فوت أول أمس، رئيس الاتحادية الجزائرية جهيد زفيزف، فرصة ثمينة لدخول المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ومن ثمة إعادة الجزائر إلى دوائر صناعة القرار على مستوى الهيئة القارية، لما فشل في حشد تأييد رؤساء الاتحادات المحلية في القارة السمراء، وكسب العدد اللازم من الأصوات، التي تخول له نيل عضوية تنفيذية الكاف، كعضو عن منطقة شمال إفريقيا. وخسر جهيد زفيزف الذي تولى رئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، العام الماضي (7 جويلية 2022)، خلفا لشرف الدين عمارة، رهان كسب عضوية المكتب التنفيذي عن منطقة شمال إفريقيا، بعد جمع 15 صوتا فقط في انتخابات التجديد الجزئي، التي جرت خلال أشغال الجمعية العمومية للهيئة القارية، وأقيمت بعاصمة كوت ديفوار أبيدجان، في حين حاز منافسه عبد الحكيم الشلماني، رئيس الاتحاد الليبي (المنتهية ولايته) 38 صوتا، مقابل امتناع عضو عن التصويت. وتغيب الجزائر عن تنفيذية الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، منذ بداية عام 2017، لما سقط رئيس الفاف الأسبق محمد روراوة في انتخابات التجديد، وهو الذي كان تواجد على مدار 14 سنة كاملة داخل مكتب الرئيس الأسبق عيسى حياتو، قبل أن يتواصل غياب ممثلي الجزائر رغم الفرص الكثيرة، أولها كان عام 2019، لما كان خير الدين زطشي يرأس الاتحادية، حيث قدم نائبه عمار بهلول كمترشح، لكن رئيس رابطة عنابة الجهوية، أخفق في نيل مقعد العضو السابق جمال الجعفري، وخسر الانتخابات أمام عبد الحكيم الشلماني (نال 21 صوتا مقابل 29 لمنافسه الليبي). ومع حلول عام 2021، حلت فرصة ثانية، غير أن مسؤولي الاتحادية، آنذاك تبنوا إستراتيجية خاطئة بعدم الترشح، كان من نتيجتها استفادة رئيس الاتحاد التونسي وديع الجرئ من تجديد عضويته بلا منافسة ودون حتى بذل أي جهد، ليحل عام 2023، ونهاية فترة ولاية الليبي عبد الحكيم الشلماني، غير أن جهيد زفيزف وبقية طاقمه ضيعوا فرصة جديدة، بعد الإخفاق الكبير بأبيدجان أول أمس، وهي الخسارة التي أحدثت ضجة كبيرة وخلفت خيبة أمل» كبيرة، كونها جاءت في سياق نجاح كبير للجزائر في تنظيم تظاهرات رياضية قارية وإقليمية، على غرار بطولتي «الشان» و»الكان»، كسبت به تقدير الجميع وأولهم الرئيس باتريس موتسيبي، الذي اعترف من خلال عدة خرجات إعلامية، بأمله في رؤية شخصية جزائرية ضمن مكتبه، وهي التصريحات التي أضيف لها التفاؤل الذي كان يبديه جهيد زفيزف، حتى أنه قدم انطباعات فهمت على أن نتائج الانتخابات محسومة وعودة الجزائر إلى تنفيذية الإتحاد القاري، ما هي إلا قضية وقت وإجراءات شكلية، ستترسم حين يحل موعد الانتخابات. جدير ذكره، أن أمل رؤية جزائري في مكتب موتسيبي دون انتظار سنوات أخرى، يبقى معلقا على ورقة مهمة، وهي نهاية فترة ولاية الصومالي عبد الغني عرب سعيد، المعين من قبل رئيس الكاف، حيث كشفت مصادر موثوقة للنصر، أن إمكانية تعيين زفيزف مكان العضو الصومالي تبقى واردة، رغم المنافسة الشديدة التي يلقاها رئيس الفاف من الكاميروني صمويل ايتو، التواق هو الآخر لدخول تنفيذية الهيئة القارية، ويسعى لنيل تزكية الجنوب إفريقي.