زاد اهتمام أطفال جزائريين بين سن 6 إلى 17 سنة بالروبوت ومجالات الذكاء الاصطناعي، بشكل لافت في السنوات الأخيرة، و باتت الراية الوطنية حاضرة على منصات التتويج في الكثير من المسابقات الدولية فيما تعرف الأكاديميات و النوادي الخاصة بالتكوين في مجالات الذكاء الاصطناعي والحاسوب إقبالا متزايدا، يقول مؤطرون ومشرفون عليها، بأنه نتاج لتوجه عالمي ترتبط معه صورة المستقبل، بالذكاء الرقمي الذي سيعيد تعريف سوق العمل و يؤثر على نمط عيش الأفراد و اقتصاديات الدول وهو توجه تدركه و تتبناه الدولة الجزائرية. لينة دلول - فارس قريشي -أحمد خليل النصر تواصلت مع مسيري نواد ، وعباقرة صغار توّجوا في مسابقات دولية للروبوت و استطاعوا تحقيق تقدم في المجال، لمعرفة واقع التكوين في هذا المجال و سر الإقبال المتزايد على النشاطات الرقمية في أوساط التلاميذ الجزائريين. ست سنوات من التتويج شكلت مشاركة أطفال و شباب جزائريين، سنة 2017 في مسابقة «فيرست» العالمية للروبوت بالولايات المتحدة الأميركية، حدثا مهما على مواقع التواصل وقد تابعهم الكثيرون وشجعوهم، و في سنة 2020 كرّم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الأطفال الجزائريين الذين تألقوا في المسابقات العالمية للروبوت وقد تم ذلك على هامش أشغال الندوة الوطنية للمؤسسات الناشئة بقصر المؤتمرات بالجزائر العاصمة. هذا التكريم كان حافزا لتلاميذ آخرين تألقوا على مدار السنتين اللاحقتين في نفس المجال، و رفعوا العلم الوطني خلال منافسات عربية و دولية عديدة تخص الروبوت و الذكاء الاصطناعي، حيث توجت التلميذة بدروح شهلة صاحبة 17 ربيعا بالميدالية الذهبية في مسابقة الروبوت التعليمي، بكوريا الجنوبية، وهي مسابقة خصصت هذه السنة لإنجاز روبوت صديق للإنسان، وشارك فيها 400 متنافس يمثلون 15 دولة في العالم. وتمكّنت الطفلة شهلة، ابنة بلدية بيضاء برج الواقعة جنوبسطيف، من التتويج بالمرتبة الأولى بفضل إنجازها لروبوت يعتمد على الذكاء الاصطناعي ويشارك في اللعبة العالمية المعروفة باسم «إكس-أو»، و نال اختراعها إعجاب لجنة التحكيم التي منحتها المرتبة الأولى مناصفة مع ممثلي روسيا وأندونيسيا وماليزيا و تايلندا. كما توّج أيضا التلاميذ أصفيران نزيم و عطوي محمد الأمين و عبد السميع يونس و محمد دايلي بالميدالية الفضية، بفضل إنجازهم لمشروع «مستشفى الطفل الذكي»، والذي تمكنوا من خلاله من اختراع روبوت يقدم كل المساعدات للمرضى في المؤسسة الصحية خاصة المرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة. ونال الطفل عبد السلام عبد المجيد صاحب 11 سنة الميدالية البرونزية، بفضل إنجاز مشروع روبوت الكرسي المتحرك، الذي يساعد ذوي الهمم على إنجاز أعمالهم اليومية بصورة طبيعية، وهي نفس المرتبة التي تحصل عليها الطفل زرقان أحمد آدم 12 سنة، بفضل اختراعه لروبوت بإمكانه تقديم المساعدات لصالح المواطنين العالقين في أماكن وعرة، بسبب سوء الأحوال الجوية، وغير ذلك من التتويجات التي تبين مدى تألق أبناء هذا