تدعم منسوب سد عين زادة ببلدية عين تاغروت شرق برج بوعريريج، بأزيد من مليوني متر مكعب خلال الأيام الأخيرة التي شهدت فيها الولاية، تساقطا غزيرا للأمطار، ما أعاد الروح لوادي بوسلام والأودية التي تصب في السد، حيث عرفت تدفقا للسيول خلال فترات التساقط، كما انتعش منسوب المياه الجوفية بامتلاء الجيوب، التي استنزفت بفعل الاستهلاك المتزايد للمنابع العمومية والآبار والأنقاب التي منها ما جف.. وأشارت مديرية الموارد المائية بولاية برج بوعريريج، ومصالح دائرة عين تاغروت، إلى استعادة أغلب الأودية لنشاطها بالتزامن مع التساقط الغزير والمستمر للأمطار على مدار الأسبوعين الأخيرين، الأمر الذي عاد بالإيجاب على منسوب سد عين زادة، الذي تدعم بأزيد من مليوني متر مكعب، ويرتقب أن تتضاعف هذه الكميات في حال استمرار موجة التقلبات الجوية وتواصل تساقط الأمطار بالمنطقة، حسب ما نبهت إليه مصالح الأرصاد الجوية. وقللت معدلات الأمطار المتساقطة، من المخاوف من تأثير موجة الجفاف التي شهدتها الولاية على تموين الساكنة بهذه المادة الأساسية، إذ بلغت قبل تساقطها، الخطوط الحمراء، بإحداث تغيير في برنامج توزيع المياه بعاصمة الولاية، من مرة في اليومين، إلى مرة كل خمسة أيام، ناهيك عن تزايد المخاوف مع قرب موسم الحر، بتراجع منسوب السدود والأنقاب بعد استنزاف كميات هامة من مخزونها على مدار الأشهر الفارطة، بما في ذلك فترة فصل الشتاء التي لم تشهد فيها الولاية تساقطا للأمطار والثلوج بمعدلات مريحة، وبعدها شح معدلات التساقط وندرتها. وتلاشت المخاوف بعد التهاطل الأخير للأمطار بمعدلات معتبرة، الأمر الذي سمح بارتفاع منسوب المياه بالآبار والأنقاب، وعلى مستوى السدود الممونة لمختلف بلديات الولاية، على غرار سد تيلسديت بالبويرة، الممون لدائرة المنصورة، وسد تيشي حاف الممون لبلديات دائرة الجعافرة وبلدية ثنية النصر، والذي جف في وقت سابق واستعاد نشاطه خلال فترة التساقط الأخيرة. كما ارتفع سد عين زادة إلى أزيد من 11 مليون متر مكعب، في ظرف وجيز بعدما كان لا يتجاوز 9 ملايين متر مكعب ما صعب حينها من عمليات الضخ إلى محطة المعالجة والإنتاج، وزاد من متاعب توفير هذه المادة الضرورية للساكنة، مع العلم أن 17 بلدية يتم تموينها من هذا السد، بما في ذلك سكان البرج عاصمة الولاية، باحتياج يومي يفوق 60 ألف متر مكعب، وساكنة بلدية رأس الوادي ثاني أكبر تجمع سكاني. و رغم تلاشي المخاوف من قضاء فصل صيف عصيب، مثلما كان عليه الحال قبل تساقط الأمطار، جددت مديرية الموارد المائية و وحدة الجزائرية للمياه، دعوتها للمواطنين من خلال حملات التحسيس، لترشيد الاستهلاك الذي يبقى مطلوبا، وحتمية يفرضها واقع القطاع، كون مخزون المياه يبقى جد محدود مقارنة بحجم الاحتياج المتزايد وموجة الجفاف التي طال أمدها لسنوات، إذ يبقى منسوب مياه سد عين زادة بعيدا عن طاقة الاستيعاب الإجمالية التي تصل إلى 125 مليون متر مكعب، ويمثل المنسوب الحالي أقل من 10 بالمائة، ويرتقب أن يشهد ارتفاعا بتساقط الأمطار مستقبلا، مع مواصلة تدعيم حصص الولاية من سد موان.