* البروفيسور بلقاسمي: الذكاء الاصطناعي يحسن جودة العمل الإعلامي دعا الخبير في علوم الإعلام والاتصال لدى منظمة اليونيسكو، أحمد بن زليخة، أمس، إلى ضرورة إدخال التربية الإعلامية في المنظومة التربوية بالجزائر ‹›في أسرع وقت ممكن››، من أجل تمكين الفرد من المهارات والكفاءات اللازمة للتعامل الأنسب مع المحتوى الإعلامي، استهلاكا وفهما وتحليلا ونقدا وإنتاجا. وخلال تدخله في ندوة حول «الإعلام و الفضاءات الرقمية» الأسبوع العالمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية، من تنظيم اللجنة التقنية للإعلام والاتصال، التابعة للجنة الوطنية الجزائرية للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، بالجزائر، التي يترأسها، أكد بن زليخة، على أهمية اعتماد التربية الإعلامية كإستراتيجية فاعلة لتحسين أداء المنظومة التربوية وحتى في منظومة التعليم العالي، على غرار البلدان الأجنبية والعربية التي أقرت هذه المادة ضمن مقرراتها التعليمية. وبحسب المتحدث فإن أهمية دور التربية الإعلامية في إكساب الأفراد القدرة على الاختيار والنقد و مهارة الانتقاء، يساعدهم على النمو المتكامل، فالتربية الإعلامية بهذا المعنى – كما ذكر - هي عملية توظيف وسائل الاتصال بطريقة تسمح بتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية والإعلامية المرسومة. وعلى هذا الأساس فإن إدراج التربية الإعلامية، في الجزائر وفي مختلف الأطوار التعليمية حسب ممثل منظمة اليونيسكو بالجزائر، يأتي بهدف تمكين الفرد من الكفاءات والمهارات الأساسية للتعامل بالشكل الأمثل مع المحتوى الإعلامي، استهلاكا وفهما وتحليلا ونقدا وإنتاجا، وذلك عن طريق تنمية مهارات التفكير النقدي التي تمكنه من تطوير رؤى مستقلة للحكم على مضمون الرسائل الإعلامية. كما اعتبر ذات الخبير أن إدراج ‹› التربية الإعلامية ‹›، في منظومتي التربية الوطنية والتعليم العالي، تجعل المتمدرس والطالب، أكثر وعيا بتأثير وسائل الإعلام على الفرد والمجتمع، وأكثر قدرة على مناقشة المحتوى الإعلامي وتقييم الرسائل المختلفة، كما تساهم في تنمية المهارات الأساسية للتساؤل والمعرفة والتعبير عن الذات. وتعتبر منظمة (اليونيسكو) – كما أشار الكاتب أحمد بن زليخة، أن التربية الإعلامية جزء من الحقوق الأساسية لكل مواطن، في كل بلد من بلدان العالم، ما يوجب إدماجها حيثما أمكن، ضمن المناهج التربوية الوطنية، وذلك في أفق بناء جيل قادر على العيش في سلطة الصوت والصورة والكلمة، وأيضا بما يتماهى والديناميكية التي خلقها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في العديد من المجالات سيما في مجال توسيع الرقمنة وتأسيس المؤسسات الناشئة المبتكرة، واقتصاد المعرفة. من جهة أخرى أبرز رئيس اللجنة التقنية للإعلام والاتصال، التابعة للجنة الوطنية الجزائرية للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، بالجزائر، أهمية توظيف وسائل الإعلام في البلاد أساليب عمل جديدة، مرتبطة بتطور تكنولوجيات الإعلام والاتصال، داعيا إلى ضرورة التكيف مع الأساليب الجديدة في الوصول إلى المعلومات التي تعتمد على الخوارزميات، باستخدام البيانات المجمعة في شكل بيانات ضخمة مع مستخدمي التطبيقات والخدمات، وأيضا مع كل ما يتيحه الذكاء الاصطناعي لتطوير المحتويات الإعلامية. من جهته أكد البرفيسور بلقاسم فرقاني، باحث ورئيس لجنة أبحاث الأنظمة الذكية ، بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، على أهمية توظيف الحلول المبتكرة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي ومحتوياته، في العمل الإعلامي، باعتبار أنه يمكن من تحليل كميات كبيرة من البيانات والمصادر المختلفة بشكل أسرع وأكثر دقة، مما يساعد الصحفيين والمحررين على العثور على المعلومات المهمة بشكل أسرع والتحقق من مدى صحتها ومصداقيتها، مما يساهم في تحسين جودة العمل الإعلامي. ولفت الأستاذ فرقاني في مداخلته حول ‹› وسائل الإعلام والتكنولوجيا الرقمية››، إلى أن استعمال الذكاء الاصطناعي في البحث عن مصادر الأخبار والمعلومات قد يوقع رجال الإعلام في فخ الأخبار الزائفة ‹› الفايك نيوز ‹›، ما يدعو كما قال إلى ضرورة أن تتطور التقنيات الاصطناعية للتعرف على الأخبار الزائفة والتحقق من صحة المعلومات بطرق فعالة ودقيقة، و بالتالي ضرورة استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام، بحذر ومسؤولية للتغلب على التحديات والمخاوف المحتملة وضمان استخدامه بطرق تعزز الشفافية والمصداقية في الإعلام.