استرجع سكان قالمة، أمس الأربعاء، ذكرى أخرى من ذكريات معركة قلعة فيالة التي دارت وقائعها يوم 17 ماي 1957 بجبال هوارة في بلدية بني مزلين، قرب الخط المكهرب الذي بناه العدو الفرنسي بالقاعدة الشرقية المتاخمة للحدود التونسية، لقطع خطوط الإمداد بالسلاح والمؤن. وحسب المصادر التاريخية فإن المعركة الخالدة اندلعت عقب عملية تمشيط قامت بها قوات العدو على نطاق واسع، لتعقب كتائب جيش التحرير المتمركزة بالمنطقة بقيادة عيس بوقموزة المدعو صالح الحروشي ومحمد عطايلية المدعو الروج وعبد الرحمان بديار ومحمد شكاط ومحمد زغاد وهذلي محمود وعاشور فتيسي. وعندما تلقى قادة جيش التحرير بالمنطقة معلومات تفيد بتحرك قوات العدو على نطاق واسع، صدرت الأوامر بالتمركز والاستعداد للمعركة التي أصبحت أمرا لا مفر منه بعد تطويق الحيز الجغرافي الواسع بقوات كبيرة من جنود العدو المدعومين بالمدفعية وسلاح الجو. وفي ساعة مبكرة من صباح 17 ماي 1957 اندلع القتال بقلعة فيالة التي اختارها القائد عيسى بوقموزة للتمركز، واستعمل العدو المدفعية والطائرات وقنابل النابالم الحارقة، وتصدى رفاق سي صالح الحروشي ببسالة للهجمة العنيفة وأدرك قادة العدو بأن جيش التحرير المتمركز بقلعة فيالة على قدر كبير من التسليح والأهمية، فقرروا نقل كل قواتهم المشاركة في التمشيط إلى قلعة فيالة والاستعمال المكثف لسلاح الجو المكون من 26 طائرة بينها طائرات ب26 و 12 طائرة عمودية من نوع بنان. واستمر القتال حتى مساء ذلك اليوم التاريخي واستشهد القائد البطل عيسى بوقموزة ومعه 16 مجاهدا و 6 مواطنين تم إعدامهم انتقاما للخسائر الثقيلة التي مني بها العدو، عندما فقد نحو 70 عسكريا فرنسيا وعددا من الحركى المجندين مع قوات الاحتلال. وقد عرفت منطقة هوارة الواقعة شرقي قالمة معارك كثيرة خلال حرب التحرير، بينها معركة قلعة فيالة الأولى ومعركة قلعة فيالة الثانية ومعركة بير العناني الشهيرة، لأن المنطقة تعد ممرا استراتيجيا لقوافل جيش التحرير العابرة للحدود التونسية لجلب السلاح والمؤن. وقد شاركت السلطات المدنية والأمنية لولاية قالمة، السكان في إحياء الذكرى التاريخية الخالدة بتدشين وإطلاق عدة مشاريع تنموية ببلديتي بني مزلين وجبالة خميسي وتكريم الفائزين في منافسة العدو الريفي للشباب والجماعات المحلية. فريد.غ