كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، أمس الاثنين بالجزائر العاصمة، عن الشروع خلال شهر رمضان المقبل، في توزيع مصحف الجزائر للبراي داخل الوطن وخارجه مجانا، تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال ترؤسه، أول أمس الأحد، لاجتماع مجلس الوزراء. وأكد بلمهدي على هامش إشرافه بدار الإمام بالمحمدية، على افتتاح الطبعة 18 لجائزة الجزائر لحفظ القرآن الكريم وإحياء التراث الإسلامي، أن «توزيع مصحف الجزائر للبراي سيكون خلال شهر رمضان المقبل انطلاقا من الدول الافريقية لاسيما دول الساحل، و بأرض المهجر من خلال مسجد باريس الكبير بفرنسا، إضافة إلى توزيعه على المستوى الوطني، وذلك تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون». وأضاف في ذات الخصوص، أنه «ولأول مرة في تاريخ الجزائر المستقلة، تم طبع المصحف الشريف عن طريق تقنية البراي عن رواية ورش عن نافع، بما يتماشى مع الهوية والمرجعية الدينية الوطنية». و أكد الوزير أن عدد المصاحف التي شرع فعليا في طبعها في انتظار انطلاق عملية التوزيع «سيكون معتبرا». مسعى رئيس الجمهورية للم الشمل الفلسطيني جاء نصرة للقضية و فيما يخص الطبعة ال18 لجائزة الجزائر لحفظ القرآن الكريم وإحياء التراث الإسلامي، اعتبر السيد بلمهدي أن «تنظيم هذه الفعالية الروحانية تزامنا مع إحياء ذكرى الإسراء و المعراج، يأتي للتذكير بالرمزية القدسية للمسجد الأقصى، والقضية الفلسطينية التي ستبقى القضية الأولى للجزائر، التي جددت العهد مؤخرا لنصرتها من خلال مسعى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، للم الشمل الفلسطيني». وأضاف بالقول: «تنظيم الجائزة يأتي تزامنا وإحياء الذكرى الستين للإستقلال واسترجاع السيادة الوطنية والإستعداد للاحتفال بذكرى يوم الشهيد، وهو فرصة أيضا لتجديد العهد لشهداء الوطن، وتأكيد آخر أن الجزائر كانت و لا زالت قبلة لأهل القرآن و خاصته». وأشار السيد بلمهدي أيضا إلى أن «تنظيم الجزائر لعديد الأحداث ذات البعد الإفريقي والمتوسطي والعربي والدولي، هو دليل آخر على إيمانها وعملها بكل قيم السلام والتعاون والتواصل والعيش المشترك، وهو ما أكد عليه وعلى العمل به رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة». و في هذا الصدد، أكد أن دائرته الوزارية «تعمل على تجسيد التزامات الدولة الجزائرية بتطبيق برنامج عمل الحكومة والتزامات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الرامية إلى خدمة القرآن الكريم من خلال إيلاء الأهمية اللازمة للمناهج والبرامج التعليمية الخاصة بكتاب الله، والإمكانات المادية والبشرية والوسائل التكنولوجية المخصصة لهذا الغرض». وذكر بالمناسبة، «بالنتائج المحصل عليها من قبل خريجي مدارس التعليم القرآني والزوايا بالجزائر، والمتوجين في مختلف المسابقات والمنافسات الوطنية والدولية المخصصة لحفظ القرآن الكريم وتجويده و ترتيله»، مشيرا إلى أن كل «الجهود المبذولة في هذا السياق ترمي أساسا إلى حفظ الهوية الوطنية و تعزيز المرجعية الدينية الوطنية وتسهم في مواصلة مسيرة تحصين المجتمع ضد التحديات والمخاطر التي تهدده وترمي إلى سلخه عن قيمه ومبادئه». كما نوه الوزير ب»دور أساتذة وشيوخ التعليم القرآني والأولياء على المجهودات التي يبذلونها في إعداد جيل حافظ لكتاب الله متمسك بقيمه ومبادئه، ما سيمكنه من مواجهة كل التحديات».