يعاني الكثير من الأشخاص من الحساسية المفرطة لدى تواجدهم في بيئة مغلقة مع حيوانات أليفة أو بمجرد الإقتراب منها، ما يفسر علميا بأنه رد فعل تحسسي للبروتينات الموجودة في الخلايا الجلدية أو في اللعاب أو فضلات الحيوانات، بما يعرض الكثيرين للإصابة بحساسية الحيوانات الأليفة التي يحذر المختصون من خطر تطورها و وصولها لمرحلة التليف الرئوي خاصة لمربي الطيور داخل البيوت. يعيش الكثير من الناس في بيوت تتواجد بها حيوانات أليفة، و بين القطط، الكلاب أو العصافير، لا يرى المختصون إختلافا في أنها واحدة من مسببات ما يعرف بمرض حساسية الحيوانات الأليفة، و تؤكد أخصائية الحساسية و طب الأطفال بمستشفى مصطفى باشا الدكتورة بوحراث مريم، أن السبب المباشر للإصابة بهذا المرض يكمن في التعرض لقشور الجلد الميت الموجود على الحيوانات، موضحة أن أي حيوان له فرو يشكل مصدرا للإصابة بالحساسية. و قالت الأخصائية أن حساسية الحيوانات الأليفة تحدث عندما يتفاعل جهاز المناعة مع العفن أو وبر الحيوانات أو ريش العصافير، لينتج جهاز المناعة أجساما مضادة تعمل على حماية الجسم من المواد غير المرغوب فيها، إلا أن الشخص عندما يعاني من الحساسية، فإن جهاز المناعة لديه يتحول إلى صناعة أجساما مضادة تصور مسببات الحساسية على أنها شئ ضار. أما عن الأعراض، فقد قالت الدكتورة أنها أعراض تشابه أعراض الحساسية العادية و التي تتمثل أساسا في العطس، السعال، سيلان الأنف، الإحتقان الأنفي، إلى جانب ضغط و ألم على مستوى الوجه و حكة و إحمرار بالعينين أو زيادة إفراز الدموع بهما، بينما قد تصل الأعراض لدى البعض بحسب الأخصائية إلى تسجيل إنتفاخ الجلد أسفل العينين و تحوله إلى اللون الأزرق، منوهة إلى مرض مربي العصافير و الذي قد تختلف مراحل تطوره، بحيث قد يكون حادا يشبه أعراض الإنفلونزا، الربو و الحساسية مع الحرارة و ألم بالعضلات، بينما يتم التأكد من نوعية الإصابة عبر فحوصات يجريها الطبيب المختص. و تحذر المختصة من خطورة تطور هذا النوع من الحساسية التي قالت أن الكثيرين يستهينون به، قائلة أن الكثيرين يربون القطط، الكلاب و العصافير في بئة واحدة، و وسط بيوت مغلقة، و اعتبرت فضلات الطيور و الحمام بشكل خاص خطرا كبيرا قد تصل تأثيراته لإلحاق أضرار كبيرة بالرئة مثل التليف، و صعوبة في التنفس و الربو، بينما يسبب وبر القطط و الكلاب الحساسية المفرطة. و أوضحت أن أن المواد الميكروسكوبية الصادرة عن الطيور تدخل في الحويصلات الهوائية للأشخاص الذين يعانون من حساسية من هذه المواد، بما يعمل على إتلاف نسيج الرئة، ليتفاعل الجهاز المناعي من خلال إفراز مادة مناعية و يستقبلها كأجسام خطيرة، و هذه المواد المناعية تؤثر على نسيج الرئة و بالتالي يصيبها بالتليف. و تنصح الطبيبة بتفادي الإقتراب من الحيوانات بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية، و تجنب تربيتها في المنازل و بشكل خاص الشقق الضيقة، تفاديا لأي مضاعفات قد توصلهم للإصابة بأمراض مزمنة كالربو أن التليف الرئوي الذي يعد أخطر مرحلة.