الجزائر تدين بشدة قصف القنصلية الإيرانية في دمشق أدانت الجزائر ب «شدة» عملية القصف الجوي التي تعرض لها مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، فيما دعا الممثل الدائم للجزائر لدى الأممالمتحدة، السفير عمار بن جامع، مجلس الأمن «إلى الرد بحزم» و»بطريقة حاسمة « إثر القصف الجوي الدموي الذي شنه الكيان الصهيوني يوم الاثنين الماضي على المقرات الدبلوماسية لإيران في سوريا. و أعربت الجزائر، حسب ما أفاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أمس الأربعاء، عن «استنكارها البالغ لهذا الفعل الإجرامي الذي يعد انتهاكا صارخا للقوانين والأعراف الدولية المعنية بحرمة البعثات الدبلوماسية والقنصلية، فضلا عن كونه تعديا خطيرا على سيادة الجمهورية العربية السورية الشقيقة». وفي هذا السياق، توجهت الجزائر «بخالص عبارات التعازي والمواساة لعائلات الضحايا متمنية الشفاء العاجل للمصابين»، كما جددت «تضامنها التام مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكذا مع الجمهورية العربية السورية أمام هذا العدوان السافر الذي يهدد بتصعيد الأوضاع وتعميق حالة اللاأمن واللاإستقرار في المنطقة برمتها»، كما جاء في البيان. من جهة أخرى، خلال اجتماع لمجلس الأمن، أول أمس الثلاثاء بنيويورك، عقب الهجوم الصهيوني الذي استهدف المقرات الدبلوماسية الإيرانية بسوريا مخلفا 13 قتيلا من بينهم سبعة عسكريين إيرانيين، صرح السيد بن جامع قائلا «نوجه تعازينا الخالصة لإيران، شعبا وحكومة، إثر القصف الجوي المأساوي الذي استهدف مقراتها الدبلوماسية بدمشق»، مؤكدا أن «هذا الهجوم يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الذي يكفل الحصانة الدبلوماسية والقنصلية وفقا لما تنص عليه اتفاقية فيينا حول العلاقات الدبلوماسية واتفاقية فيينا حول العلاقات القنصلية». كما شدد أن» مثل هذا الانتهاك الجسيم للالتزامات الدولية من قبل قوة الاحتلال الإسرائيلية لا يمكن تبريره ولا التسامح معه»، مضيفا «علينا إعلاء صوتنا ضد العواقب الوخيمة لهذا الاستفزاز الذي قد يقود إلى تصعيد التوترات بالمنطقة بل في العالم بأسره». ودعا السفير «مجلس الأمن إلى الرد بحزم وبطريقة حاسمة أمام هذا التعدي على المبادئ الأساسية لسيادة الدولة». واعتبر السيد بن جامع توقيت هذا الهجوم، الذي جاء بعد الضغوط العالمية لوقف إطلاق النار بغزة، الذي طالبت به اللائحة 2728 لمجلس الأمن، «استخفافا صريحا بدعوات المجتمع الدولي قاطبة لوقف العدوان». واسترسل السيد بن جامع يقول : «إن الهدف من هذا الفعل واضح وهو الرد على الضغوطات الدولية بتكثيف النزاع الذي يطيل أمد مجزرة الفلسطينيين من أجل حسابات سياسة داخلية». وأضاف أن هذا «العمل الخطير والذي من شأنه جر المنطقة برمتها إلى نزاع، هو واضح ويعكس اللاعقاب الذي تحظى به القوة المحتلة الإسرائيلية التي تعتبر نفسها فوق القانون الدولي». واعتبر السفير بن جامع أن «هذه الازدواجية في المعايير، حيث لا تكترث القوة المحتلة الإسرائيلية للقوانين المفروض احترامها على الآخرين، تهدم أسس نظامنا الدولي»، متأسفا أن «هذا التصرف لا يرقى لما ننتظره من عضو مسؤول من منظمتنا، وقد سبق لنا أن أبرزنا ضرورة وضع حد للانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال التي من الواضح أنها تضرب بالقانون الدولي عرض الحائط». وصرح في هذا الصدد: «يجب أن تتخلوا عن أوهامكم بشأن تصرفهم، فالبعض انزعجوا حتى من عبارة (هجمات عمياء)»، متسائلا «ماذا سيقولون عن قتل طاقم (وورلد سنترال كيتشن)؟» في إشارة إلى مقتل سبعة متعاونين من هذه المنظمة غير الحكومية الكائن مقرها بالولايات المتحدةالأمريكية، يوم الاثنين الفارط، جراء قصف شنته قوات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة. وقال السفير بن جامع إن الأمر يتعلق ب»جريمة شنعاء أخرى ترتكبها قوات الاحتلال». وحذر الممثل الدائم للجزائر لدى الأممالمتحدة قائلا إن «سلامة نظامنا الدولي على المحك»، مضيفا أن «الخيار صعب: احترام أسس ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي أو الغوص في الفوضى وانعدام الأمن جراء انفلات إقليمي. قد حان الوقت للتحرك بشكل حازم».