع «لاد» بعد أن كانت المنطقة مظلمة في الليل، ولاحظنا إقبال الكثير من المواطنين الذين استغلوا إطلالة هذه الساحة على مرتفع يتيح مشاهدة مناظر طبيعية جميلة. ويعرف الفضاء الترفيهي الواقع في هذه الساحة إقبالا من طرف العائلات التي اصطحبت أطفالها من أجل استغلال بعض الألعاب التقليدية، فيما كان عدد من الشباب يجلسون على السور المقابل لها من أجل الاستمتاع بالمناظر الطبيعية، إلا أنه شد انتباهنا أن الساحة لا زالت بحاجة إلى أشغال تهيئة، خاصة على مستوى بعض الواجهات وكذا بالسلالم المتلفة، إضافة إلى بعض الأرصفة التي عرفت انشقاقات شوهت من المنظر العام للمنطقة. وأكد أحد سكان الحي، أنهم ينتظرون شروع السلطات الولائية في تهيئة الساحة، وقالوا إن بعض الأشغال التي أنجزت قبل فترة على غرار حملات النظافة وكذا الإنارة العمومية حسنت كثيرا من منظرها، بعد قيام الوالي بزيارة ميدانية للمكان وقف خلالها على عدة نقائص. وتقرر برمجة حملة نظافة مع تزويد الساحة بالإنارة العمومية، إضافة إلى فتح مسلك مباشر في اتجاه واحد بناحية فندق سيرتا، وكذا المسلك المؤدي إلى حديقة باردو، وقد وضعت مكاتب الدراسات مقترحاتها المتمثلة في مخططات التهيئة من أجل الشروع في الأشغال بعد أيام. «نصب الأموات» قِبلة للوافدين من خارج الولاية وتنقلت النصر بعدها إلى أحد أشهر وأبرز المعالم التاريخية والسياحية في الولاية، وهو نصب الأموات، أين وقفنا على تواجد عدد معتبر من السياح والمواطنين المحليين، وتجلى ذلك من خلال أرقام المركبات المركونة والتي ملأت حظيرة السيارات. وبإلقاء نظرة على الأجواء بزوايا المعلم، وجدنا أن جل السياح الذين كانوا عبارة عن عائلات يلتقطون صورا من مرتفعات تطل على مناظر خلابة، إلا أن بعض الشباب المنحرف كانوا يتواجدون في زوايا المعلم، ويتلفظون بكلمات نابية ما أزعج الزوار. والملاحظ أن نصب الأموات استفاد من عمليات تنظيف، ما منح هذا المعلم السياحي منظرا مناسبا سيزداد جمالا عند مباشرة أشغال التهيئة التي ستنطلق بعد أيام. وبعد أن أمر والي قسنطينة، مكاتب الدراسات بإعداد مقترحات تتمثل في مخططات تهيئة من أجل تجسيدها على مستوى ساحتي «كريكري» و«لابريش» وكذا بمعلم نصب الأموات، أنهت المكاتب المعنية مقترحاتها، وقامت بتقديمها في اجتماع انعقد أول أمس، برئاسة الوالي عبد الخالق صيودة وبحضور الأمين العام للولاية و رئيس دائرة قسنطينة، رئيس المجلس الشعبي البلدي ومديري المؤسسات البلدية، وكذلك مديري الهيئة التنفيذية المعنيين، ومصالح «سونلغاز» و«سياكو». وتناول هذا الاجتماع، بحسب ما أوردته مصالح الولاية، جديد عمليات تهيئة ساحة كريكري، أين أسدى الوالي توجيهات لإعداد تهيئة بسيطة تتناسب وموقع الساحة، أما بخصوص ساحة «لابريش»، فقد عرض مكتب الدراسات اقتراحين للتهيئة، ليمنح صيودة توجيهات لإعداد توأمة بين الاقتراحين المقدمين لتتناسب العملية وقيمة هذا المرفق الواقع بقلب المدينة، مع التأكيد على قابلية التجسيد ونوعية المعدات من حيث الصيانة والاستدامة، إلى جانب التأكيد على النشاطات المقترحة التي تقتصر على المقاهي و بيع المثلجات. أما بخصوص نصب الأموات، وبعد الاستماع إلى شروحات حول مخطط التهيئة المقدم من قبل مكتب الدراسات، تم إعطاء الموافقة المبدئية على المخطط، كما أسدى الوالي توجيهات لإعداد دفتر الشروط. وتناول اللقاء نقاطا أخرى تتعلق بمشروع إنجاز قطب إداري بحي زواغي سليمان، حيث وبعد عرض مخطط التهيئة المقترح من قبل مكتب الدراسات أسديت توجيهات بضبطه وفقا للمساحات والمشاريع التي سيتم تسجيلها بهذا الموقع مع ضرورة إتمام المخطط النهائي خلال 15 يوما. حاتم/ ب