الجيل من الجزائريين في مجال يشكل عصب المستقبل. اهتمام محلي بتكوين المبتكرين الصغار و يرتبط هذا الاهتمام بمجال الروبوت و الذكاء الرقمي بتزايد عدد الجمعيات والنوادي العلمية و الأكاديمية التي تقدم تكوينا نوعيا، على غرار المركز الجزائري «ستيم» الذي يبرمج خلال العطلة الصيفية تدريبا على تصميم الروبوت، وكذا نادي « الجزري» و مؤسسة « نيو غايت روبوت»، وتتوفر عدة ولايات على هذا النوع من النوادي منها، البليدة والعاصمة وسطيف و قسنطينة ومسيلة، و تقدم النوادي بالعموم تكوينات مختلفة لتلاميذ المرحلة الابتدائية والمتوسط في علوم هندسة و رياضيات و تكنولوجيا و الإعلام الآلي و الذكاء الاصطناعي و تطبيقات الأندرويد واللغة الإنجليزية وذلك تحت إشراف دكاترة وأساتذة من أصحاب الاختصاص، يمتلكون شهادات تعليمية من المستوى العالي، كما أكده رياض عزوز مدير مؤسسة نيو غايت الذي قال، إن تألق الأطفال الجزائريين في مختلف المسابقات العالمية، الخاصة بالروبوت أو حتى الحساب الذهني، شجع الكثير من الأولياء على تسجيل أبنائهم في مثل هذه المدارس، خاصة من يمتلكون ذكاء حادا والذين يجدون حسب قوله، البيئة الحاضنة التي تسمح لهم بتفجير طاقاتهم الإبداعية. وعن تشكيك البعض في «مصداقية المسابقات» الدولية المنظمة من قبل هيئات أو مدارس خاصة، قال المتحدث إن العالمين الجزائريين بلقاسم حبة وبلقاسم تومي تمكنا من التألق عالميا بفضل اختراعاتهما الحديثة، لكونهما وجدا البيئة المناسبة و الثقة، ولفت إلى أن مؤسسته كانت وراء مشاركة الجزائرية «رحاحلة رتاج سجود» في ملتقى علمي متطور بتركيا، وكانت أول طفلة جزائرية تستعمل «البرمجة العصبية في تحريك الروبوتات عن طريق الدماغ».وتعتبر الطفلة «رتاج سجود» بطلة العالم في الحساب الذهني «السوروبان». عبقرية مكلفة و يشترط في الأطفال الذين يلتحقون بهذا النوع من النشاطات، أن تتراوح أعمارهم بين 06-17 سنة، وبخصوص المستحقات المالية المترتبة للتسجيل في هذا النوع من المدارس الخاصة، فقد قال محدثنا، إن القيمة الشهرية خمسة آلاف دينار، مع وضع شرط ضرورة اقتناء العلبة التعليمية للموسم الدراسي الواحد بقيمة 2.5 مليون سنتيم، أو اقتناء العلبة التعليمية الخاصة بأربعة مواسم دراسية بقيمة مالية قدرها 5.5 مليون سنتيم. وأشار محدثنا، إلى أن المشرفين على تعليم التلاميذ هم أساتذة من أهل الاختصاص، يزاولون عملهم الرئيسي في مختلف الجامعات، ويحوزون على العديد من الدراسات والأبحاث العلمية المنشورة في مختلف المجلات.كما أوضح أن العدد الإجمالي للتلاميذ المسجلين في الموسم الدراسي الجديد هو ثلاثة آلاف طالب بجميع المراكز والفروع 14، من بينهم 200 تلميذ في المدرسة الأم «نيوقايت» بمدينة سطيف. توجّه تبنّته الدولة و أكد رياض عزوز، أن بداية الاهتمام بمجال الذكاء الاصطناعي في الجزائر تزامن مع إعلان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عن فتح كلية الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، لينطلق المهتمون بهذا المجال