يعيش تلاميذ مختلف الأطوار التعليمية حالة من التوتر و القلق، نتيجة ثقل المقررات الدراسية و ضيق الوقت، ما وضعهم في سباق مع الزمن، تحسبا لامتحانات فصلية، تضعهم في متاهة ضغط الأولياء و الخوف من اجتياز الاختبارات و التحضيرات. يبدو أن تأثيرات جائحة كورونا لن تتوقف، فاعتماد برنامج دراسي خاص يتماشى مع الظرف الصحي الحالي، و ثقل المقررات الدراسية، تعكسه ضغوطات يتحدث عنها المعلمون، الأولياء و التلاميذ، في مقدمتها ضيق الوقت المخصص للدراسة في المؤسسات التعليمية، و التي يطالب خلالها المعلم بتقديم الدروس مهما كان الوقت قصيرا ، ما تعتبره الأستاذة في التعليم الابتدائي آمال، أمرا مرهقا للمعلم و التلميذ معا، خاصة مع ضرورة إيصال الفكرة و شرح الدرس للتلاميذ في وقت ضيق. و قالت السيدة سارة أم ل 4 أبناء، يدرسون في الطورين الابتدائي و المتوسط، و تعيش هذه الأيام حالة طوارئ، للتوفيق بين مسؤولياتها كربة بيت و تدريس أبنائها، خشية حصولهم على نتائج دون المستوى، بسبب الظروف الاستثنائية هذا العام، خاصة مع ضيق الوقت و كثرة الدروس، ما يجعلها ترغمهم على المراجعة بشكل مستمر، استعدادا للاختبارت، ما يعرضهم لضغوطات قد تدفعهم لرفض الدراسة، أو قد تنعكس سلبا على نتائجهم، كما حدث في نتائج الفروض التي كانت ضعيفة، رغم المراجعة المستمرة و التحضير المكثف. تلاميذ تنازلوا عن النشاطات الترفيهية من أجل المراجعة من جانب آخر، قال بعض التلاميذ في الأطوار التعليمية الثلاثة ممن تحدثت إليهم النصر، أن الدراسة هذا الموسم تختلف كثيرا عن المواسم الماضية، فضيق الوقت مقابل ثقل المقررات الدراسية، وضعهم في حالة ضغط مستمر، خوفا من الرسوب ، ما جعل الكثير منهم يلغون معظم النشاطات الترفيهية التي تعودوا عليها، ليركزوا على حل الواجبات المنزلية و المذاكرة في البيوت أو في مجموعات، خاصة و أن الوقت المخصص لهم في المؤسسات، قصير، حسبهم، و غالبا ما يكون غير كافي ليفهم الجميع الدروس التي يقدمها المعلم. قال عبدو ، طالب في السنة الثانية ثانوي، أنه يدرس في البيت يوميا، كما أنه يخصص عطلة نهاية الأسبوع لمراجعة دروسه مع زملائه، و هي المنهجية التي وجد أنها قد تغطي على نقائص كل واحد فيهم، كل ذلك تحضيرا لفترة الاختبارات التي تشكل هاجسا بالنسبة إليهم و لأهلهم، خاصة و أنها على الأبواب، بينما قالت آلاء المقبلة على اجتياز امتحان البكالوريا، أن كل وقتها مشغول بالدراسة بين المؤسسات التعليمية، البيت و الدروس الخصوصية التي تتلقى بعضها ليلا، نتيجة ضيق الوقت. الأخصائية النفسانية دلال حمادة أدعو التلاميذ إلى الاعتماد على أنفسهم في التحضير للامتحانات أكدت الأخصائية النفسانية دلال حمادة أن السنة الدراسية الجارية من نوع خاص بالنسبة للعالم و ليس الجزائر فقط، ما يستدعي التعامل معها بشكل خاص، داعية التلاميذ خاصة بالطورين المتوسط و الثانوي، إلى الاعتماد على أنفسهم، خاصة و أنهم أكثر وعيا نسبيا، من تلاميذ الطور الابتدائي، فضلا عن كونهم يدركون الظروف الراهنة و مخلفات كورونا، ما يستدعي تحليهم بروح المسؤولية حيال دراستهم، مضيفة أنها كنفسانية بالمدينة الجديدة علي منجلي في قسنطينة، تشرف خلال الموسم الجاري على تقديم جلسات جماعية للعلاج النفسي، قصد توعية التلاميذ بحقيقة الوضع و كيفية التعامل معه، خاصة في فترة الامتحانات. يجب مراعاة الفروق الفردية .. كشفت المتحدثة أنها تستقبل يوميا بين 5 إلى 6 تلاميذ في الطور الابتدائي، و بنسبة أقل تلاميذ الطورين الآخرين، و يشتكون عموما من صعوبات التعلم و الفهم، و الخوف من الامتحانات، و عدم الثقة في النفس. و أضافت أنها تبدأ بالتكفل النفسي بالوالدين، ثم تنتقل إلى التلاميذ من خلال إجراء اختبارات غير مباشرة في الذكاء مثلا، ثم تقدم النصائح و التوجيهات للأطفال الصغار بالاعتماد على أمثلة، و بشكل مباشر بالنسبة لتلاميذ الثانوي و المتوسط، و أشارت أنها تعتمد على التنسيق مع الأمهات بشكل خاص، للتكفل بتلاميذ الابتدائي. من جانب آخر، اعتبرت الدكتورة حمادة أن ثقل المقررات، خاصة في الطور الابتدائي، يشكل ضغطا كبيرا على الجميع، و نجمت عنه مخاوف بالنسبة للأولياء الذين تحولوا إلى ممارسة ضغوطات على أبنائهم، و هو ما سيؤثر سلبا لا محالة على نتائج بعض الأبناء . و تعتبر النفسانية المرحلة الراهنة حرجة، تستدعي التعامل معها بحذر، بسبب تطبيق مناهج لا تراعي راحة الأبناء، خاصة في الطور الابتدائي، فالطفل في هذا الطور، لا يملك طاقة استيعاب كافية لكل ما تقدمه المعلمة في القسم، و ما تطلبه الأم في البيت، فضلا عن الفروق الفردية بين التلاميذ ، التي يمكن أن تساهم في التميز و التفوق الحقيقي، كما قالت. و تدعو المختصة الأولياء إلى التعامل بحذر شديد مع الأبناء و مرافقتهم دون ضغط في هذه المرحلة، و تحث تلاميذ الطورين المتوسط و الثانوي على تحمل مسؤوليتهم في الدراسة، و تخفيف الضغط عن أوليائهم، لضمان سنة دراسية مريحة، رغم الظروف الراهنة. إ.زياري