أكد المتحدث الإقليمي باسم منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف)، لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، سليم عويس، أن أطفال قطاع غزة هم من يدفعون أبهظ الأثمان للعدوان الصهيوني، مشددا على ضرورة وقف جرائم الاحتلال التي تستهدف الأطفال بلا هوادة. وفي تصريح ل/وأج - تزامنا مع يوم الطفل العالمي الذي يصادف 20 من شهر نوفمبر من كل عام - قال عويس، أن أطفال غزة يستمرون مع الأسف في دفع أبهظ الاثمان لهذا العدوان الذي يزداد ضراوة بعد دخوله شهره الثاني، واصفا حصيلة الشهداء والجرحى والمفقودين في صفوف الأطفال، ب»المروعة». وأضاف في هذا الإطار: «نحن نتكلم عن حصيلة جد ثقيلة تكبدها الأطفال في غزة»، لأن الأمر يتعلق ب 5 آلاف طفل شهيد وأكثر من 9 آلاف مصاب وآلاف المفقودين الذين تعذر انتشالهم من تحت الأنقاض، داعيا العالم إلى أن يأخذ بعين الاعتبار هذه الحصيلة المخيفة. واعتبر ذات المتحدث، أن الهجمات اليومية التي تطال تحديدا المستشفيات والمدارس و الملاجئ، وسط منع المساعدات الانسانية وعرقلة الامدادات للوصول إلى مستحقيها، قد ترقى إلى «انتهاكات جسيمة لحقوق الأطفال وانتهاك للقانون الدولي الإنساني». وأكد أن ما يحدث الآن في قطاع غزة من هجمات وقطع لكافة السبل أمام تقديم خدمات الرعاية للأطفال المرضى في المستشفيات، بما في ذلك الأطفال الخدج، «أمر غير مقبول على الإطلاق»، مشددا على أن المستشفيات «أماكن لتقديم الرعاية للأطفال المرضى والجرحى ويجب أن تكون آمنة» . ودعا ذات المسؤول، إلى «وقف لإطلاق النار ليتسنى توفير حماية للأطفال وإيصال المساعدات الإنسانية التي هم في أمس الحاجة إليها، بما في ذلك المياه والمستلزمات الطبية والأدوية والوقود». كما أعرب عويس، عن التزام اليونيسف بمواصلة بذل الجهود بالتنسيق والتعاون مع باقي المنظمات الإنسانية والشركاء، «من أجل توفير الحماية و الرعاية لأطفال غزة»، رغم العراقيل التي يفرضها الاحتلال الصهيوني على عمل المنظمات الدولية. ولدى تطرقه للصدمات النفسية التي يعاني منها أطفال غزة بفعل العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع، أوضح عويس، أنه « قبل العدوان كان أكثر من 50 بالمائة من الأطفال في غزة بحاجة إلى نوع من أنواع الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، لكن هذه النسبة ازدادت بشكل هائل، حيث كل أطفال غزة الآن تأثروا بشكل أو بآخر» بسبب ضراوة هذا العدوان. وأبرز أن هذه المأساة التي يعيشها الأطفال يوميا بكل تفاصيلها المؤلمة منذ بدء العدوان الصهيوني في 7 أكتوبر الماضي «تولد بداخلهم بدون شك، صدمات نفسية عميقة تثير قلقا كبيرا بشأن مستقبلهم». وقال في هذا الصدد، «ستعكف اليونيسيف على التكفل بالحالات التي تحتاج إلى أخصائيين نفسانيين وتوسيع نطاق الاستجابة لدعم برامج خدماتية كانت موجودة أصلا للتعامل مع الأطفال في غزة، مع توفير أماكن مخصصة لكي يحصل الأطفال على نوع من الحياة العادية».