يواجه أولياء صعوبات في تنظيم أوقات أولادهم، فبين اللعب خارج البيت و إدمان الأجهزة الإلكترونية، يرى مختصون أن جزءا مهما من وقت شباب المستقبل يضيع هباء، و يدعون إلى ضرورة تبني استراتيجيات تعلمهم الانضباط وتنظيم الوقت بشكل من شأنه أن يساهم في تحسين مستواهم الدراسي والانضباط في حياتهم اليومية. تغيرت مفاهيم التربية في الوقت الحالي بشكل كبير مقارنة مع الأجيال السابقة، بحيث تنهمك الأمهات في عملهن، و يستغل أطفال أوقات فراغهم بعد المدرسة أو أثناء العطل في اللعب بالأجهزة الإلكترونية لوقت طويل، واقع تحذر الأخصائية النفسانية حمادة دلال من تأثيراته السلبية على المشوار الدراسي ومستقبل الطفل الذي قالت إنه يتعلم الكسل والفوضى، و يدخل في خانة الإدمان. تنظيم الوقت مسؤولية الأبوين والأم بالدرجة الأولى و تؤكد الأخصائية، أن العمل على تنظيم أوقات فراغ الأطفال يبدأ من الأولياء والأمهات بالدرجة الأولى، بحيث ترى أنها المسؤولة عن العملية ككل في ظل تعاملها مع طفل صغير لا يمكنه بعد التمييز بين ما يجب أن يكون وما يجب أن يفعل، معتبرة أن أسلوب الأم هو الفارق في العملية، حيث تكون ملزمة بانتقاء الطريقة الفعالة لتنظيم وقت ابنها خاصة خلال المرحلة الابتدائية، بينما يمكنه الاعتماد على نفسه وفهم الموضوع بشكل أفضل في مراحل متقدمة من عمره كمرحلة المتوسط و الثانوي بحسبها. النفسانية أوضحت، أن البرنامج اليومي للطفل يجب أن يلائم الأم والطفل معا، مع أهمية استغلال الفرصة التي يكون فيها مستعدا للدراسة مثلا، شرط أن يتم ذلك دون تسويف، معتبرة أن أسلوب الكلام يلعب دورا مهما في تحفيز الطفل على القيام بمهامه اليومية سواء تعلق الأمر بالدراسة أو تنظيم غرفته أو القيام بأي نشاطات أخرى مهمة في يومياته، مركزة على أهمية انتقاء الكلام في الخطاب مع الطفل من خلال الحرص على الكلام التحفيزي بين الأم والطفل، والتنسيق بين الأولياء و المعلمين، والالتزام بخطة عمل وتنظيم الوقت خارج الدراسة. استعمال الأجهزة الذكية غير ممنوع وإنما مقيد بشروط وفيما يخص التعلق بالأجهزة الذكية، كالهاتف وحملها طوال الوقت من طرف بعض الأطفال، أوضحت النفسانية أنها أدوات فرضت في عصرهم، إلا أنه على الوالدين فرض الانضباط فيما يخص استعمالها، من خلال تحديد الوقت الخاص للهاتف، والحرص على استغلاله فيما يفيد بعيدا عن اللعب فقط، داعية الأولياء للتأقلم مع التكنولوجيا بشكل يفيد من خلال تحميل التطبيقات المهمة وتطوير المهارات، بدل ترك الهاتف دون مراقبة واللعب طوال الوقت.كما حذرت الأخصائية النفسانية، من المنع المفاجئ لاستعمال الهاتف، لأنه سلوك من شأنه أن يؤثر سلبيا على نفسية الطفل في هذا العصر تحديدا، أين يلعب أقرانه بالهاتف بكل حرية، ما يخلق لديهم شعورا بالنقص، داعية للتريث والعقلانية في ضبط أوقات الأبناء. * أستاذة التعليم الابتدائي نور الهدى بن عياد شريف التخطيط وضبط جدول لإدارة الوقت ضرورة شددت المختصة التربوية وأستاذة التعليم الابتدائي نور الهدى بن عياد شريف، على أهمية تحديد الوقت لكل شيء سواء الراحة، والنوم، والأكل وما إلى غير ذلك، داعية إلى أهمية التخطيط وضبط جدول لإدارة الوقت تقسم فيه المهام والراحة بتوقيت مضبوط يلتزم به الأبناء والأولياء معا، معتبرة ذلك استراتيجية فعالة لتعليم الأطفال الانضباط، كما ركزت على ضرورة احترام مواقيت الوجبات، خاصة وجبة الإفطار وفرضها على الأبناء بطرق ذكية باعتبارها أهم وجبة للطفل، حيث تساعده على التفاعل والنشاط داخل القسم. القدوة والانضباط أساس تنشئة جيل منظم وعن أوقات الفراغ بعد الدراسة، شددت الأخصائية التربوية بن عياد شريف على حق الطفل في أخذ قسط كاف من الراحة مباشرة بعد المدرسة، كما تقاسمت الفكرة مع النفسانية حمادة دلال فيما يتعلق بالأجهزة الذكية، و تخصيص وقت محدد لاستخدامها، والذي يختلف حسب سن كل طفل، ويتم تحت رقابة أبوية صارمة، مع الحرص على معرفة كل ما يشاهدونه في الهاتف أو الألواح الذكية. كما أكدت التربوية على احترام وقت الدراسة، الذي قالت إنه يجب أن يكون مقدسا في البرنامج اليومي، وأنه يفضل أن يبدأ من الخامسة أو الخامسة والنصف مساء ولفترة محددة، مع فهم فكرة أن التعليم أمر مستمر، مشددة على ضرورة إدراج القراءة والمطالعة في البرنامج اليومي، والحرص على تمرير رسائل تربوية من طرف الأولياء أثناء الاجتماع على الوجبات، على أن يحترم وقت النوم بعد قراءة القصص أو سماعها قبل النوم لمدة نصف ساعة، و كل ذلك قبل التاسعة ليلا. إغفال اللعب والتخلي عن زيارة الأقارب يقلل الذكاء الاجتماعي أما بالنسبة للعطل، فقد انتقدت الأستاذة بن عياد شريف، إجبار الأهل لأبنائهم على الدراسة المستمرة أثناء عطلة نهاية الأسبوع، مع إغفال اللعب في الأماكن العامة وزيارة الأقارب، التي أكدت فاعليتها في دعم الذكاء الاجتماعي والعاطفي عند الطفل، مع أهمية الالتزام بالجدول الزمني مهما كانت الظروف، بما يوصل للفكر لا شعوريا أن الواجبات أهم من كل شئ، و هذا ما يعكس القدوة الحسنة التي تبقى حسبها أهم من كل شئ لضمان تنظيم جيد للوقت، ليس كالعلوم الدقيقة وإنما بالانضباط و الالتزام باعتبار الطفل تابعا والولي مستقلا، مع احترام المرونة في التطبيق والتعزيز من خلال تخصيص مكافآت لتحفيز الطفل.