يتفوق أربعة تلاميذ صغار، من مدرسة قربوعة عبد الحميد بقسنطينة، في مجال الابتكار و الذكاء الاصطناعي، رغم أن أعمارهم تتراوح بين 11 و12 سنة، حيث ابتكروا أربعة مشاريع لحماية البيئة و مساعدة ذوي الهمم، وتعزيز الأمن في الجامعات و أماكن التجمع، شاركوا بها في مسابقة للذكاء الاصطناعي بالهند، و أعطوا صورة مشرقة عن جيل المستقبل. فايز إسلام قيدوم و بحسب أساتذة متوسطة قربوعة المتواجدة ببلدية الخروب فإن تاج الدين وعبد الله و نورس و تقي الدين، و غيرهم من التلاميذ، متعلقون بالمدرسة و محبون للدراسة وهو سر تفوقهم، إلى جانب نشاطهم الدائم بنادي «الروبوتيك» الذي أصبح بمثابة ورشة عمل يجسدون فيها أفكارهم الإبداعية بمساعدة من أستاذ مؤطر. تألق في مسابقة «كودافور» مع اليونيسكو شارك التلاميذ في مسابقة «كودافور» للذكاء الاصطناعي هذه السنة، وهي منافسات تشرف عليها منظمة اليونيسكو، حيث تعتبر مؤسسة قربوعة عبد الحميد من بين المؤسسات المنتسبة إليها، كما أوضحه مديرها أحمد كحيلي، قائلا إنه تم الحصول على شهادة انتساب سنة 2018، وهي شهادة قابلة للتجديد سنويا، منحت للمؤسسة التربوية بعد مراقبة لأنشطتها دامت ثلاث سنوات كاملة للتحقق من استحقاق مشروع المتوسطة الطموح للمرافقة. و يتم تكوين التلاميذ في مجال الذكاء الاصطناعي، بالتنسيق مع مؤسسة «الجزري» الناشئة، الموجودة حاليا على مستوى جامعة قسنطينة 3، كما أوضحته المشرفة على مشروع التكوين هناء كريس، مشيرة إلى أن وجود جهة مختصة ترافق مشاريع التلاميذ أمر ضروري، و لذلك فقد حرصت إدارة المدرسة على عقد اتفاقية شراكة مع المؤسسة المذكورة لتلقين التلاميذ مبادئ الابتكار و الذكاء الاصطناعي. و قالت المشرفة، إن التلاميذ يجيدون التوفيق بين الدراسة و نشاطهم في النادي، وقد ساعدهم التكوين الإضافي والتدريب الذهني على تحسين تحصيلهم، إلى جانب النشاط و التفوق في مجال الابتكار. * نورس فراس الدين معزوزي لدي تطبيق لتعزيز الأمن في أماكن التجمعات البشرية نورس فراس الدين معزوزي، البالغ من العمر 11 سنة هو واحد من التلاميذ الأربعة المتفوقين في المجال، قال إن هدفه من المشاركة في مسابقة الذكاء الاصطناعي بالهند، هو المساهمة في إبراز قدرة الجزائريين على تقديم إضافة نوعية لحل المشكلات اليومية، التي يمكن أن يواجهها أي مواطن في دول العالم و بالأخص في بلادنا، ولذلك اقترح حلا لتعزيز الأمن في أماكن التجمعات البشرية، على غرار الجامعات و الإدارات و المدارس، وذلك من خلال ابتكار برنامج يسمح بالتعرف على الدخلاء وتصنيف المنتسبين والمنتمين إلى هذه الأماكن. وبغية تجسيد المشروع، استعان الفتى الصغير بتطبيق «بيغ تو بلوكس»، وفئة «مارش لورنينغ أم أل» والتي تستخدم في مجال تصنيف الصور و محاربة الغش و الرعاية الصحية واللعب. وحسب صاحب المشروع دائما، فإن العملية تمت من خلال اختيار بوابة «إيماج كلاسفيك» ضمن الفئة سابقة الذكر، حيث ثم إدراج الفئات المطلوبة المتمثلة في فئة المعلمين و الطلاب و الإداريين والعمال أولا، قبل تحويل الفئات إلى مداخل وبرمجة التطبيق ليميز بين الأفراد. وأكد محدثنا، أنّ فكرة تصميمه ولدت من منطلق متابعته للوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، التي كثيرا ما تتطرق إلى حوادث تشهدها الجامعات والمدارس بسبب الدخلاء، حيث يساعد مشروعه على الوقاية ويسهل عمل رجال الأمن، من خلال التحكم في قائمة الأشخاص، عبر ربط التطبيق بكاميرات مراقبة، للتعرف على الأشخاص بتقنية مسح الوجه، و تساعد على تمييز الدخلاء. و في حال لم يتمكن البرنامج من التعرف على الفئات المبرمجة مسبقا، فإنه يرسل تنبيها بوجود دخيل، كما أنه مرن وقابل للتطور والاستخدام في مجالات متعددة، كما قال مبتكره، مؤكدا بأنه يرغب في تحسينه مستقبلا لتوظيفه في ميدان الرعاية الصحية و تطوير المستشفيات، ليعود بالفائدة على البلاد. و يستعد فراس الدين، لخوض غمار مسابقة تحدي القراءة و يعمل على تلخيص الكتب كنوع من التدريب على