في فتح مراكز خاصة لاستقبال الأطفال والشباب من مختلف الأعمار. وأرجع ذات المتحدث، اهتمام الأطفال بمجال الذكاء الاصطناعي إلى مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت بشكل عام، لأنها أتاحت لهم مشاهدة ومتابعة تطورات التكنولوجيا الحديثة في العالم. وذكر، أن المركز الذي يشرف عليه قام بتبني منهج تعليمي عالمي تدرس به أكثر من 35 دولة، والمقسم إلى 12 مستوى يختلف كل مستوى عن الآخر، وقال، إنهم يعلمون الأطفال في المركز باللغتين الإنجليزية والعربية، لأنهما ستمكنان من تجسيد مشاريع وتطبيقات علمية يشارك بها التلاميذ في مسابقات عالمية . وأشار، إلى أن أهميته الذكاء الاصطناعي، تتجلى في مساعدة الأطفال على تعلم الإعلام الآلي ودفعهم نحو التوجه الصحيح من خلال التفاعل مع هذه التقنيات التي تلهمهم للابتكار، و أن المنخرطين في المركز الذي يشرف عليه يشاركون في جل المسابقات الوطنية والعالمية ويتفوقون فيها تقريبا كل سنة، وذلك راجع إلى دراستهم لنفس المقررات التي يتلقاها اليابانيون و الروسيون. ولفت، إلى أن هذه المسابقات العالمية تتم من خلال تشكيل عدة فرق كل واحدة منها تمثل دولة ما، وعلى أساسها تقوم اللجان بطرح مجموعة من الأسئلة لكل الفرق ومن يحصل على أكبر مجموع من النقاط يفوز. وأكد، أن الفائدة من مسابقات الذكاء الاصطناعي هي تحرير الطفل من فكرة أن العنصر الآسيوي أو الأوروبي أو الأمريكي أكثر تفوقا، وإقناعهم أن بإمكانهم منافستهم والتفوق عليهم، وهو ما يحفزهم أكثر على الفوز والمشاركة مرة أخرى، مضيفا، أن أطفال المركز بعدما باتوا أكثر دراية بعملية تحليل وفحص البيانات، أصبحوا يقومون بتركيب الروبوتات المستوردة من كوريا حسب كل منهج مع إضافة لمستهم الخاصة، مؤكدا أن الطفل الذي يتمكن من تصميم 48 روبوتا سيصب بطريقة آلية قادرا على تصميم الضعف كونه قد قطع نصف المسافة باتجاه التعلم. ويسعى الأستاذ، على مستوى المركز أن يعلم الأطفال كيفية تصميم روبوتات بتقنية ثلاثية الأبعاد و طباعة البطاقات الالكترونية و تصميم تطبيقات الأندرويد. نشاط خارجي يحقق التفوق دراسيا بقسنطينة، ينشط عدد من التلاميذ من مختلف الأطوار التعليمية، في مجالات البرمجة والذكاء الاصطناعي و صناعة الروبوت، على مستوى نادي الجزري للروبوتات وقد قابلنا منهم إبراهيم حداقة صاحب 12 سنة، الذي حدثنا عن انطلاقته في مجال تعلم البرمجة والذكاء الاصطناعي حيث قال، أن الرحلة بدأت سنة 2019 ، بعد زيارته للجامعة في إطار نشاط مدرسي، حيث قام أستاذ هناك بشرح موضوع يتعلق بالروبوت و خصائصه و كيف يعمل و طريقة تركيبه، وهي تجربة جعلته يعشق المجال ويصر على تعلم المزيد عن عالم البرمجة. التحق التلميذ، بعدها بالعديد من دورات الذكاء الاصطناعي من أجل التعمق في فهم هذا المجال أكثر، و ثابر للحد الذي سمح له بالمشاركة و الفوز في مسابقات وطنية وعالمية على غرار الأسبوع العربي للبرمجة، الذي نظم في مصر و تحصل خلاله على المرتبة الأولى. ويحلم إبراهيم، بأن يصبح أستاذا في البرمجة مستقبلا