سلم بحر الأسبوع الجاري، معظم الأساتذة في الأطوار التعليمية الثلاثة نقاط الاختبار الأول في جميع المواد، ليبدأ العد التنازلي لتسليم الكشوفات النهائية وسط ترقب أبوي و خوف يلازم التلاميذ من نتائج دون التوقعات في وقت يحذر نفسانيون من التأثير السلبي للضغط الأسري على التلاميذ وما لذلك من انعكاسات على علاقتهم بالدراسة وقدرتهم على التركيز والاستيعاب مستقبلا. يعيش أولياء أمور هذه الأيام، حالة من الترقب لنتائج أبنائهم الدراسية بعد انقضاء اختبارات الفصل الأول وسط ضغوطات كبيرة وعمل مضاعف يستنزف طاقة الطرفين، بينما دخل تلاميذ في حالة قلق خوفا من حصولهم على نتائج لا ترقى لتطلعات أولياء يطالبونهم على الدوام بتحصيل نتائج جيدة حسب ما حدثنا عنه بعضهم، معبرين عن خوفهم من ردود أفعال أمهاتهم بشكل خاص، في حال حصولهم على نتائج سيئة أو أقل من المعدل المتوقع. و قالت سهيلة، أم لطفلين في الصفين الرابع و الثاني، إنها تنتظر على أحر من الجمر نتائج طفليها و تتوقع أن تكون جيدة، دون أن تخفي تهديداتها لهما في حال أخفقا، أما سعاد التي تدرس ابنتها في الصف الخامس، فقالت إنها تنتظر نتائجها مع تحضير العقاب إن كانت سيئة وذلك بحرمانها من الاستمتاع بالعطلة، و منعها من التواصل مع أصدقائها، بينما اعتبرت أمهات أخريات حصول أبنائهن على نتائج جيدة من حقهن في مقابل التعب و الجهد الكبيرين في مرافقتهم و تدريسهم. وتحدث أساتذة، عن الخوف الذي يعيشه تلاميذ منذ نهاية الاختبارات وأخبرتنا خديجة، المعلمة في الطور الابتدائي، أن هناك من يعانون شرودا، ويعيشون اضطرابا نفسيا حقيقيا خلال و بعد الامتحانات الفصلية مع خوف كبير قد يصل إلى حد البكاء، بسبب ما ينتظرهم من عقاب. وأضافت الأستاذة في نفس المستوى، أن العديد من التلاميذ لا يدرسون بعد الامتحانات و يكونون شبه غائبين في القسم و لا يحركون ساكنا، إلا بعد استلام النقاط وسط مشاعر الخوف ، و هي تصرفات تعكس الضغط الذي يمارسه الأولياء. الأخصائية النفسانية دلال حمادة الترهيب والعقاب يحطمان الشخصية انتقدت الأخصائية النفسانية دلال حمادة، تصرفات بعض الأولياء محملة إياهم المسؤولية في تراجع مستوى أبنائهم واضطرابهم، بسبب الضغط المبالغ، لأن عقل التلميذ قابل لاستيعاب 20 مادة بالرغم من ثقل المقررات لكن ذلك يرتبط مباشرة بطريقة التدريس و نوع المرافقة وفهم قدرات كل تلميذ و أسلوبه في التعلم. وشددت الأخصائية، على أهمية احترام الفروقات الفردية بين الأبناء منتقدة تصرفات الأولياء و خصوصا الأمهات اللائي يصلن إلى حد ضرب أبنائهن و توبيخه أمام الجميع، داعية للعمل على تصحيح الخلل بعد البحث عنه وتشخيص مكامن ضعف التلميذ. و حذرت النفسانية، من أسلوب المقارنة معتبرة أنه واحد من الأسباب الرئيسية في التأثير السلبي على نفسية الطفل آنيا و مستقبليا، داعية للتوقف عن ذلك و الاقتناع بمستوى التلميذ ومساعدته على التحسن، كما نهت عن كل أشكال الترهيب والتعنيف و الضغط و متابعة نتائج الأقران أو الزملاء في المدرسة، و أكدت أن مثل هذه الممارسات تحطم شخصية الطفل. وأوضحت، أن هناك من الأولياء من يعانون من عقدة الفشل في الدراسة وهو ما يدفعهم إلى الحرص المبالغ على دراسة أبنائهم ونتائجهم، وهو سلوك مرضي يمكن أن تكون له انعكاسات خطيرة على أبنائهم، وقد تتكرر تجربة الفشل معهم مجددا، ولذلك فقد دعت إلى تدارك الحالة ومحاولة التعامل مع الرواسب النفسية، ولما لا الخضوع لدورات التأهيل النفسي للأولياء لتسهيل التعامل مع الأبناء، داعية للتحلي بالوعي واتباع أسلوب النقاش، و التوصل إلى تحديد الميول و العمل على معالجة النقائص، إلى جانب التشجيع و التحفيز لتحصيل نتائج أفضل في الفصول المقبلة، كتقديم الهدايا أو الخروج في رحلات.