يواصل المطبخ الجزائري تألقه و حصد الألقاب والجوائز في منافسات الطهي العربية والدولية حيث يتوج الطباخون الجزائريون في غالبية المحافل و مهرجانات الطبخ التقليدي والعصري وحتى الحلويات التقليدية، و السر حسب الشيف نور الهدى داودي، المتوجة مؤخرا في مونديال فنون الطبخ بتونس، راجع إلى التوابل التي تستخدم في مأكولاتنا و طريقة استخدامها، فضلا عن أساليب التقديم الراقية، ويبقى أساس تألق الحلويات هو طعم ورائحة ماء الزهر والورد المقطرين كما أكدت. أعلنت مؤخرا، الإدارة العامة للصقور الذهبية للطهي بتونس، وإدارة مهرجان كأس العالم لفنون الطهي والحلويات بتونس عن نتائج مشاركة الأفراد والمنتخبات في الطبعة الثانية لمسابقة كأس العالم لفنون الطهي والحلويات لسنة 2023، المقام بنابل « ياسمين الحمامات»، و تحصلت الجزائر في فئة المشاركات الفردية على لقب بطل العالم في الحلويات التقليدية وبطل العالم في فئة الكيك ثلاثي الأبعاد. وقالت صاحبة المرتبة الأولى في فئة الحلويات التقليدية المطورة، الشيف نور الهدى دوادي والفائزة بالميدالية الذهبية، إن المنافسة كانت قوية بمشاركة طهاة وصانعي حلويات من 35 دولة، على غرار الجزائر التي مثلها ستون طاهيا، مع ذلك فإن الشفافية والتنافس الشريف طبعا المسابقات التي ترأسها الشيف نزار كردوس، الملقب بملك الحلوى. وأضافت المتحدثة، أن ما أضفى على المسابقة طابعا خاصا ومميزا، هو مشاركة عارضين تألقوا باللباس التقليدي، ما ضاعف ثقل التمثيل الجزائري موضحة، بأنها ليست المرة الأولى التي يتألق خلالها الجزائريون في مسابقات الطبخ والحلويات التقليدية والعصري، و ذلك راجع إلى خصوصية مطبخنا الذي يعد من بين أفضل المطابخ في العالم بحسب تصنيفات مواقع و موسوعات متخصصة، مضيفة أن المراتب الأولى والمشرفة في المهرجانات الوطنية والدولية دائما ما تكون جزائرية، و يرجع ذلك إلى ثراء وتنوع موروثنا الغذائي، ما دفع بالطباخين الجزائريين للعمل على توثيق الأكلات والحلويات حفاظا عليها و تثمينا لعناصر و خصوصيات المطبخ التقليدي الذي يعتبر جزءا من الثقافة و حلقة في سلسلة السياحة. وقالت، إن التعريف بمطبخنا و تنوع ما تزخر به البلاد، وإبرازه مهم جدا، و يساعد في تطوير هذا المجال واكتساب سمعة عالمية، تشمل كل ما هو تقليدي وتمتد إلى الأطباق والحلويات العصرية كذلك، و أوضحت الشيف، أن ما يميز المطبخ الجزائري عن بقية المطابخ، فهو طعم التوابل والبهارات المتنوعة التي تستخدم في إعداد الأطباق التقليدية، حيث تعد توليفة التوابل فريدة و تضيف طعما خاصا يصنع نوعا من الاختلاف، فضلا عن أن جغرافيا الجزائر الشاسعة منحتنا امتياز التنوع و تعدد الأصناف و الأطباق وهو ما يضع بين أيدينا فهرسا ثريا، نفاجأ به الحكام خلال المسابقات و المهرجانات الدولية في كل مرة، وهو معجم طبخ يجب أن ندونه ونسجله كما عبرت، لأنه نتاج للانفتاح التاريخي والاقتصادي للجزائر، على كثير من الثقافات بوصفها معبرا للقوافل التجارية، فضلا عن تعاقب الحضارات على هذه الأرض الغنية. وأكدت أننا كما استلهمنا من المطبخ النوميدي و الروماني، تعلمنا الكثير من المطبخ العثماني كذلك فضلا عن التنوع النباتي والبحري الذي تتميز به البلاد، وثراء أراضيها بالخيرات وإنتاجها للمحاصيل الزراعية من قمح وفواكه، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في تميز مطبخنا عن بقية المطابخ الأخرى، قائلة أن الطباخ الجزائري عادة ما يستعمل في طهيه مواد جيدة جدا و طبيعية.