و يفتح مركزا خاصا به، وذلك بعد أن يتمكن من الالتحاق بجامعة الذكاء الاصطناعي وإكمال مساره الدراسي فيها، و قال، أن تعلمه لأساسيات البرمجة ساعده كثيرا على فهم مادتي الرياضيات و الفيزياء، ومكنه كذلك في التفوق دراسيا واكتساب العديد من المهارات والتقنيات التي طورت ودعمت مهاراته. ويؤكد إبراهيم، أن صناعة الربوت، بالنسبة له أكثر من مجرد لعب أو تسلية فهي تمثل نمط حياة. أما أسيل بلهادف صاحبة13 ربيعا، تلميذة بالطور المتوسط فقالت، بأنها كانت منذ الصغر مهتمة بمجال الذكاء الاصطناعي وصناعة الروبوتات، وهذا راجع إلى تأثرها بأمها وأبيها اللذين يدرّسان الإعلام الآلي بالجامعة، حيث أنها كبرت على ملاحظتهما وهما يعملان بجد لتطوير نفسيهما في هذا المجال الأمر الذي ربى فيها حبه. وأخبرتنا أسيل، أنها بدأت في تعلم أساسيات الذكاء الاصطناعي من المنزل، ثم انتقلت إلى مؤسسة الجزري للروبوت، أين أكملت مسارها في مجال البرمجة واستطاعت بفضل ذلك المشاركة في مسابقات وطنية وعالمية، وأن اجتهادها مكنها من التوفيق بين دراستها وتعلمها للذكاء الاصطناعي، وأن هذا الأخير لم يعرقل من تقدمها في مسارها الدراسي بل يسر لها فهم عدد من المواد العلمية. تلاميذ يخوضون تحديات على مستوى دولي وتؤكد أيضا، أنها مجدة في متابعة كل ما يحدث في العالم من تطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، لأن ذلك يلهمها ويساعدها على الابتكار والإبداع ومسايرة المستجدات، وأنها عندما تعجب باختراع ما تقوم بإعادة صنعه وتطويره بلمستها الخاصة. وتؤكد الشابة، بأنها تحضر نفسها للمشاركة في المسابقة الإفريقية للذكاء الاصطناعي، والتي تأمل أن تحقق خلالها المرتبة الأولى، خصوصا و أنها كانت قد توجت في شهر مارس الفارط، بالمرتبة الأولى في مسابقة البرمجة والذكاء الاصطناعي للأطفال « كوديفر» المنظمة في الهند. وتطمح أسيل مستقبلا، لأن تصبح طبيبة و أن تواصل التعلم في مجال الذكاء الاصطناعي كذلك لأنه توجه تتداخل فيه جميع الاختصاصات كما عبرت. المرافقة الأسرية مفتاح النجاح من جانبه، يقول والد أسيل وهو أستاذ وباحث بكلية الإعلام الآلي بجامعة قسنطينة، بأنه وجه ابنته منذ أن كانت صغيرة نحو تعلم البرمجة لأنها تتمتع بقدرات كبيرة على التعلم بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا التوجه سيساهم حسبه، في توسيع أفاق تعلمها ومساعدتها على فهم وتقبل التطورات التي سيحملها المستقبل، مضيفا، لذا فإن التعرف على الذكاء الاصطناعي سيساعد الطفل على فهم وتقبل التطورات اللاحقة ومسايرتها بسهولة، خاصة وأن أطفال اليوم ليسوا في معزل عن التكنولوجيا و ذلك فهم أكثر إبداعا من الأجيال التي سبقتهم. وأكد المتحدث، أن الذكاء الاصطناعي سيصبح مستقبلا جزءا من حياتنا اليومية، بحيث لا نستطيع الاستغناء عنه وهو ما يعزز ضرورة الاهتمام به وتسليط الضوء عليه أكثر استعداد للتحول الرقمي الجاري، و لتكوين أجيال جديدة تتماشى مع هذا التطور والتغيير الذي سيمس جميع المجالات بما في ذلك مجال