المخرج الشاب صهيب مزياني يعرض عمله السينمائي الأول قريبا بعد عرض المشاهد الأولى من فيلمه القصير "وسخ الدنيا" مؤخرا بمسرح قسنطينة الجهوي، يستعد المخرج السينمائي الهاوي صهيب مزياني إلى تقديم العرض الكامل لأولى ثمراته الفنية في قاعة مالك حداد في الأيام القليلة القادمة، وتسجيل أول خطوة له في عالم السينما بعد أن تعذر عليه المشاركة به في مسابقة "علي معاشي" لإبداعات الشباب. طموحه الكبير في مجال السينما دفعه للإلتحاق بتكوين أساسي في مجال السمعي البصري بقصر الثقافة مالك حداد، الذي مكنه من إنجاز أول عمل سينمائي، يتمثل في فيلمه القصير "وسخ الدنيا" الذي يروي قصة حب نشأت منذ الطفولة بين رانيا التي جسدت شخصيتها الممثلة المسرحية نسيبة عتّاب و صهيب الذي أدى دوره مخرج العمل نفسه، و لكن القدر فرق بينهما عندما كبرا بسبب المال الذي يعتبر عقدة الفيلم الأساسية من بدايته إلى نهايته. و التقطت عدسة الكاميرا البسيطة التي صورت الفيلم بأكمله انطلاقا من هاتف نقال ذو وسائط متعددة من نوع نوكيا، بعض الشوارع الرئيسية لمدينة قسنطينة ، مبرزا جمالها و خصوصياتها الجغرافية عن كثب، على غرار ساحة أول نوفمبر و شارع المحاربين ، أما المشاهد الداخلية فصورت في كل من مستشفى المنصورة و المعهد الفرنسي القسنطيني، بالإضافة إلى المقبرة المركزية. و رغم أن وسيلة التصوير كانت هاتف نقال لا غير إلا أن نوعية الصورة التي أظهرها تشبه إلى حد كبير تلك التي تقدمها كاميرا التصوير الاحترافية، و الذي اضطر صهيب إلى اللجوء إليه لأن الكاميرا التي كانت بحوزته لم توفر له صفاء الصورة التي كان يرجوها في أول عمل له ، خاصة المناظر الجميلة لأحد شواطئ سكيكدة، أين يشاهد الجمهور البطل جالسا يسترجع ذكرياته مع حبيبته في بداية الفيلم و ذكريات الأم المتوفاة في نهايته. و يعتبر صهيب بعد مشاركته البسيطة في كل من فيلم "عدن" للمخرج محمد فوزي ديلمي الذي تابع بحرص كل مراحل تصويره و جسد فيه أحد الأدوار الصغيرة، و أيضا فيلم مصطفى بن بولعيد للمخرج أحمد راشدي، أن إنجازه لفيلم قصير مدته حوالي نصف ساعة في بداية مشواره و بإمكانيات بدائية مغامرة فنية كان لابد منها لتسجيل دخوله لعالم السينما بعمل يحمل بصمته كما قال ، منوها بدور أستاذه في تكوين السمعي البصري الذي ساعده في قراءة السيناريو و دفعه لإنجازه. و يطمح هذا المخرج الشاب الذي يعتبر نفسه أيضا من هواة التصوير الفوتوغرافي إلى إكمال الجزء الثاني من فيلمه السينمائي الأول، بالإضافة إلى تحقيق المزيد من المشاريع الفنية لأفلام طويلة و أخرى قصيرة يميزها الحضور المكثف للشباب حيث قال بأن بلادنا تزخر بالشباب الذين يتوجه الكثيرون منهم للفن و التمثيل على وجه التحديد و لكننا لا نجدهم أبدا في الأعمال السينمائية و التلفزيونية و عن نفسه قال " أحلم بالإحتراف في هذا المجال و تقديم أعمال للشباب تشبه فيلم (ستاب آب) و غيرها لكي نعطي فرصة للشباب بالظهور في أعمال تتحدث عنهم و تطرح إنشغالاتهم". و من بين مشاريعه المقبلة سيناريوهات لأفلام قصيرة مرعبة تتناول الجانب الأسطوري لقسنطينة.