أطلقت وزارة التجارة مؤخرا لقاءات تشاورية تنسيقية مع المنظمات المهنية لمعالجة الانشغالات المطروحة، ووضع الترتيبات اللازمة من أجل ضمان رمضان هادئ، عبر تمكين المواطنين من اقتناء المواد الغذائية بأسعار مستقرة. وتخص هذه اللقاءات التحضيرية ممثلي فيدرالية اللحوم وموزعي الحليب والخبازين والخضر والفواكه، وهي تتمحور حول التدابير التي يجري تجسيدها على أرض الميدان من قبل عدة قطاعات وزارية، لاستقبال الشهر الكريم في أحسن الأحوال، إلى جانب حلحلة المشاكل التي قد تؤدي إلى حدوث ندرة وتذبذب في التموين والأسعار. وستتواصل العملية التشاورية لتشمل أيضا المتعاملين الاقتصاديين وممثلي الدواوين التابعة لوزارة الفلاحة، بهدف الوقوف على الإجراءات الخاصة بدعم المخزون من غبرة الحليب واللحوم بنوعيها البيضاء والحمراء، لتحقيق الوفرة واستقرار الأسعار، لا سيما في الأيام الأولى للشهر الفضيل التي تعرف عادة ارتفاعا في وتيرة الاستهلاك. وتحرص وزارة التجارة على السماع لانشغالات الجمعيات المهنية، من أجل البحث عن الحلول المناسبة لها في أقرب الآجال، خاصة ما تعلق بالعراقيل التي تواجه التجار، وقد تؤدي لتسجيل خلل في التموين أو التوزيع، أو نقص في المواد الغذائية التي يزداد عليها الطلب، لا سيما الحليب واللحوم والخضر والفواكه. وتستغل الجمعيات المهنية التي تمثل مختلف الأنشطة التجارية هذه الاجتماعات التنسيقية لطرح الانشغالات، وفق ما أكده «للنصر» مدير الديوان بالاتحاد العام للتجار والحرفيين عصام بدريسي، بغية معالجتها في إطار تشاركي، استعدادا للانطلاق في تنظيم الأسواق التضامنية، ومضاعفة وتيرة العمل لتلبية احتياجات المستهلكين. وتعكف فيدرالية اللحوم، إلى جانب فيدرالية موزعي الحليب، على وضع برنامج خاص بشهر رمضان، لتوفير الحليب المدعم، بالتنسيق مع مصالح وزارة الفلاحة المسؤولة عن توفير المادة الأولية لإنتاج حليب الأكياس المدعم سعره من قبل الدولة، من خلال تموين الملبنات بغبرة الحليب. وأضاف المصدر بأن كل الترتيبات القائمة حاليا ترمي إلى تحقيق عنصري الوفرة واستقرار الأسعار، مؤكدا بأن فيدرالية اللحوم التي ستكون شريكا أساسيا في تسويق الكميات المعتبرة من اللحوم الحمراء المزمع استيرادها من الخارج لكسر الأسعار، على أن لا يتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد 1200 دج. وأكد المتدخل بأن الاجتماعات المارطونية التي تم إطلاقها تؤكد الشروع الفعلي في التحضير لرمضان، متوقعا بأن تكون الأسعار في مستوى تطلعات المستهلكين، لأن هذا الشهر سيتزامن مع وفرة المنتجات الفلاحية الموسمية بشتى أنواعها، مذكرا بأن استقرار الأسعار أصبح سمة تطبع الأسواق منذ فترة. وأضاف مدير الديوان بالاتحاد العام للتجار والحرفيين بأن الاضطرابات الجوية الأخيرة رغم حدتها، وامتدادها على أغلب الولايات، لم تؤثر على استقرار أسعار المواد واسعة الاستهلاك، من بينها مادة البطاطا التي كانت في سنوات سابقة تشهد ارتفاعا في الأسعار خلال موجات البرد والأمطار، وهي لا تتجاوز اليوم 50 دج للكغ. ويعود الفضل في هذا الاستقرار إلى نجاعة نظام ضبط السوق، وفق المتدخل، إلى جانب الإجراءات الصارمة لمنع المضاربة والاحتكار، التي وضعت حدا للممارسات التي كانت تستهدف قوت الجزائريين. وأضاف من جهته رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين حاج طاهر بولنوار بأن التجار على أتم الاستعداد لتطبيق قرارات السلطات العمومية الخاصة بالتحضير لرمضان، والمشاركة بقوة في الأسواق التضامنية، التي ستعوض النقص في عدد الأسواق الجوارية. وتوقع المتحدث في اتصال معه، تخزين كميات هامة من المواد الأساسية على مستوى الدواوين التابعة لوزارة الفلاحية استعدادا لتموين الفضاءات التجارية في الشهر الفضيل، إلى جانب رفع مستوى نشاط الملبنات والمطاحن، في ظل الحرص على ترشيد الاستهلاك وتجنب التبذير، عبر الاقتناء العشوائي وغير المدروس للمواد الغذائية.