قام صبيحة أمس سكان حي الميناديا بمدينة عنابة بحركة إحتجاجية، أقدموا من خلالها على شل حركة المرور عبر المحور الذي يتوسط حييهم بإتجاه وسط المدينة، تعبيرا منهم عن تذمرهم من الوضعية التي يعيشونها منذ نحو أسبوع، لأن حنفيات منازلهم تتصبب بمياه ممزوجة بالأتربة ، تنبعث منها روائح كريهة، نتيجة وجود تسربات على مستوى قناة الصرف الصحي، و هذا على مقربة من القناة الرئيسية التي تزود الجناح بالماء الشروب. وهو ما جعل المواطنين يطالبون بضرورة التدخل الفوري و العاجل لمصالح مؤسسة « سياتا « لتوزيع و تطهير المياه من أجل إصلاح العطب المسجل، و الحسم في هذه الإشكالية، سيما و أن إختلاط الماء الشروب بقنوات الصرف الصحي يضع حياة المواطنين في خطر، فضلا عن المعاناة اليومية لأفراد العائلات، لأنهم أصبحوا مرغمين على جلب المياه من الأحياء المجاورة. و قد المحتجون بأنهم كانوا قد دقوا ناقوس الخطر بشأن نوعية أشغال الشبكة التي تم تنصيبها، و التي تآكلت مع مرور السنوات جراء عدم صلاحية الأنابيب التي تم إستغلالها في المشروع، و عليه فقد ألح المحتجون على ضرورة فتح تحقيق ميداني إستعجالي بخصوص الأشغال المنجزة، لأن الشبكة لم تعد صالحة، و كثرة التسربات تسببت في إختلاط الماء الشروب بالمياه القذرة التي تتدفق من قنوات الصرف الصحي، الأمر الذي ينذر بحدوث كارثة وبائية. إلى ذلك فقد نقل سكان الميناديا إحتجاجهم إلى مقر الولاية، أين إحتجت مجموعة من المواطنين أمام البوابة الرئيسية للمطالبة بتحرك السلطات المحلية إزاء المعاناة التي تعيشها آلاف العائلات، و قد كانت لممثلين عن المحتجين جلسة عمل مع ممثلي السلطات المحلية، أفضت إلى تقديم وعود تقضي بالتكفل بمشكل شبكة الماء الشروب بحي الميناديا في أقرب الآجال، في الوقت الذي أوفد فيه مكتب حفظ الصحة لبلدية عنابة بالتنسيق مع مصالح مؤسسة توزيع و تطهير المياه فرقا إلى حي الميناديا لأخذ عيينات من الماء الشروب الذي يتزود به السكان ، في إنتظار نتائج التحاليل البكتريولوجية ، رغم أن فرق المكتب البلدي لحفظ الصحة تقوم يوميا بعمليات مراقبة دورية لنوعية المياه على مستوى جميع محطات الضخ، و ذلك بإجراء تحاليل للوقوف على درجة الكلور في التركيبة الكيميائية للمياه، الأولى عند إنطلاق عملية التوزيع من المحطة، و الثانية في منتصف شبكة ربط الحياء و التجمعات السكنية، في حين تكون عملية المراقبة الثالثة على مستوى بعض منازل المواطنين، و الإشكال يظل مطروحا عند الشروع في تزويد السكان بالماء الشروب، لأن بقايا الأتربة التي تبقى عالقة في القنوات تدفعها قوة الضخ، مما يجعل الكمية الأولى من الماء الشروب يصل إلى البيوت بلون مغاير، مع إختلاطه بالتربة، من دون التأثير على درجة الكلور، رغم أنت السكان أعربوا عن تخوفهم الكبير من الروائح الكريهة التي تنبعث من مياه حنفيات منازلهم، على خلفية وجود تسرب للمياه القذرة أسفل القناة الرئيسية للماء الشروب، لأن إنكسار قناة الصرف الصحي جعل شبكة الربط بالمياه الصالحة للشرب تتوسط بركة من المياه القذرة الراكدة. و هو ما أثار مخاوف السكان من إختلاط الماء الشروب بما يتسرب من قنوات الصرف الصحي، سيما و أن المياه التي تصل منازلهم عبر الحنفيات تكون محملة بكمية ن الأتربة، و لونها مغاير، و تنبعث منها روائح غير عادية، الأمر الذي جعلهم يناشدون السلطات المحلية بضرورة الفوري و العاجل لإنقاذ أفراد عائلاتهم من كارثة وبائية، مع مطالبة مصالح مؤسسة « سياتا « بإتخاذ إجراءات ميدانية لتغيير مسار قنوات الصرف الصحي و إبعادها كلية عن شبكة التزود بالماء الشروب، مادامت الإنكسارات المتكررة بينت هشاشة نظام الصرف جراء قدمه.