كشف الأمين العام للفيدرالية الوطنية للموالين عزاوي جيلالي أمس عن اتخاذ إجراءات استباقية من طرف المربين تحضيرا لمناسبة عيد الأضحى، قائلا بأن ما أثير مؤخرا حول تراجع عدد رؤوس الأغنام، وضرورة اللجوء إلى الاستيراد لتغطية العجز، يقف وراءه مضاربون هدفهم التحكم في السوق. واستغرب الأمين العام لفيدرالية الموالين إثارة موضوع الأضحية بصفة مبكرة هذه السنة، قائلا في تصريح "للنصر" بأن إحياء شعيرة النحر ما يزال يفصلنا عنها شهران كاملان، وأنه من السابق لأوانه فتح نقاش حول ما ستكون عليه أسعار الأضاحي، وقضية الوفرة وغيرها من المواضيع المرتبطة بإحياء هذه الشعيرة الدينية، سيما وأن مناسبة عيد الفطر لم يمر عليها سوى بضعة أيام فقط. كما تساءل المتدخل عن السبب الحقيقي وراء طرح إشكالية العدد الفعلي لرؤوس الماشية الموزعة عبر الولايات المعروفة بالتربية الحيوانية، وما إذا كان ذلك يكفي لتغطية الطلب خلال مناسبة العيد، معتقدا بأن الوقت ما يزال مبكرا للحديث عن الأضاحي، خصوصا وأن المربين منشغلون حاليا بالتحضير للمناسبة وفق الإمكانات والوسائل المتوفرة. واتهم السيد عزاوي جيلالي المضاربين بإثارة البلبلة والقلق بين المواطنين بخصوص قلة رؤوس الماشية، واحتمال مواجهة ندرة بسبب تراجع الثروة الحيوانية، قائلا إن الأطراف التي تسعى كل سنة للتحكم في سوق الماشية، والسطو على جهود المربين الحقيقيين، هي نفسها من تتعمد نشر معطيات غير صحيحة حول قضية الأضاحي، وحتمية الاستيراد لتغطية العجز. وأكد المصدر بأن الجزائر لديها ما يكفي من الثروة الحيوانية لإحياء شعيرة النحر، نافيا صحة ما يتداول هذه الأيام بخصوص تراجع عدد رؤوس الخرفان الذي يخصص سنويا لهذه المناسبة الدينية، قائلا إن لجوء السلطات العمومية مؤخرا لاستيراد الأغنام من الخارج، كان من أجل إغراق السوق باللحوم الحمراء لكسر الأسعار، ولا صلة له بعيد الأضحى. كما نفى المتحدث أن يكون الغرض من قرار الحكومة باستيراد حوالي 100 ألف من رؤوس الأغنام من دولة رومانيا عن طريق الشركة الجزائرية للحوم الحمراء، منافسة الموالين وإنما من أجل تغطية النقص، سيما وأن الشركة المعنية أكدت بأن الأغنام المستوردة موجهة للذبح، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تباع حية. وطمأن السيد عزاوي جيلالي بأن الثروة الحيوانية التي تزخر بها بلادنا كافية لتغطية السوق وإحياء عيد الأضحى، مؤكدا بأن رؤوس الماشية التي تخصص للاحتفال بهذه الشعيرة الدينية يقدر عددها سنويا بحوالي 4 مليون رأس، وأن المربين قاموا بما عليهم لضمان الوفرة، لكنه أكد بأن الأسعار يتحكم فيها السوق، وأن الموال يقتصر دوره على الإنتاج فقط. وأوضح المصدر بأن السلالة الجزائرية تبقى من أحسن وأجود الأنواع ولا يمكن أن تنافسها أصناف أخرى، وهو يرى أيضا بأن الارتفاع النسبي في سعر رؤوس الماشية المحلية يعود إلى جودة لحومها، مما سيدفع بأغلب الأسر إلى اختيار السلالة الجزائرية لإحياء شعيرة النحر، في حال اللجوء إلى الاستيراد. كما رفض الأمين العام للفيدرالية الوطنية للموالين الخوض في قضية الأسعار، في وقت ما يزال يفصل عن عيد الأضحى عدة أسابيع، مكتفيا بالتأكيد على وجود الوفرة، قائلا إنه في حال تحسن الظروف المناخية بالمناطق السهبية، وارتفاع كميات الأمطار على غرار ما كان عليه الوضع في السابق، سيعيد الأمور إلى نصابها، ويؤدي إلى استقرار الأسعار، وانتعاش في نشاط التربية الحيوانية. وربط المتدخل سعر الماشية بتكلفة الإنتاج التي ارتفعت في السنوات الأخيرة، موضحا بأن التربية الحيوانية تشكل موردا أساسية لعديد الأسر، ويعيش عليها أكثر من 15 مليون فرد، وهي تتوزع على مناطق سهبية تقدر مساحتها بحوالي 40 ألف هكتار، مما يعكس أهمية هذا النشاط وضرورة حمايته من المضاربين والمحتكرين.