* email * facebook * twitter * google+ يعاني الكثير من الأشخاص من تهيج العين والأنف والجلد في فترة الربيع، بسبب انتشار حبوب اللقاح والأتربة في الهواء، وينتج عن تلك الحالة إنزعاج الكثيرين وشعورهم بعدم الراحة والإصابة بالصداع والإرهاق، فما سبب تلك الحساسية؟ وكيف يمكن تفاديها؟ ينتج هذا النوع من الحساسية كرد فعل مقاوم من الجسم، خاصة الجهاز المناعي، لمحاربة المواد التي لا يتعرف عليها، مثل الأتربة وحبوب اللقاح المنتشرة في الهواء؛ إذ تنتجها الأشجار والأعشاب المختلفة في فصل الربيع لعملية التلقيح. وتنتقل تلك المواد إلى الجسم عن طريق اللمس أو التنفس، مما يسبب أعراضا غير مريحة للعديد منهم. تتنوع الأعراض الأكثر انتشارا بين مرضى الحساسية في فصل الربيع بين التهاب في العين وشعور بالتهيج عند الخروج إلى الهواء الطلق، بالإضافة إلى الرغبة المستمرة في حكة الأنف وتهيج البلعوم واحتقان الحلق والأنف والعطاس، فضلا عن احمرار الجلد والطفح الجلدي والرغبة في الحكة، ولعل السبب العلمي أن البكتيريا تقوم بتحفيز الجهاز المناعي على إفراز مواد كيميائية في الجسم تسمى "الهستامين"، من خلالها تظهر أعراض حساسية الربيع. يقول جيمز سوبليت، رئيس لجنة البيئة الداخلية للحساسية والربو والمناعة بأمريكا، إن ثلثي الأشخاص المصابين بأي نوع من الحساسية لديهم حساسية على مدار السنة لأشياء مثل؛ الغبار أو العفن أو الحيوانات الأليفة، وقد يفترض البعض أن لديهم حساسية من القطط، على سبيل المثال، لكن الاختبار يكشف عن أنه في الواقع شيء آخر. كما يعاني الكثيرون من ردود فعل متأخرة لمسببات الحساسية، مما يجعل التعرف عليها أكثر صعوبة، فربما يتعرض الشخص لأحد مسببات الحساسية، لكن لا تظهر الأعراض عليه، إلا بعد مرور وقت طويل قد يصل إلى 6 ساعات. الحساسية والاكتئاب ربما يربط البعض سوء الحالة المزاجية بتغيير فصول السنة أو بالإصابة بالحساسية، فحسبما أوضحه بول مارشال، أخصائي في علم النفس العصبي بمركز "هينيبين كاونتي" الطبي، أظهرت الدراسات أن هناك زيادة بنسبة 50٪ في خطر الإصابة بالاكتئاب لدى من يعانون من الحساسية. وعادة ما تختفي تغيرات المزاج المرتبطة بالحساسية إلى أعراض اكتئاب معتدلة، مثل الشعور بالحزن، السبات العميق والإرهاق، كما يقول مارشال. ويرى بعض الأشخاص أنهم أكثر عرضة للبكاء خلال موسم الحساسية، وهو ما يؤكده الخبراء، إذ أن الحساسية قد تزيد الأعراض سوءا لدى الشخص المصاب بالاكتئاب. طرق وقائية ينصح المختصون باتباع خطوات بسيطة للتقليل من أعراض حساسية الربيع. من أهم الطرق الوقائية لتجنب تلك الحساسية، الحد من الخروج إلى المتنزهات والحدائق في فترة الربيع بقدر الإمكان، كما لا يجب اللجوء إلى أي نوع من بخاخات الأنف بدون وصف الطبيب، إذ أن مضادات الاحتقان التي لا تستلزم وصفة طبية لها تأثير ضئيل للغاية. يرى الخبراء أن على من يعاني بشكل مستمر من حساسية الربيع، أن يأخذ جرعات محددة من حقن مضادات الحساسية قبل فصل الربيع، لكن إذا كانت لديهم أعراض مستمرة على مدار العام، ينصح بتناولها بشكل مستمر، إذ أن نتائجها مذهلة على المدى الطويل. إذا اضطر المصاب بالخروج، ينصح بارتداء قبعة ونظارة لحماية العين والأنف من حبوب اللقاح التي يحملها الهواء، إضافة إلى إغلاق زجاج نوافذ السيارات عند ركوبها وتشغيل مكيف الهواء، الذي يفضل استبداله سنويا، إضافة إلى تزويد نوافذ الغرف بشبكة لحجب حبوب اللقاح. كما يمكن إجراء تغييرات بسيطة في المنزل، لكنها قد تحدث فرقا مهما، فإغلاق جميع النوافذ يمنع حبوب اللقاح من الدخول إلى المنزل، عوضا عن ذلك، يمكن الاستعانة بمكيفات الهواء لتبريد المنزل.