بدأ العد التنازلي للدخول الاجتماعي المقبل، و بدأ معه الكثير من أولياء سباقا مع الزمن لتحضير أنفسهم و أبنائهم، وفق برنامج يتلاءم مع جميع أفراد العائلة، و يضمن عودة مستقرة للأبناء بعد عطلة صيفية طويلة اعتادوا خلالها على الراحة و الخمول. أيام قليلة قبيل الدخول المدرسي، تاريخ يحرص معظم الأولياء على استقباله في ظروف جيدة، بينما تعتري البعض مخاوف سببها التغيرات في روتين أفراد العائلة و تحديدا الأطفال الذين يكتسبون نوعا من الكسل و الخمول طوال الصائفة، وبينهم من ينسون حتى أبجديات الدراسة وهو ما تحدثت عنه أمهات، مشيرات إلى مشكل اضطراب الساعة البيولوجية وتعوّد الصغار على السهر لساعات متأخرة من الليل و النوم إلى غاية الظهر تقريبا، و الانقطاع عن الدراسة، وهو ما يفرض على الأولياء تحديا حقيقيا لضبط القطار على السكة من جديد، و تعويد أبنائهم على روتين المدارس، في وقت قد تستعد فيه أمهات عاملات للعودة إلى العمل بعد انقضاء عطلهن السنوية، مثلما ذكرت السيدة يسرى، التي عبرت عن قلقها من هذا الموعد المهم و قالت، إنه يحتاج إلى الكثير من العمل ليكون دخولا مدرسيا و اجتماعيا مستقرا. و ترى الأخصائية النفسانية التربوية كاميليا حاكوم، بأنه و على الرغم من أن العديد من الأولياء واعون بطبيعة المرحلة و منهم من بدأوا فعليا الاستعداد لها، إلا أن الحدث يحتاج حسبها، إلى إجراء بعض التغييرات في روتين الأطفال اليومي، ليكونوا مستعدين للعودة إلى المدرسة بنشاط بعيدا عن كل المتاعب التي قد تواجههم مع بداية السنة في حال أهملوا هذه النقطة. و قالت، إن مدة 20 يوما تعتبر كافية للتحضير النفسي الجيد للأهل و الأبناء للعودة إلى روتين الحياة الاجتماعية بين العمل و الدراسة، و يعد تغيير موعد الاستيقاظ و ضبط الساعة البيولوجية عند الكبار و الصغار على حد سواء أمرا مهما للغاية، مشيرة إلى أنه يجب أن يتم ذلك بشكل تدريجي من خلال تقديم موعدي الاستيقاظ و النوم بنصف ساعة يوميا إلى غاية الوصول إلى الموعد المثالي الذي يكون بالنوم عند التاسعة ليلا و الاستيقاظ في السابعة صباحا، و ذلك قبل موعد المدرسة بأسبوع تقريبا. و أشارت حكوم، إلى أن معظم الأمهات أصبحن واعيات بكل ما يتعلق بالعودة للدراسة، معتبرة أن ذلك أمر لا يدعو للقلق، و ما عليهن سوى الاستعداد جيدا مع الأبناء من خلال تقليص ساعات اللعب، و الشروع في المراجعة خاصة الخطوط العريضة كالحروف بالنسبة لأطفال المستويات الأولى، و هو ما أكدت، بأنه يساهم في الاندماج تدريجيا في أجواء الدراسة. من جانب آخر، نبهت النفسانية إلى أهمية تقليص وقت الجلوس أمام الشاشات كالتلفاز و الألعاب الإلكترونية و الهواتف المحمولة، و محاولة استبدال ذلك بكتب تساهم في إعادة الأطفال تدريجيا إلى روتين الدراسة و الاجتهاد، إلى جانب التحضير المسبق للأدوات المدرسية و الاهتمام بتغليف الكتب كخطوات صغيرة يبقى مفعولها كبيرا في إدخال الأبناء في الأجواء التي أكدت أنها لا تدعو للقلق. إ.زياري