كسبت الجزائر سنة 2023، رهان تسجيل أغنية الراي في قائمة التراث العالمي غير المادي للإنسانية، بعد مصادقة منظمة اليونيسكو على الطلب المقدم من الجزائر في مارس 2021، جاء هذا بعد جملة الحملات الكاذبة والإدعاءات التي تزعم انتساب "الراي" لدولة أخرى، وفي نفس الوقت تُواصل وزارة الثقافة رفع ملفات أخرى لليونيسكو، بغية تسجيل مختلف الموروثات المادية واللامادية ونسبها للجزائر، لحمايتها من السطو. أسفرت نتائج الطلب الرسمي الذي تقدمت به الجزائر إلى منظمة اليونسكو لتسجيل الراي موروثا شعبيا خالصا للجزائريين، والمؤرّخ في مارس 2021، عن قرار رسمي في 27 أفريل 2023، مفاده تسجيل الراي كغناء شعبي جزائري ضمن قائمة التراث العالمي غير المادي للإنسانية، وهذا بعد تدعيم الوزارة لملفه المدفوع بعناصر جديدة تتوافق مع الإجراءات التقنية التي تشترطها الهيئات الاستشارية لليونسكو. واعتبر فاعلون في الساحة الثقافية والفنية وحتى رواد المواقع، موافقة اليونيسكو على إدراج الملف، خطوة جيدة نحو إبطال الدعايات المروج لها بأن أغنية الراي لم تبدأ من الجزائر ولا تنتسب إليها، ليضاف هذا الموروث اللامادي العاشر، إلى قائمة اليونسكو بعد كل من أهليل قورارة، والشدة التلمسانية بما فيها خيط الروح، والاحتفال بالسبوع بزاوية سيدي الحاج بلقاسم بتيميمون، وركب أولاد سيدي الشيخ متمثلة في الفنتازيا بالبيض، والسبيبة بجانت وغيرها. وتقوم وزارة الثقافة والفنون بمساعي لإدراج مختلف الموروثات المادي واللامادي، وتجلى ذلك في تقديمها سنة 2023، طلب إدراج ملف بعنوان "الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير - معارف ومهارات متعلقة بخياطة وصناعة حلي التزين- القندورة والملحفة" في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.وشمل هذا الملف عناصر الزي الاحتفالي النسوي والحلي المرافق له لكل الشرق الجزائري الكبير، تتمثل في "القندورة، القفطان، القاط، القويط، اللحاف، الشاشية، الملحفة، السروال، الدخيلة، اللوقاع، المنديل، القنور، الحزام" المطرزة عن طريق المجبود، الفتلة، الكنتيل، التل، الترصيع والتعمار"، إلى جانب الحلي الفضي والذهبي مثل الشاشية بالسلطاني، الجبين، خيط الروح، المناقش، المشرف، المخبل، السخاب، المحزمة، الحزام، الحرز، ابزيم، المسايس، المقايس والرديف. وفي ظل مساعي الجهات الرسمية بالمحافظة على التراث الجزائري من خلال إدراجه بقائمة التراث العالمي الغير مادي والمادي للإنسانية، يواصل رواد مواقع التواصل الاجتماعي نشاطهم في الدفاع عن مقومات الهوية الجزائرية، بشن حملات للرد على المنشورات التي تحاول سرقة الموروث الشعبي الجزائري، وإطلاق هاشتاغات عبر منصة إكس وفيسبوك وأنستغرام، مفادها إن خيط الروح جزائري، خصوصا بعد أغنية الفنانة أصالة نصري، التي أحدثت ضجة كبيرة على المستويين الواقعي والافتراضي، أين ظهرت مؤثرات وفنانات يرتدين خيط الروح على الجبين في كثير من المناسبات، فضلا عن المنشورات التي تحدثت عن الحايك والبرنوس والقفطان والقطيفة وغيرها، مع وضع هاشتاغات موجهة لوزارة الثقافة، من أجل مواصلة مساعيها في حماية التراث الجزائري.