خص الحارس الدولي السابق لوناس قواوي النصر بحوار مطول، تحدث فيه عن نظرته المستقبلية للمنتخب الوطني، متمنيا أن يُغير الناخب الوطني جمال بلماضي نظرته لبعض الأمور، كما عاد بنا الحارس الأسبق للسنافر لنهائيات كأس العالم بقطر، وتتويج المنتخب الأرجنتيني، وعدة أمور أخرى، تتعلق بالمنتخب المحلي الذي يقوده زملاءه السابقين مجيد بوقرة وجمال مصباح وكريم مطمور. حاوره: سمير. ك *كيف تابعت نهائيات كأس العالم 2022 بقطر، وما رأيك في تتويج المنتخب الأرجنتيني باللقب ؟ كان مونديال قطر رائعا على كل الأصعدة والمستويات، واستمتعنا بالندية والإثارة طيلة شهر كامل، ولو أن الجوانب التكتيكية كانت ميزة جُل اللقاءات تقريبا، وهو ما جعلنا نرى منتخبات في شاكلة كرواتيا في أدوار متقدمة، مُتفوقة على منتخبات معروفة، في صورة البرازيل وألمانيا، وعن تتويج المنتخب الأرجنتيني، فأراه جد مستحق، نظير ما قدمه رفقاء ليونيل ميسي على مدار البطولة، فباستثناء المواجهة الافتتاحية أمام المنتخب السعودي، كان أداء «التانغو» ثابتا، بل المستوى كان في منحى تصاعدي، ولئن كان المنتخب الفرنسي قادرا هو الآخر على الظفر بالكأس بعد العودة القوية في المباراة النهائية، حيث تحصل أشبال ديديي ديشان على فرص لقتل اللقاء، غير أن الحظ وقف إلى جانب الأرجنتين، التي كانت تستحق معانقة الذهب أكثر من «الديوك» لعديد الاعتبارات. متفائل بمستقبل الخضر وأنتظر إنجازات جديدة *تتويج كلل من خلاله ليونيل ميسي مسيرته الأسطورية، أليس كذلك ؟ السواد الأعظم من محبي الكرة، كانوا في صف منتخب الأرجنتين خلال المباراة الختامية، على اعتبار أنهم كانوا يودون تتويج ليونيل ميسي الذي حقق كل شيء في عالم كرة القدم، باستثناء لقب المونديال، لقد قدم ميسي دورة رائعة، وكان تأثيره كبير في جل المباريات تقريبا، وإن كنت أرى أن تتويج «التانغو» يعود بالدرجة الأولى إلى روح المجموعة التي كانت متكاملة ومنسجمة إلى حد بعيد، على عكس المنتخب الفرنسي الذي وصل إلى اللقاء النهائي، بفضل لاعب اسمه كيليان مبابي الذي أراه الآن أفضل لاعب في العالم، وسيهمن على الكرة الذهبية في السنوات المقبلة. عوار وآيت نوري ليسا بحاجة لشهادتي يبدو أن كل الظروف كانت في صالح منتخب الأرجنتين، الذي كنت واثقا من تتويجه باللقب العالمي، بعد الوصول إلى ركلات الترجيح، خاصة مع امتلاك حارس مثل مارتيناز الذي كان له الفضل في الوصول إلى المشهد الختامي، بعد تألقه في ركلات الترجيح أمام منتخب هولندا في الدور ربع النهائي، دون الحديث عن قيادته «التانغو» للتتويج بكوبا أمريكا، عقب صده لعدة ركلات ترجيح في النهائي أمام منتخب البرازيل، فحيازة حارس من هذا الحجم، جعل زملاءه يسددون بكل أريحية، على عكس لاعبي منتخب فرنسا المتوترين. أضعنا فرصة البصم على مشاركة مونديالية تاريخية *ماذا عن غياب الخضر عن هذا المحفل العالمي، وهل كنا قادرين على البصم على مشاركة تاريخية ؟ الغياب عن مونديال قطر كان ضربة موجعة للكرة الجزائرية، وكان أمرا مؤلما بالنسبة للجماهير العاشقة للمنتخب الوطني، لقد كنا نأمل في المشاركة في أول مونديال عربي، ولكن هبت الرياح بما لا تشتهيه السفن، حيث أضعنا تأشيرة التأهل في آخر دقيقة، لنضيع بذلك فرصة ثمينة للبصم على مشاركة متميزة في مونديال قطر، خاصة وأننا نمتلك تشكيلة متميزة قادت الخضر لإنجاز غير مسبوق ( التتويج بالكان من خارج الجزائر والوصول إلى 35 لقاء دون هزيمة)، صدقوني منتخبنا كان قادرا على الوصول إلى المربع الذهبي، ولكنها كرة القدم صعبة في بعض الأحيان، وما علينا سوى أن نطوي هذه الصفحة، ونتطلع لما هو قادم من استحقاقات، لا سيما وأن نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة على الأبواب، والتشكيلة الوطنية مطالبة بتحقيق نتيجة ايجابية تُنسي الجماهير حسرة المونديال. لا يجب الاتكال على المغتربين فقط *أنت مع بقاء الناخب الوطني جمال بلماضي أم أنك كنت تمني النفس في التغيير، خاصة بعد انتكاسة «كان» الكاميرون وخسارة تأشيرة التأهل لمونديال قطر ؟ الاستقرار عامل مهم في عالم كرة القدم، والمنتخبات والفرق المتمسكة بمدربيها لأطول فترة ممكنة تجني الثمار عاجلا آم آجلا، ولكن الاستمرار في كرة القدم مرتبط بشروط محددة، وهنا أؤكد لكم بأنني مع بقاء جمال بلماضي على رأس العارضة الفنية للخضر، غير أنه مطالب بتغيير نظرته لبعض الأشياء، على غرار تقبل فكرة الانتقاد البناء، خاصة إذا أتاك من لاعبين قدامى أو تقنيين ومدربين يمارسون العمل بشكل يومي، فلا يوجد حسب اعتقادي مدرب في العالم لا يتعرض لمثل هكذا مواقف، ومن لا ينتقد لا يعمل، كما على المدرب أن يأتي بروح أخرى للمنتخب، من خلال إيجاد كلمات تحفيزية جديدة للمجموعة، مع تدعيم التشكيلة بأسماء جديدة قادرة على بعث المنافسة، فالفريق الحالي يضم عناصر قد حان وقت استبعادها، كونها لم تعد قادرة على تقديم أي شيء. مستقبل تدريبي كبير ينتظر طاقم بوقرة *زميلك السابق بلماضي وعد بضخ دماء جديدة بداية من تربص شهر مارس، كيف ترى مستقبل الخضر مع قدوم لاعبين في شاكلة عوار وآيت نوري؟ قبل الحديث عن هذين اللاعبين المتألقين، وجب عليّ التنويه لنقطة مهمة تتعلق بضرورة عدم الاتكال على المغتربين فقط، وإن كان تواجدهم أكثر من ضروري لما يتمتعون به من إمكانيات كبيرة، صدقوني البقاء في القمة لفترة طويلة مرتبط بامتلاك أجيال متعاقبة، وهذا لن يتحقق سوى بإنشاء أكاديميات قادرة على تزويدنا بلاعبين قادرين على تدعيم صفوف الفئات السنية للمنتخب الوطني. «الشان» لن تغادر الجزائر على العموم الكل في انتظار استدعاء لاعبين جدد بداية من المعسكر المقبل، لأن هناك من لم يعد قادرا على تقديم شيء، وإن كنت لا أؤمن بعامل السن كثيرا، فهناك لاعبين في أعمار متقدمة يبصمون على مستويات أكبر وأفضل من الشبان، كما أود إضافة شيء آخر يتعلق بنفس النقطة، وهو أن التكوين جد مهم في عالم كرة القدم، وما عليكم سوى النظر إلى تجربة المنتخب الفرنسي الذي يعد أكثر المستفيدين من هذا الجانب، فبالعودة إلى المباراة الختامية في مونديال قطر 2022 نجد أن جل اللاعبين من خريجي أفضل المدارس هناك، ومعدل أعمارهم صغير جدا، ما يجعلهم مرشحين للسيطرة على الكرة العالمية في السنوات المقبلة. تتويج «التانغو» يعود لروح المجموعة ولوجود مارتيناز *لم تمنحنا رأيك بخصوص الثنائي ريان آيت نوري وحسام عوار ؟ مثل هكذا لاعبين معروفين في أوروبا ليسوا بحاجة إلى شهادتي للتأكد من جودتهم الفنية، فيكفي أن حسام عوار وريان آيت نوري يبصمان على مستويات متميزة منذ عدة سنوات، دون الحديث عن انتمائهما لفريقين كبيرين، أنا واثق بأنهما سيجلبان الكثير من الأشياء الإيجابية للمنتخب، لأن الأمر يتعلق بلاعبين تلقيا تكوينا على أسس صحيحة، ولهذا أنا آمل أن تكون انتداباتنا من أوروبا على هذا النحو، وهذا من خلال استهداف العناصر المتألقة القادرة على جلب الجديد. لماندريا مواصفات عصرية وشد انتباهي في وديتي مالي وإيران أنا متفائل بخصوص مستقبل الخضر، وإن سارت الأمور كما يريد مع بلماضي أنتظر إنجازات جديدة، بداية من «كان» كوت ديفوار 2024 و»كان» 2025 التي قد يكون شرف تنظيمها من نصيبنا، بعد أن أودعنا ملف ترشحنا بشكل رسمي. ميسي توج مسيرته الأسطورية ومبابي سيهيمن على الكرة الذهبية *الجزائر تستعد بعد أيام قليلة لاحتضان بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، ما هي الرسالة التي توجهها لزملائك السابقين بوقرة ومصباح ومطمور وبن حمو ؟ كنت سعيدا للغاية بمنحهم زمام العارضة الفنية للمنتخب المحلي، خاصة وأنهم يستحقون ذلك لعديد الاعتبارات، سواء تلك المتعلقة بما قدموه للخضر كلاعبين على مدار عدة سنوات، أو حيازتهم على الكفاءة المطلوبة، فكلهم مُتحصلين على أعلى الشهادات التدريبية، دون الحديث عن أخلاقهم الحميدة، ومعرفتهم الجيدة لكرة القدم، وكلها أمور تجعلني أتنبأ لهم بمستقبل كبير، وآمل من أعماق قلبي أن يتوجوا ببطولة «الشان»، كونها ستكون عاملا محفزا لهم كمجموعة لشق طريقهم نحو نجاحات أكبر، وإن كان بوقرة قد خطف كل الأضواء خلال كأس العرب الموسم الماضي، بعد أن ظفر بها على حساب منتخبات شاركت بالفريق الأول. لقد لفت انتباهي نقطة مهمة تتعلق بالسعادة التي تغمر اللاعبين عند التحاقهم وعودتهم من تربصات المنتخب المحلي، وكل هذا يعود إلى الأجواء التي نجح بوقرة في توفيرها داخل المجموعة، التي آمل أن تسعد الأنصار في دورة «الشان». *بحكم تجربتك كحارس دولي سابق، ماذا يمكنك أن تقول لنا بخصوص الحارس الجديد للخضر أنطوني ماندريا الذي خاض وديتين أمام منتخبي مالي وإيران ؟ سعيد للغاية باستدعاء حارس بمثل هكذا ميزات، فقد لفتت طريقته الحديثة والعصرية انتباهي خلال وديتي مالي وإيران، إذ يجيد اللعب بكلتا القدمين، وهي صفات لا تجدها سوى فالحراس الجدد الذين تلقوا تكوينا خاصا يرتكز بالدرجة الأولى على الجودة الفنية، أنا أنتظر منحه المزيد من الفرص مستقبلا، كونه في سن جيدة ( 25) وقد يمنحنا الكثير من الحلول في هذا المنصب الحساس، الذي هيمن عليه رايس وهاب مبولحي لعدة سنوات، وإن كنت أرى بأن الأخير قادر على الاستمرار أيضا، خاصة إذا ما حافظ على لياقته البدنية ومستوياته الجيدة.