زيادة ثروته اللغوية، وقد عبر عن رغبته في أن يصير مبرمجا في المستقبل، وأن تكون له مؤسسة لتطوير التقنية و تسويقها. * تقي الدين بومعزة اختراعي صديق للبيئة نجح من جانبه، التلميذ تقي الدين بومعزة صاحب 12 سنة في إنجاز مشروع صديق للبيئة، يتمثل في آلة على شكل مضخة للمياه مزودة بكاشف للجفاف، توضع على النباتات بغرض معرفة ما إذا كانت تحتاج إلى السقي أم لا، فإذا أرسل الكاشف إشارة بالإيجاب تضخ المضخة المياه آليا لري النبتة بقدر حاجتها من الماء. وقد استوحى تقي الدين فكرة ابتكاره، من نباتات منزل عائلته و قال، إن والدته عادة ما تطلب منه أن يقوم بسقيها، لكنه يمتنع عن ذلك بسبب انشغاله أحيانا فتجف أو تذبل، وقد يحدث أن يغرقها بالمياه ولا يعرف حاجتها منها تحديدا. وأضاف المتحدث، بأن الرغبة في المشاركة في المسابقة جعلته يفكر في حل لهذه المشكلة، و يبتكر جهازا غير متوفر في السوق، يساعد على السقي الجيد للنباتات وحمايتها من الجفاف وبالتالي حماية البيئة التي يعتزم التركيز على حل مشاكلها مستقبلا. * تاج الدين عايب طوّرت عصا ذكية لمساعدة المكفوفين يبلغ تاج الدين 11 سنة، وهو تلميذ سنة أولى بالمتوسطة شارك رفقة زملائه في مسابقة «كوديفور»، التي اعتبرها حلما قد تحقق، حيث فكر في الأخطار التي تصادف المكفوفين أثناء سيرهم، بعد ملاحظته لهم في عديد المرات و ابتكر عصا ذكية لمساعدتهم. العصا الذكية التي استغرق مبتكرنا الصغير مدة شهرين في العمل عليها، تتكون أساسا من «الأدروينو» الذي يعد جزءا أساسيا فيها، و جهاز تحسس يقوم بقياس المسافة التي تفصل الشخص عن الاصطدام بأي عائق، وهي مسافة قدرها 20 سنتيمترا، ثم يرسل إشارة ل»الأدروينو» ليعطي أمرا للصافرة بالرنين كي تحذر المكفوف و تسمح له بتفادي الخطر، وقد أنجز التلميذ المشروع بإشراف من أستاذ مؤطر و بمساعدة من عمه الباحث في ميدان الذكاء الاصطناعي. وقال المبتكر، بأنه يسعى لإنجاز مشروع ثان يتمثل في روبوت يقوم بالأعمال المنزلية، مشيرا إلى أنه يحلم بأن يكون مخترعا كبيرا مستقبلا وصاحب شركة، و لذلك انتقل من نادي الشطرنج إلى نادي الروبوتيك. * عبد الله منصر نظام سقي ذكي للنباتات قام التلميذ عبد الله منصر، الذي يبلغ من العمر 12 سنة، بالعمل على نظام لسقي النباتات الجافة، حيث يتكون مشروعه من «أدروينو» حساس للرطوبة وخرطوم للسقي. وقال محدثنا، إنّ والده أحضر له يوما نباتات و أوكل إليه مهمة سقيها، وهكذا راودته الفكرة، وعلى غرار زملائه ذكر التلميذ، بأنّه يحلم بأن يصير مخترعا في المستقبل، يدعم السوق الوطنية بمنتجات ابتكارية تغطي حاجيات المواطن وتخفف التبعية إلى الخارج. و إلى جانب اهتمامه بميدان الذكاء الاصطناعي و الابتكار فإنه يميل للرياضة كذلك، وهو منخرط في ناد لكرة السلة. و يشعر صغار المتوسطة بتفاؤل كبير تجاه قدرة أعمالهم على نيل إعجاب لجنة تحكيم المسابقة، والظفر بالمراكز الأولى خلال الإعلان عن النتائج الشهر المقبل، رغم العدد الكبير للمشاركين و المقدر ب 150 ألف مبتكر، يتنافسون على 60 جائزة. * مُدير المتوسطة أحمد كحيلي نريد أن نشارك في صناعة المستقبل أكد مدير المتوسطة، بأن هناك سعيا حثيثا لتأطير التلاميذ في نادي الذكاء الاصطناعي، عن طريق توفير كل الشروط الضرورية للعمل و الابتكار و تجسيد الأفكار، لأجل تكوين جيل قادر على المساهمة في بناء المستقبل، عن طريق الاستثمار في المبتكرين الصغار داخل المؤسسات التعليمية على غرار ما هو معمول به في الجامعات قائلا، إن أولياء التلاميذ منخرطون في العملية و يساندون أطفالهم و يشجعونهم على مواصلة التفوق، خاصة وأن المشاركة في المسابقات تتطلب تكاليف مالية قد تصل أحيانا إلى 3 آلاف دج، ولذلك فإن جمعية أولياء التلاميذ موجودة للمساهمة في إنجاح هذا التوجه. وقال المدير، بأنه يطمح إلى تحسين أداء التلاميذ أكثر و تطوير مهاراتهم بشكل أفضل، مع التركيز على مستوى التحصيل الدراسي و التربية و الأخلاق، لأنّ صورة المؤسسة تظهر من خلال تلاميذها.