* الموسيقى الجزائرية تسرع خطواتها إلى "قائمة التراث الإنساني" كشفت وزارة الثقافة والفنون عن استكمال ملف اقتراح العديد من الطبوع الموسيقية الغنائية بالجزائر ضمن قائمة التراث العالمي غير المادي لليونسكو، والذي سيتم إيداعه في الدورة القادمة لسنة 2024، ويتعلق الأمر بموسيقى "السرَاوِي" في منطقة سطيف وضواحيها، و"الأشوّيق" الخاصّ بالنساء في منطقة القبائل، و"الأيّاي" في منطقتَي الأغواط وبسكرة، إضافةً إلى "الشعبي العاصمي" و"المالوف" و"الحوزي" و"الحوفي" وغيرها. وأوضح بيان لوزارة الثقافة، أن تعمل بشكل مستمر وبالتعاون مع المؤسسات تحت الوصاية والمجتمع المدني من أجل جرد، تصنيف، حماية وتثمين تراثنا الثقافي بشقيه المادي واللامادي، ويعد تصنيف الجزائر سنة 2022 للرّاي كغناء جزائري أصيل بكل مقوماته وعناصره من شعر ملحون ولحن بدوي أصيل على قائمة التراث العالمي غير المادي لليونسكو، تُعلن وزارة الثقافة والفنون عن تقديمها لطلب إدراج ملف بعنوان "الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير: معارف ومهارات متعلقة بخياطة وصناعة حلي التزين: القندورة والملحفة" في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية. هذا الملف تم تحضيره الميداني -وفق ذات المصدر- منذ ماي 2022، حيث تم تجنيد كل من مديريات الثقافة والفنون، مؤسسات ثقافية ومتحفية تحت وصاية وزارة الثقافة والفنون، باحثين جامعيين، أهل الفن، حرفيات وحرفيين، ورشات الخياطة والصياغة التقليدية وجمعيات المجتمع المدني بتنسيقٍ من المركز الوطني للبحوث في عصور ماقبل التاريخ علم الإنسان والتاريخ، من أجل السماح للجزائر أن تكون في الموعد السنوي المحدد من طرف منظمة اليونسكو في 31 مارس من كل سنة. أُعدّ هذا الملف من طرف خبراء متخصصين، المجتمع المدني، أهل الفن والمهن بصفة شاملة ومندمجة لكل عناصر الزي الاحتفالي النسوي والحلي المرافق له لكل الشرق الجزائري الكبير، وتتمثل هذه العناصر في: "القندورة، القفطان، القاط، القويط، اللحاف، الشاشية، الملحفة، السروال، الدخيلة، اللوقاع، المنديل، القنور، الحزام" المطرزة عن طريق المجبود، الفتلة، الكنتيل، التل، الترصيع والتعمار، أما فيما يخص الحلي الفضي والذهبي نذكر الشاشية بالسلطاني، الجبين، خيط الروح، المناقش، المشرف، المخبل، السخاب، المحزمة، الحزام، الحرز، ابزيم، المسايس، المقايس والرديف، يأتي هذا الاقتراح بعد تصنيف "زيّ الزّفاف التلمساني" (الشدّة) والقطع المشكِّلة له على لائحة التراث العالمي للإنسانية. وقد صنف هذا الزي العام 2012 من طرف منظمة اليونيسكو كتراث غير مادي للإنسانية، لقيمته التاريخية والحضارية والجمالية، إذ إنّه يحكي تاريخ الجزائر الثري بالحضارات العديدة التي تعاقبت عليه عبر العصور والأزمنة، يتشكّل زيّ الزّفاف التلمساني في الأصل من اِثنيْ عشر قطعة متناسقة تم تصنيفها جميعا، فيما بينها البلوزة، القفطان، الشاشية والمجوهرات، البلوزة وهي فستان مصنوع من نسيج حريري تقليدي مذهّب، والقفطان وهو عبارة عن سترة مخملية من قطيفة مطرّز عن طريق تقنية "الفتلة"، أو تقنية "المجبود" بخيوط ذهبية أو فضيّة، يلبس فوق "البلوزة"، أما الشاشية (التاج أو العمرة) فهي قبعة تأتي في شكلٍ مخروطي، تصنع من المخمل (القطيفة)، تطرّز هي الأخرى بخيوط ذهبيّة أو فضيّة، تكمّل "القفطان"، والمنديل ذو الأهداب وهو قطعة مستطيلة