عقد ، ليلة أمس، لقاء جمع والي ولاية برج بوعريريج، بأعيان و ممثلين عن سكان بلدية العش، بعد احتجاجات و حالة احتقان استمرت لأربعة أيام، إثر وفاة 6 أشخاص من أبناء المنطقة في حادث مرور على الطريق الوطني رقم 45، الأمر الذي جعلهم يجددون مطلب انجاز ازدواجية الطريق لوضع حد للحوادث المميتة و المجازر المرورية عبر محور هذا الطريق. و توصل الوالي لإقناع المحتجين في هذا اللقاء، بحضور مصالح الأمن و المدراء التنفيذيين، حيث تم التطرق لمختلف الانشغالات و بالأخص المطلب الملح المتعلق بتسجيل مشروع لازدواجية الطريق و تدعيم العيادة متعددة الخدمات بالتجهيزات و الطاقم الطبي التي رفعها المحتجون على مدار الأيام الفارطة، في وقفاتهم الاحتجاجية بمقر البلدية و خلال قيام عشرات السكان عبر القرى بغلق الطريق الرابط بين البرج و المسيلة، في الأجزاء العابرة بجوار تجمعاتهم السكانية، بعدما تحول بحسبهم إلى ما يشبه المصيدة لمستعمليه، في ظل انتشار المطبات و كثرة النقاط السوداء و المنعرجات الخطيرة التي عادة ما تكون سببا في وقوع حوادث مأساوية، حصدت العشرات من الأرواح على مدار السنوات الفارطة . و تم إقناع المحتجين بصعوبة، بتأجيل تسجيل مشروع الازدواجية بالنظر إلى ما يتطلبه من اعتمادات مالية كبيرة، حسب ما أكده الوالي و إجراءات تستدعي الكثير من الوقت لإنجاز دراسة دقيقة للمشروع، تشمل عدة نقاط، بما فيها إجراءات نزع الملكية و تعويض أصحاب الأراضي و الأخذ في الحسبان اعتراضات البعض منهم و ما تتطلبه من جهود و إجراءات إدارية و قانونية للتسوية و نزع الملكية، بالإضافة إلى صعوبة التضاريس لشق الطريق، خاصة على مستوى المناطق الصخرية و الحجرية، ما جعل النقاش يدور حول مشروع التوسعة و تهيئة النقاط السوداء، الذي أطلقته السلطات الولائية بمبلغ 42 مليار سنتيم، كحل استعجالي في انتظار تسجيل مشروع لإنجاز الازدواجية و هو ما اعتبره بعض السكان تبذيرا و هدرا للمال العام، في وقت يرتكز مطلبهم على مدار السنوات الفارطة، على إيجاد حل نهائي لمشكل الحوادث المميتة، من خلال توسيع الطريق و انجاز الازدواجية لتجنب حوادث الاصطدام، خاصة و أن محور الطريق يعرف حركية كثيفة لمركبات الوزن الثقيل و الحافلات. ليتم التوصل في نهاية اللقاء الذي تواصل إلى منتصف الليل، لاتفاق بالشروع في أشغال توسعة المنعرجات و الأماكن الخطيرة و تزويد الطريق بالحواجز الأمنية الإسمنتية و المعدنية و إشارات التوجيه و المرور و مواصلة الجهود لإنجاز دراسة شاملة حول مشروع الازدواجية و تجسيده متى توفرت الشروط و الإمكانيات اللازمة . و زيادة على هذا الاتفاق، تلقى سكان المنطقة وعودا بتدعيم العيادة متعددة الخدمات بالتجهيزات و التأطير الطبي الكافي، لاستقبال الحالات المستعجلة و التكفل السريع بها، في وقت يسجل بحسب المحتجين، تقصير في تقديم الخدمات الصحية و عجز في التكفل المستعجل بالمصابين في حوادث المرور عبر محور الطريق الخطير الذي أضحى يوصف ( بطريق الموت)، كما تعهد الوالي بنقل انشغال تسجيل وحدة الحماية المدنية ببلدية العش إلى السلطات الوصية و تشديد الرقابة و التواجد الأمني لردع السائقين المخالفين لقانون المرور. وخلص اللقاء في الأخير، إلى تلقي ضمانات من قبل أعيان المنطقة و ممثلين عن سكان القرى، بفض الاحتجاجات و فتح الطريق من جديد بالنقاط التي بقيت مغلقة على مدار الأيام الفارطة، أين قام سكان القرى بوضع حواجز و إضرام النيران في العجلات المطاطية، بأجزاء الطريق المجاورة لتجمعاتهم السكانية، في حركة احتجاجية أعقبت الحادث الدموي الأخير، معربين عن استيائهم من ضيق الطريق و انتشار المنعرجات و المنحدرات الخطيرة.