جائزة «الفرعون الأبيض» لم أكن أنتظرها و أتمنى مرور أعمالي في التلفزيون الكاتب المنتج و المخرج جيلالي بسكري هو أول إفريقي و عربي يفوز بجائزة « الفرعون الأبيض» الدولية للرسوم المتحركة، حيث يخبرنا صاحب دار الإنتاج « ديناميك آرت فيزيون» في هذا الحوار الذي خص به النصر عن مفاجأته الكبيرة عند تلقيه الخبر ، مشيرا إلى أهمية هذا التتويج بالنسبة لكل البلدان الإفريقية التي يحاول أن يبرز ثرواتها الطبيعية و الجمالية من خلال سلسلته الشهيرة «بابا نزينو»، كما أعرب عن نيته في عرض أعماله على التلفزيون الجزائري لأن الجزائر هي البلد التي شهدت ولادة رحلته مع الرسوم المتحركة و يرغب في مشاركتها عن قرب مغامرته الفنية في هذا المجال. لأول مرة يحصل جزائري و إفريقي على جائزة «الفرعون الأبيض «الدولية للرسوم المتحركة ماذا يعني لك هذا التتويج؟ -هذا تشجيع كبير لكل الفنانين الجزائريين المبدعين خاصة في مجال الرسوم المتحركة و التفاتة مهمة تدل على وجود من يتابعون عملنا و يقيمونه بطريقة إيجابية، مما يشعرنا بالفخر لما نقدمه و يحثنا على المزيد من العطاء و التقدم بهدف إبراز الحكمة الافريقية التي نجدها في الكثير من الحكايات و القصص الشعبية لكل بلد في القارة السمراء،و يمكننا من منافسة سلسلة «المونجا» اليابانية مثلا، باستثمارنا لثرواتنا و تراثنا الواسع و الغني خاصة في مجال الروايات و الخرافات الشفهية بالإضافة إلى الإمكانيات الفذة التي نملكها كالألوان الجميلة و الأشكال المنوعة التي تزخر بها بلداننا الإفريقية، و التي إذا ربطناها بالفن و التكنولوجيات الحديثة ستستخلص المزيد من الأشياء الرائعة. هل كنت تتوقع هذه الجائزة؟ -أبدا، لم أكن أتصور أن جائزة «الفرعون الأبيض» لسنة 2012 ستكون من نصيبي، هي مفاجأة كبيرة وضعتني أمام تحد جديد يحتم علي المزيد من النجاح بهدف الوصول إلى صناعة كرتونية مزدهرة في الجزائر، لأننا نملك كل العناصر الضرورية لتحقيق ذلك، فقط يجب استغلال آخر التقنيات الحديثة و مزجها مع الفن. حدثنا عن سلسلتك الكرتونية الشهيرة « بابا نزينو»، و من هي هذه الشخصية؟ -» بابا نزينو» هي شخصية كرتونية مقتبسة من إحدى الحكايات الشعبية الإفريقية، لرجل حكيم دوره في هذه السلسلة المتكونة من 54 حلقة، هو التجول من بلد إفريقي الى الآخر للتعريف به و بعاداته التقليدية و الثقافية و ثرواته الشعبية في قالب قصصي مشوق يجعلنا نرى الحكمة الإفريقية و قيمها الاجتماعية و المعنوية في أرقى صورة، مما يبرز أهمية الحكايات الخرافية و الأسطورية و دورها في التعريف بالمجتمع الذي نشأت فيه. هذه السلسلة كانت أول ثمرة إنتاجية لشركة الإنتاج «ديناميك آرت فيزيوون» ما هي الأهداف الأخرى لشركتك الإنتاجية الخاصة في مجال السمعي البصري؟ -هناك المزيد من الرسوم المتحركة المهتمة بالبلدان الإفريقية التي تزخر بالكثير من الأشياء الجميلة و لم يتم استغلالها بعد رغم أن إفريقيا هي من أشهر قارات العالم، و أهمها مشروع سلسلة جديدة منكب عليه منذ حوالي سنة بعنوان «هالة بيضاء، ملامح سوداء» بحجم ساعي إجمالي يقدر ب 29 ساعة ، و سأسافر قريبا إلى بعض البلدان الإفريقية لتصويره. هدفي الأساسي من خلال هذه الشركة كما في الحياة، هو التعلم و اكتساب المزيد من الخبرات و المهارات في مجال السمعي البصري، لأن مجال الأفلام الكرتونية يتيح لنا إمكانية نادرة للجمع بين الفن و العلم معا، و من خلال تجاربي السابقة تأكدت أن الجزائر تملك شبابا رائعا بإمكانه تحقيق أشياء مميزة جدا ورائعة، و هذا ما نبحث عنه في العديد من الدورات التكوينية التي ننظمها على هامش مهرجان الرسوم المتحركة للشباب ليكونوا مؤلفين و رسامين و تقنيين في مجال الرسوم المتحركة و دورات أخرى في السينما للمراهقين ليصبحوا ممثلين. بالإضافة إلى النجاح الكبير الذي عرفته الرسوم المتحركة «شتيلا» التي تتحدث عن أحداث صبرا و شتيلا الفلسطينية، كان للفيلم الوثائقي القصير عن الرسام الكاريكاتيري «سليم» صدى إيجابي كبير ما سر اهتمامك ب «سليم»؟ -من خلال تكريمي للرسام الكاريكاتير «سليم» الذي كان مدرسة للكثير من الكاريكاتيريين الجزائريين حاولت إبراز القيمة المعنوية و الفنية لأعماله في معالجة القضايا السياسية و الاجتماعية للبلد، و في نفس الوقت أكرم أيضا كل الرسامين المبدعين في هذا الفن المميز الضروري ليس فقط في الصحافة بل كأسلوب تعبيري قائم بذاته. أما بالنسبة ل «شتيلا» و هي من بين أكثر الرسوم المتحركة التي لاقت في الثمانينات نجاحا كبيرا و شهرة واسعة فتعتبر بالنسبة لي من أحب أعمالي و أهم ما قدمت في حياتي المهنية و الفنية. أصبحت الكثير من الرسوم المتحركة التي تعرض في مختلف القنوات التلفزيونية مليئة بمشاهد العنف التي تؤثر سلبا على نفسية و تصرفات أطفالنا، ما رأيك في هذه الظاهرة؟ -بالفعل هناك الكثير من العنف الذي يحيط بأطفالنا من كل صوب و ليس فقط في الرسوم المتحركة التي عودت الطفل منذ نعومة أظافره على فكرة القتل و الحروب و سفك الدماء و كل أشكال العنف الجسدي و اللفظي التي حادت بأفلام الكرتون عن هدفها التربوي لتركز أكثر على الجانب التجاري و المادي، و لكني أعتقد أن الطفل يستمد ثقافة العنف تنشرها من الأهل و محيطه المدرسي أكثر من التلفزيون الذي يهاجم في حد ذاتها الخلايا العصبية للمتفرج. هل سبق و عرضت أحد مسلسلاتك الكرتونية على التلفزيون الجزائري من قبل و ماذا كان الرد؟ -لا لم أفعل بعد، و لكن هذا ما أنوي القيام به في القريب العاجل لأن الجزائر هي التي احتضنت بدايتي في مجال الرسوم المتحركة و كان لها الفضل في حصولي على جائزة «الفرعون الأبيض» و من الطبيعي أن أطمح أن تشاركني هذه المغامرة الفنية المميزة إلى أبعد حد. هل هناك مشروع رواية ثانية بعد «السفر الثامن لسندباد» التي كانت موضوع تحليل العديد من الدراسات الجامعية و النقدية؟ -نعم هناك مشروع ثلاثية ستكمل رواية «السفر الثامن للسندباد» التي تحمل في طياتها رحلات ميتافيزيقية و صوفية مميزة، تنقل القارئ من الواقع إلى عوالم جديدة للحلم و الخيال مع أساطير قديمة عادت للحياة في رواية ،لأن شخوص هذا العمل الذين سكنوا في مخيلتي و روحي و لازموني حتى بعد انهاء الكتابة يستحقون العيش أكثر في ثلاثية تجمعهم بأحداث جديدة و شخصيات أخرى.