أكدت مديرية الأشغال العمومية بولاية برج بوعريريج، استجابة الوزارة الوصية للمطلب الملح لسكان بلديات الجهة الجنوبية ومستعملي الطريق الوطني رقم 45، لإنجاز الازدواجية، بعد أشغال التوسعة للحد من الحوادث المميتة التي حصدت عشرات الأرواح على مدار السنوات الفارطة، وجعل حركة المرور أكثر انسيابية، باعتباره محورا هاما لحركة نقل الأشخاص والبضائع بين الجنوب والشمال. وقد شرعت ذات المديرية، في إجراءات منح الصفقة الخاصة بدراسة مشروع إنجاز ازدواجية الطريق الوطني رقم 45، الرابط بين ولايتي البرج والمسيلة، على مسافة 27 كيلومترا في الجزء العابر لإقليم برج بوعريريج، بعدما شكل هذا المطلب واحدا من بين أهم الانشغالات لسكان البلديات الجنوبية ومستعملي الطريق، وبالأخص بالقرى والتجمعات السكانية الواقعة بجوار الطريق بإقليم بلدية العش، بعدما فقدوا العشرات من الضحايا في حوادث مميتة، على غرار الاصطدام بين شاحنة مقطورة وحافلة صغيرة لنقل المسافرين، الذي تسبب في وفاة 6 أشخاص من أبناء المنطقة وتعرض 8 أشخاص آخرين للإصابة بجروح متفاوتة، ناهيك عن تحول مواكب أفراح بالمنطقة إلى مأتم ومعاناة عشرات المواطنين من إعاقات حركية، لاسيما بالمنعرجات والمنحدرات الخطيرة، على غرار المنحدر الواقع بمنطقة (كوسيدار)، الذي استفاد قبل عامين من عملية إعادة التهيئة والتوسعة، ما سمح بالتقليل من حوادث المرور والتخفيف من خطورتها عبر هذا الشطر من الطريق. وشكلت وضعية الطريق مصدر قلق للمواطنين والسائقين والسلطات المحلية، في ظل تكرر الحوادث المميتة، ما زاد من الاهتمام والبحث عن الحلول الناجعة، في انتظار تلبية مطلب إنجاز مشروع الازدواجية الذي تأخر بسبب المتطلبات المالية الكبيرة، وصعوبة التضاريس بالمنطقة، في وقت يشهد فيه الطريق حركية يومية كثيفة ويعتبر من أهم المحاور التي تربط الولايات الجنوبية بولايات الشمال، مرورا بالمسيلة والبرج، خاصة بالنسبة لمركبات الوزن الثقيل، سواء ما تعلق منها بحافلات نقل المسافرين والشاحنات المقطورة المخصصة لنقل البضائع والمواد الطاقوية، التي زادت من تدهور وضعيته، حيث كشفت دراسة منجزة على أن الحمولة الزائدة لشاحنات الوزن الثقيل، كانت من بين أهم العوامل التي تسببت في تضرر عديد الأجزاء، والحوادث المميتة بالنظر إلى صعوبة التحكم فيها، بالإضافة إلى العامل البشري وعوامل أخرى، من بينها انعدام الرؤية بالمنعرجات. وللتقليل من المخاطر المحدقة بالسائقين ومستعملي الطريق، أطلقت مصالح الولاية أشغال توسعة الطريق، التي انتهت على طول الجزء العابر لإقليم ولاية برج بوعريريج، مرورا ببلديتي الحمادية والعش، بعد تخصيص مبلغ قارب 43 مليار سنتيم وإنهاء دراسة المشروع التي شملت أشغال إعادة التهيئة والتوسعة والتجهيز بإشارات المرور والإشارات الضوئية والحواجز الإسمنتية والمعدنية، لتسهيل حركة المرور وجعلها أكثر انسيابية، فضلا عن التقليل من الحوادث المميتة، خصوصا على مستوى المنعرجات والمنحدرات الخطيرة، من خلال إعادة تهيئتها وتوسيعها، وتوسعة الطريق من 7 أمتار إلى ما يقارب 12 مترا، على مسافة 26 كيلومترا، ما يسمح بعبور ثلاث مركبات في نفس الوقت.