الشغل والتوظيف الذي سيصبح مرتبطا ارتباطا وثيقا بهذه التقنيات. نطمح للالتحاق بأفضل المعاهد التقنية الرياضية وبمدينة سطيف، تألق تلاميذ ينشطون على مستوى معهد نيو غايت روبوت عالميا مؤخرا، بينهم شهلة بدروح التي قالت للنصر، إن طبيعة تخصصها الدراسي «تقني- رياضي»، هو ما دفعها للتسجيل في معهد مماثل، يعنى بالذكاء الاصطناعي والبرمجة، حتى يتسنى لها تطوير معارفها أكثر في عالم الروبوتيك، و المشاركة في مختلف الدورات والمسابقات الدولية، والاحتكاك بعباقرة في المجال. وقالت، إنها تطمح لتحقيق المزيد من الاختراعات في مجال الروبوتيك والذكاء الاصطناعي، ونيل شهادة البكالوريا السنة القادمة، بمعدل ممتاز حتى يتسنى لها الانتساب إلى إحدى الجامعات المتخصصة. وبدورهم قال المتوجون بالميدالية الفضية في نفس المسابقة، نزيم و محمد الأمين ويونس ومحمد، أنهم سيجتهدون أكثر لكسب المزيد من التتويجات الدولية خاصة وأنهم تحصلوا على الميدالية الذهبية في الدورة السابقة من السنة الماضية 2020، مؤكدين، أن هدفهم هو التألق في مسارهم الدراسي من خلال تحصيل أفضل المعدلات التي تسمح لهم باختيار أفضل المعاهد التقنية الرياضية. الانجليزية مجدافي في بحر الذكاء الاصطناعي من جانبه، يهتم التلميذ بحاش أيوب القاطن ببلدية حمام الضلعة بالمسيلة، بالتدرب رفقة زملائه في مقر جمعية الإبداع والاختراع العلمي، من أجل التحضير للمسابقات الوطنية والدولية التي ستقام خلال الفترة المقبلة بالجزائر العاصمة، إذ يشتغل حاليا، على ابتكار سيارة خاصة يمكن التحكم فيها عن بعد، تستخدم للكشف عن المعادن حيث يعمل على إتمام بعض الجزئيات ليكون الجهاز أكثر تطورا، بعدما قام سابقا بتطوير نظام لفتح الأبواب أوتوماتيكيا، سواء عند استشعار الشخص أو عن طريق البطاقة. و قال التلميذ، أيوب للنصر، أنه يطمح للتفوق في المسابقات التي يستعد للمشاركة فيها قريبا و لهذا فهو منشغل كثيرا بالتدريب عن طريق العمل على روبوتات الذكاء الاصطناعي، كي يتمكن من تشريف عائلته والمنطقة التي ينحدر منها، مؤكدا أنه لا يضيع أوقات فراغه في أشياء لا تنفع، بل يحاول دوما الاستفادة من وقته بمقر الجمعية التي ساعدته كثيرا على تنمية قدراته وتطويرها، مؤكدا، اهتمامه بتعلم اللغة الإنجليزية، التي ستساعده على الإبحار في عالم الذكاء الاصطناعي و التعمق أكثر في المستقبل. وأضاف، أنه أنجز قبل أشهر قليلة هاتفا بسيطا يتيح له الاتصال فقط دون الولوج إلى التطبيقات أو تحميل الألعاب الالكترونية و هي فكرته راودته بعدما شده إدمان أصدقائه لها. ويرجع اهتمام محدثنا بمجال الابتكار، إلى شغفه بكل ما هو إلكتروني، و سعيه إلى إصلاح كل شيء معطل يقابله في المنزل، حيث كان يهتم بداية بإصلاح العطب ثم بدأ في صناعة نسخ عن الأجهزة مع إضافة لمسته الخاصة.