توجت أشغال قمة الجنوب الثالثة لمجموعة ال 77 + الصين باعتماد وثيقة ختامية رحبت فيها الدول الأعضاء، في إطار تسريع تنمية النظم الإيكولوجية للمؤسسات الناشئة، «بإعلان الجزائر» المعتمد بمناسبة الطبعة الثانية للمؤتمر الإفريقي للشركات الناشئة، التي التأمت بالجزائر خلال شهر ديسمبر الماضي. شارك الوزير الأول، السيد نذير العرباوي، مساء أمس بالعاصمة الأوغندية، ممثلا لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في الجلسة الختامية لقمة الجنوب الثالثة لمجموعة ال 77 + الصين، التي ترأسها رئيس جمهورية أوغندا. و قد توجت أشغال القمة باعتماد وثيقة ختامية رحبت فيها الدول الأعضاء، في إطار تسريع تنمية النظم الإيكولوجية للمؤسسات الناشئة، «بإعلان الجزائر» المعتمد بمناسبة الطبعة الثانية للمؤتمر الإفريقي للشركات الناشئة، التي التأمت بالجزائر خلال شهر ديسمبر الماضي. وأكد رؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في مجموعة 77+الصين المشاركين في قمة الجنوب الثالثة بأوغندا، التزامهم بروح «ميثاق الجزائر» الذي أرسى قبل ستين عاما، مبادئ الوحدة والتكامل والتعاون والتضامن بين بلدان الجنوب. وجاء في البيان الختامي لهذه القمة التأكيد على «الالتزام الكامل» لأعضاء مجموعة 77+الصين بروح ومبادئ هذا التحالف والدفاع عن مصالحهم الجماعية وتعزيزها في إطار التعاون الدولي الحقيقي من أجل التنمية. ونظرا لتزامن انعقاد قمة الجنوب الثالثة مع الذكرى ال 60 لتأسيس مجموعة ال 77 والصين، ذكرت الوثيقة النهائية بالاجتماع الوزاري الأول للمجموعة والذي عقد بالجزائر العاصمة في أكتوبر 1964 وتم خلاله اعتماد «ميثاق الجزائر». وأوضح البيان الختامي أن هذا الميثاق «أرسى مبادئ الوحدة والتكامل والتعاون والتضامن بين بلدان الجنوب، وعزمها على السعي لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية فرديا أو جماعيا». وبهذه المناسبة أعرب القادة المجتمعون، عن قناعتهم بضرورة «رسم مسار جديد» للمجموعة سيما في سياق دولي يتسم بالأزمات المتعددة الأبعاد وبتحديات جديدة. وفي هذا الصدد، تم التشديد على ضرورة احترام مبادئ «المساواة بين الدول، والسيادة الوطنية، والسلامة الإقليمية، والاستقلال السياسي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية». وتبنت مجموعة 77+ الصين عدة مقترحات وآراء أعلن عنها رئيس الجمهورية في الكلمة التي وجهها إلى المشاركين في اجتماع كمبالا، من بينها الدعوة إلى «تعزيز مصالح دول الجنوب وقدراتها التفاوضية المشتركة داخل منظومة الأممالمتحدة». كما نوهت المجموعة من جهة أخرى، ب «إعلان الجزائر» بخصوص تطوير الشركات الناشئة الذي اعتمده المؤتمر الإفريقي للشركات الناشئة الذي عقد بالجزائر العاصمة في ديسمبر 2023, سيما وأن الجزائر اقترحت خلال أشغال قمة كمبالا، إنشاء مركز امتياز في مجال رصد وتثمين التجارب الناجحة للمؤسسات الناشئة المبتكرة في دول الجنوب. وفي سياق ذي صلة، وجهت مجموعة 77+الصين رسائل مباشرة وقوية للدول المتقدمة، مطالبة إياها ب «تحمل المسؤولية الرئيسية بتمويل التنمية»، مؤكدة أنه «أمر ضروري لمعالجة الاختلالات الإنمائية الحالية ومواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين»، مبرزة أن التعاون بين بلدان الجنوب «ليس بديلا عن التعاون بين الشمال والجنوب، بل هو مكمل له». كما أكدت الوثيقة الختامية لقمة الجنوب الثالثة على أهمية «توفير الوسائل الكافية لتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030»، داعية البلدان المتقدمة إلى «الاتفاق والالتزام بمرحلة جديدة من التعاون الدولي من خلال شراكة عالمية معززة وموسعة من أجل التنمية». ونوهت بأهمية التعاون بين بلدان الجنوب باعتباره مظهرا من مظاهر «التضامن بين الشعوب والدول»، مشيرة إلى أن هذا التعاون وجدول أعماله «يجب أن تحددهما بلدان الجنوب». ولدى تطرقه، إلى الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لتغير المناخ والتصحر وتدهور الأراضي في إفريقيا، سلط البيان الختامي الضوء على أهمية دعم تنفيذ المبادرات الرامية إلى تعزيز قدرة الزراعة على التكيف في إفريقيا. ومن جهة أخرى، شددت مجموعة 77+ الصين على ضرورة احترام حق الشعوب التي تعيش تحت الاحتلال الاستعماري أو الأجنبي وغيره من أشكال السيطرة الأجنبية، في تقرير مصيرها، معتبرة أنه «لا يمكن تحقيق تنمية مستدامة بدون سلام، ولا سلام بدون تنمية مستدامة». وجددت أيضا دعمها «المبدئي والدائم» لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وتحقيق العدالة وتطلعاته الوطنية المشروعة، بما في ذلك الحرية والسلام والكرامة في دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك تماشيا مع قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة. وشجبت في ذات الإطار، «الانتهاكات المنهجية والجسيمة» للقانون الدولي التي يرتكبها الكيان الصهيوني، داعية إلى «الامتثال الكامل للقانون الدولي والمساءلة». ودعت في هذا الصدد، إلى «المساءلة عن هذه الانتهاكات» وحثت مجلس الأمن على «بذل جهود جادة لتنفيذ قراراته لوضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب والمساهمة في التوصل إلى حل عادل وسلمي للقضية الفلسطينية». و قد ميزت أشغال القمة كلمة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون التي ألقاها الوزير الأول نذير العرباوي، والتي دعا فيها إلى التنسيق والعمل المشترك ضمن المجموعة للحفاظ على الوحدة التفاوضية لدول الجنوب و التأكيد على أهمية إصلاح شامل للنظام الاقتصادي والمالي العالمي مع الدعوة إلى بناء تصور مشترك لمواجهة التحديات المناخية. كما دعا رئيس الجمهورية إلى إنشاء مركز امتياز في مجال رصد وتثمين التجارب الناجحة للمؤسسات الناشئة المبتكرة في دول الجنوب. ع س