نال منتخب جنوب إفريقيا الميدالية البرونزية في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2023، بعد الإطاحة سهرة أمس الأول، بالكونغو الديمقراطية في المباراة الترتيبية بركلات الترجيح ( /6/5)، عقب انتهاء الوقت الأصلي بنتيجة التعادل السلبي. وفاز منتخب جنوب إفريقيا، الذي لم يرشحه أهل الاختصاص للعب الأدوار الأولى في هذه المسابقة القارية، بالمركز الثالث للمرة الثانية في التاريخ، بعد انتزاعه لأول مرة في نسخة غاناونيجيريا عام 2000. ويعد منتخب جنوب إفريقيا بمثابة «الحصان الأسود» في هذه الدورة، إذ كان قريبا من الوصول للمباراة النهائية للنسخة 34، لولا ركلات الترجيح التي ابتسمت ل»النسور الممتازة» في آخر المطاف، ولو أن المشوار الذي بصم عليه «الأولاد» سيبقى راسخا في الأذهان، بعد الإطاحة بعدة منتخبات تصنف في خانة الكبار. وكان منتخب جنوب إفريقيا بقيادة المدرب البلجيكي هوغو بروس، يمني النفس ببلوغ النهائي لأول مرة منذ 1998، والثالثة في تاريخه المتوّج خلاله بلقب واحد أحرزه عام 1996، غير أن الحظ لم يحالف»البافانا بافانا»، رغم الأداء القوي المقدم أمام منتخب نيجيريا، في المربع الذهبي. ونال منتخب جنوب إفريقيا ثناء الجميع، بعد مشواره الرائع في هذه الدورة المتميزة، التي تفوق خلالها على منتخبات تمتلك «أرمادة» من اللاعبين الناشطين في أقوى الدوريات الأوروبية، على عكس «الأولاد» الذين يلعبون بقائمة مشكلة في قوامها من اللاعبين المحليين، فمنتخب جنوب إفريقيا أقل المنتخبات في بطولة كأس أمم إفريقيا الأخيرة، من حيث عدد المحترفين، إذا يضم في صفوفه ثلاثة لاعبين ناشطين خارج الدوري الجنوب إفريقي، وهم بيرسي تاو (الأهلي المصري) وسيفيلو سيثولي (تونديلا البرتغالي) وميهلالي مايامبيلا (أريس ليماسول القبرصي). ومما لا شك فيه، اكتسب هذا المنتخب الجنوب إفريقي بعد دورة كوت ديفوار احترام الجميع، بسبب المستوى الذي قدمه في النسخة 34 من نهائيات «الكان»، فهو يطبق كرة عصرية، ستكون بمثابة اختبار حقيقي للخضر خلال دورة «الفيفا» الودية التي سيشارك فيها شهر مارس المقبل بالجزائر، رفقة منتخبي بوليفيا وأندورا، وهو الموعد الذي سيعرف حضور الناخب الوطني الجديد، الذي سيحاول الوقوف على إمكانيات عناصره أمام منتخبات قوية، في شاكلة جنوب إفريقيا التي تعيش فترة زاهية.