التلميذ، قال، بأن الفضل في تفوقه، يعود إلى والده الذي يشتغل مهندسا ميكانيكيا بأحد المصانع الخاصة، والذي أكد بأنه يدعمه كثيرا معنويا وماديا وعلميا أيضا. برنامج خماسي لتكوين 1000 مبتكر في مجال الذكاء الاصطناعي وضعت الجمعية الولائية الإبداع والابتكار العلمي بالمسيلة مؤخرا، خطة تمتد إلى خمس سنوات لتكوين 1000 تلميذ في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال إطلاق قافلة ثقافية وعلمية ستجوب جميع بلديات الولاية بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة وتحت إشراف مديرية التربية لولاية المسيلة، ستتخللها إقامة معرض للذكاء الاصطناعي يهدف إلى تحفيز وتوجيه التلاميذ الذين يدرسون في المستويين الثالثة متوسط إلى المستوى الثالثة ثانوي على الاهتمام بالمجال. وستكون المناسبة فرصة لعرض ابتكارات جديدة تم صنعها من قبل بعض التلاميذ على غرار طائرة درون وسيارة للكشف عن المعادن وذلك حسبما أكده رئيس الجمعية الولائية عبد الغني شبيرة للنصر. وتعتبر الجمعية الولائية للإبداع والابتكار العلمي، أول جمعية للأطفال تنشط ولائيا ووطنيا في هذا المجال حيث فتحت أبوابها سنة 2016، وقد حققت إلى غاية الآن جزءا غير بسيط من أهدافها خصوصا بعدما كرم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أربعة من مبتكريها الصغار سنة 2020. هذه الخطوة كانت حافزا و ضاعفت حسب شبيرة نجاحات التلاميذ وطنيا ودوليا، بعد أن شاركوا في الفترة ما بين سنتي 2018/2019 في منافسات ومسابقات عديدة، و حصلوا أيضا على حافلة صغيرة مجهزة بورشة تصنيع متنقلة ( فاب لاب )، ما مكن من إطلاق قافلة ولائية للبحث عن المواهب عبر بلديات الولاية قصد وضع اللبنة الأولى لمشروع بناء جيل من المخترعين والعلماء في شتى المجالات والميادين و يقدم رئيس الجمعية الولائية للإبداع والابتكار العلمي، مقترحا لإدراج مادة الخوارزميات وعلم البيانات في البرامج الدراسية ، لتلاميذ السنة الرابعة متوسط فما فوق، حتى يسهل بعدها تحفيزهم خاصة المتميزين و الموهوبين منهم، على الاهتمام بالابتكار و دخول عالم الذكاء الاصطناعي من بوابة الهواتف النقالة والألواح الإلكترونية التي باشرت الوزارة في توزيعها على المؤسسات التربوية. النوادي والجمعيات مصفاة لاكتشاف المواهب ويقول المتحدث، بأن نشاط الجمعية، مكن من اكتشاف العديد من المبتكرين وتكوينهم ودعمهم للمشاركة في مسابقات ومنافسات وطنية ودولية عديدة، حيث تحصل أعضاء النادي على المراتب في كل مشاركاتهم طيلة سنتين متتاليتين. وعن شروط نجاح المخطط الخماسي لاكتشاف وتكوين العباقرة الصغار في هذا المجال، قال، بأن جمعيته قدمت لمدير النشاطات الثقافية والرياضية بوزارة التربية الوطنية، طب ترخيص بالدخول إلى المؤسسات التربوية في إطار قافلة ثقافية و علمية تقودها حافلة « فاب لاب « التي ستجوب جميع بلديات الولاية بهدف تكوين 1000 مبتكر في مجال الذكاء الاصطناعي، كما شدد من ناحية ثانية على دور الأولياء في مرافقة أبنائهم المنخرطين في الجمعية من خلال دعمهم ماديا ومعنويا، باقتناء ما يلزمهم من أجهزة وقطع إلكترونية، وحقيبة الاختراع ( كيت أوردوينو ) ومرافقتهم في جميع المنافسات والمسابقات التي يشاركون فيها وهذا أمر يعتبر أكثر من ايجابي حسبه.