تجاوز عدد الشهداء الذين ارتقوا جراء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، أمس الجمعة، 1800 بينهم نازحون نحو الجهة الجنوبية للقطاع، في حين يواصل مقاتلو المقاومة عملياتهم العسكرية في عدد من المستوطنات والمقرات العسكرية لجيش الاحتلال. وبلغ عدد الشهداء في قطاع غزة أمس 1843، و7138 جريحا بحسب ما أوردته وزارة الصحة الفلسطينية، في حصيلة جديدة، للعدوان الصهيوني المتواصل على القطاع منذ أسبوع كامل، مع استمرار استهداف البنايات السكنية والمدنيين، باستعمال أسلحة ثقيلة، وأسلحة وقنابل متنوعة ألقاها الطيران الحربي طوال اليوم. كما استهدفت آلة القتل الصهيونية قوافل النازحين من المدنيين الفارين الذين طلبت منهم المغادرة من شمال القطاع إلى الجنوب، حيث أكدت وزارة الصحة ارتقاء 70 شهيدا بعد قصف سياراتهم بحي صلاح الدين وسط القطاع، عندما كانوا يحاولون النزوح نحو الجنوب، فضلا على تسجيل 200 جريح في نفس الهجوم، دون أن يستثني القصف طواقم الإسعاف والدفاع المدني. زيادة على ذلك، يواصل الاحتلال الإسرائيلي، حصاره للقطاع مع استمرار قطع التيار الكهربائي والماء الصالح للشرب والوقد، فضلا على نفاد مخزون الدواء بكامل المستشفيات التي بلغت نقطة الانهيار، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية كبيرة، لاستحالة تقديم المساعدات الطبية للمصابين، الذين ضاقت بهم المستشفيات، في حين تم تخصيص خيم من أجل تجميع الجثامين، بعد امتلاء مصالح حفظ الجثث. وعلى الرغم من الاستعمال المفرط للقوة من سلاح الجو الصهيوني وسلاح المدفعية، إلا أن جيش الاحتلال لم يتجرأ على تنفيذ عمليات برية داخل قطاع غزة، وذلك بسبب ما قد يتكبده من خسائر بشرية، سيما وأن اليوم الأول من معركة «طوفان الأقصى» بين القوة القتالية لعناصر القسام، مقابل ضعف الجانب الإسرائيلي، وهو ما أكده خبراء عسكريون والذين استبعدوا الاجتياح البري مثلما كانت عليه العادة في السابق، مع التأكيد على أن القصف الذي تتعرض له غزة هذه المرة يعتبر الأعنف على الإطلاق، كما استهدف سلاح الجو الإسرائيلي، مساء أمس، طواقم صحافية جنوبلبنان، ما تسبب في وفاة صحافي وإصابة اثنين آخرين. وبالمقابل واصلت المقاومة الفلسطينية استهدافها لعدد من المستوطنات في أنحاء متفرقة من فلسطينالمحتلة، عبر رشقات صاروخية مركزة تسببت في وقوع خسائر مادية وسقوط قتلى وجرحى، وسط تعتيم إعلامي كبير من الجانب الإسرائيلي، الذي ينفي ذلك، رغم إصداره لتحذيرات للمستوطنين بضرورة البقاء في الملاجئ وعدم مغادرتها بسبب الخطر الذي قد يصيبهم، في حين تم الإعلان عن عمليات تسلل ليلا شمال فلسطينالمحتلة. وفي وقت لاحق من مساء أمس، نشرت كتائب القسام فيديوهات توثق طريقة تعامل مقاتليها من أطفال مستوطنين في اليوم الأول من طوفان الأقصى، في حرب إعلامية أخرى تخوضها المقاومة ضد الغرب الذي يقدم كل الدعم للمحتل رغم الجرائم التي يقترفها في حق المدنيين والأطفال والنساء بغزة. يحدث كل هذا دون أن تتكلل الجهود السياسية في بلوغ قرار يُلزم الاحتلال بالتوقف عن ارتكاب المجازر أو حتى الوصول إلى هدنة مؤقتة أو فتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات الطبية والأغذية والمياه والوقود إلى القطاع.