عموما من القماش الشفاف، تحمل أهدابا طويلة من الحرير (فتول) على مستوى العرض، توضع أعلى "الشاشية" وتتدلّى على الكتفين. بالإضافة إلى المجوهرات حيث تزين العروس بأطواق لا تحصى من اللؤلؤ الباروكي، وقلائد من الذهب، والأكسيسوارات، ومواد وقائية أخرى ملحقة بها، وتصنع هذه المجوهرات محليّا عند الصيّاغين التقليديين، هذه الجواهر لكثرتها وتدلّيها، تستر مفاتن العروس وتقيها بلمعانها أيضا من الأرواح الشريرة، وتدرأ العين الحاسدة، كما يوضع أعلى الجبهة، إكليل متكوّن من عدد من قلائد الزّرّوف/ خيط الرّوح المتراصّة الواحدة تلو الأخرى مرصّعة بالأحجار الكريمة، كما تخضّب يداها بالحناء، ويزيّن خدّاها بدائرة حمراء تحيط بها نقاط فضّيّة، والتي نجدها أيضا تحت الشفة السفلى، والحايك الحريري البرّاق: عبارة عن قطعة واحدة منسوجة من الحرير تَستُرُ به العروس كل جسدها بدءًا من الرأس، ترتديه حين تخرج من بيت أبيها، بالإضافة إلى الحزام والمزار وهو حزامان يعقدان على بطن العروس صباح العرس لحماية خصوبتها، والفوطة وهي عبارة عن قطعة من القماش المنسوج من الحرير تلفّ به خاصرة العروس، ردا هو عبارة عن ملحفة من المنسوج الحريري الشفاف تشّدّ على مستوى الكتفين ب مِشْبَك من كل جانب، زي العروس هذا والذي يسمّى محليّا ب "الشّدّة التلمسانية" يعد تراث ثقافي، لمنطقة تلمسان، والغرب الجزائري، والجزائري بأكملها، أصبح اليوم بفضل جهود وزارة الثقافة والفنون، والمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، علم الإنسان والتاريخ، أصبح موروثا ثقافيا إنسانيا باسم الجزائر. …الموسيقى الجزائرية تسرع خطواتها إلى "قائمة التراث الإنساني" للتذكير، قد أدرجَت منظّمة الأمم المتّحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو" الراي كغناء شعبي جزائري في قائمة "التراث العالمي غير المادّي للإنسانية"، ليرتفع إلى عشرة عددُ عناصر التراث الثقافي الجزائري المدرجَة ضمن القائمة، وكان قد كشف مدير "المركز الوطني للبحث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ" سليمان حاشي، عن إعداد أحد عشر ملفّاً جديداً لتصنيف عدد من الطبوع الموسيقية الجزائرية كتراث عالمي من طرف يونسكو، ويتعلق الأمر بموسيقى "السرَاوِي" في منطقة سطيف وضواحيها، و"الأشوّيق" الخاصّ بالنساء في منطقة القبائل، و"الأيّاي" في منطقتَي الأغواط وبسكرة، إضافةً إلى "الشعبي العاصمي" و"المالوف" و"الحوزي" و"الحوفي" وغيرها. وإلى جانب موسيقى الراي، تضمّ قائمة "يونسكو" للتراث الإنساني اللامادي تسعة عناصر جزائرية "أهليل قورارة"، وهي نمط شعري وغنائي معروفٌ في منطقة قورارة، جنوب غرب الجزائر، و"ركب أولاد سيدي الشيخ"، وهو تظاهرة فولكلورية سنوية تُقام في منطقة البيّض، و"السبيبة"، وهي احتفالٌ تقليدي سنوي يُقام في مدينة جانت الجنوبية، و"السبوع"، وهو احتفالٌ بالمولد النبوي في منطقة تِميمون، جنوب البلاد أيضاً، إضافةً إلى نظام ريٍّ تقليدي في مناطق توات وتيديكلت بالصحراء الجزائرية. إلى جانب ثلاثة عناصر مدرجة في القائمة كتراث مشترَك بين الجزائر وبلدان عربية وأفريقية أُخرى "الخطّ العربي"، و"إمزاد"، وهي آلة موسيقية تقليدية خاصّة بنساء قبائل طوارق الأهقار في الجنوب، وطبق "الكسكسي"، وهي أكلةٌ شعبية منتشرة في بلدان المغرب العربي يُقدِّر باحثون أنّ تاريخها يعود إلى قرابة ألف عام.