أثار فيديو الإمام الجزائري وليد مهساس مع القطة، زوبعة تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، و تم تداوله على نطاق واسع جدا عبر وسائل إعلام عالمية كبرى آخرها شبكة سي إن إن الأمريكية التي نشرته أمس، على حسابها على إنستغرام، ورغم التفاعل الايجابي الذي حققه المشهد عبر العالم، إلا أنه كشف أيضا عن مخالب البعض ممن تفاعلوا سلبا معه، إلى حد التجريح و المساس بشخص الإمام، وحاولوا القفز على ظهره أيضا واستغلال الشهرة التي حققها لإثارة الجدل على المواقع، والأدهى أن بينهم كتابا و مثقفين محسوبين على النخبة في الجزائر. لقطة عفوية لقطة صعدت على كتف إمام، بأحد مساجد مدينة برج بوعريريج خلال صلاة التراويح، تصدرت الحدث و كانت القصة الأبرز في الجزائر و حتى العالم طوال يومين كاملين، إلى هنا قد يبدو الخبر طبيعيا، لأن الفيديوهات الطريفة والإنسانية لطالما حققت التفاعل على المواقع و في الإعلام، لكن الموضوع أخذ أبعادا أخرى وتحول فجأة إلى قضية جدلية خاض فيها كتاب و روائيون و مثقفون، أخرج بعضهم الموضوع عن نطاقه و ذهبوا إلى حد السخرية من الإمام و الإساءة إليه بنشر صورة قديمة له التقطت خلال تكريم حظي به من مدرية الشؤون الدينية بولايته، وتداولوها على أنها جديدة و ترتبط بحادثة القطة واتهموه باستغلال الموقف، و أثار آخرون مواضيع للنقاش حول الإمام و سلوكه و تساءلوا عن ردة فعله فيما لو كان الحيوان كلبا مثلا، و ما إذا كانت الحادثة تصلح كموضوع لرواية. و على عكس التعاطي السلبي لهؤلاء مع المقطع، فقد كان التفاعل إيجابيا جدا عبر العالم، حيث نشرت قنوات وشبكات كبرى على غرار الجزيرة والعربية و بي بي سي و سي إن إن و تي آر تي و سكاي نيوز وغيرها، الفيديو عبر صفحاتها على مواقع التواصل، ليحقق ملايين المشاهدات و يستحق آلاف التعليقات التي جاءت لطيفة بالعموم، و الظاهر من خلالها، أن المقطع سوق عفويا و بطريقة إيجابية جدا للدين الإسلامي و قدم صورة مغايرة عما يعتقده كثيرون، ولم تتوقف التعليقات عند الحديث عن التفاعل الإنساني للإمام مع القطة، بل شملت أيضا، الحديث عن خشوعه وعن جمال التلاوة، حيث كتب معلق « هدوء وسلام في ذلك المكان، لقد شعرت القطة أيضا بذلك» وأضاف آخر « الهدوء القوي»، وجاء في تعليق « لا أعرف ماذا يقول ولكنه جميل جدا»، إضافة إلى تعليق آخر كتب صاحبه « يا الله لقد أزال كل قلقي، يا لها من لحظة بهيجة»، وعلقت شابة « أشعر بقوة تلك الصلاة»، إضافة إلى « مسيحية ولكني معجبة بالإسلام جدا» و « أنا كاثوليكي ولكني معجب بالإسلام»، وكثير من التعليقات الإيجابية الأخرى من قبيل « أنت تعطي انطباعا عن دينك بفعلك قبل لسانك أحيانا».