n المشروع سيوفر 5000 منصب عمل مباشر تم، يوم أمس بالجزائر العاصمة التوقيع على اتفاقية- إطار بين وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والشركة القطرية «بلدنا» لإقامة مشروع متكامل لإنتاج الحليب المجفف بالجنوب الجزائري، لاسيما في ولاية أدرار. ووقع بالأحرف الأولى على هذه الاتفاقية، كل من المديرة العامة للاستثمار والعقار الفلاحيين بالوزارة، سعاد عسعوس، ورئيس مجلس إدارة شركة «بلدنا»، محمد معتز الخياط، بحضور وزير الفلاحة والتنمية الريفية، يوسف شرفة، ووزير المالية، لعزيز فايد، وعدد من أعضاء الحكومة. كما حضر مراسم التوقيع، مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالمالية والبنوك والميزانية وكذا احتياطي الصرف والصفقات العمومية والمخالصات الدولية، محمد بخاري، ووالي أدرار، العربي بهلول، ومسؤولي عدة هيئات ومنظمات، إلى جانب سفير قطر لدى الجزائر، عبد العزيز علي النعمة. وتهدف هذه الاتفاقية إلى إنجاز مشروع منظومة متكاملة زراعية صناعية لتربية الأبقار وإنتاج الحليب المجفف ومشتقاته عن طريق الشراكة بين شركة '' بلدنا'' القطرية والدولة الجزائرية، ممثلةً في الصندوق الوطني للاستثمار، لتربية أبقار الحلوب وإنتاج مسحوق الحليب، بقيمة تتجاوز 3,5 مليار دولار، وهو المشروع الذي يتربع على مساحة إجمالية قدرها 117 ألف هكتار مكونة من ثلاثة أقطاب، تحتوي كل منها على مزرعة لإنتاج الحبوب و الأعلاف، ومزرعة لتربية الأبقار و إنتاج الحليب و اللحوم ، و مصنع لإنتاج مسحوق الحليب. ويأتي هذا المشروع، الأول من نوعه في الجزائر تتويجا للعلاقات التاريخية المتميزة التي تربط الجزائر وقُطر، وتجسيدا للإرادة القوية لقائدي البلدين رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون و سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وسيسمح هذا المشروع بإنتاج 50 بالمائة من الاحتياجات الوطنية للجزائر من مسحوق الحليب محليا، إضافة إلى تزويد السوق المحلية باللحوم الحمراء، و خلق 5000 منصب شغل مباشر، والمساهمة في رفع عدد رؤوس القطيع الوطني من الأبقار. وتم التأكيد خلال مراسم التوقيع بأن هذا النوع من المستثمرات الفلاحية، يؤدي إلى تحكم أفضل في عملية تربية الأبقار بفضل استخدام أحدث التقنيات وأفضل الممارسات في تسيير الثروة الحيوانية وسلوكها. كما تساهم المزارع الكبرى المدمجة في تقليل تكاليف الإنتاج بفضل توفير كافة عوامل الاقتصاد الكلي و التحكم في مختلف مراحل الإنتاج من زراعة الأعلاف، تربية الأبقار، وتصنيع الحليب المجفف ومشتقاته. وفي هذا الصدد أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية، في كلمة ألقاها خلال مراسم التوقيع، أن هذا المشروع يدخل في إطار إستراتيجية الدولة لإنتاج أحد أهم المواد الغذائية واسعة الاستهلاك لتعزيز الأمن الغذائي، وتفعيل علاقات الشراكة المتميزة التي تربط الجزائر و دولة قطر الشقيقة، مشيرا إلى أن الجزائر تتوفر على كل الظروف الملائمة لتشييد مشاريع كبرى لإنتاج وتحويل المنتجات الزراعية كالحبوب، والحليب، والنباتات الزيتية والسكرية، والقطن، والبذور. وبعد أن أشار إلى أن الجزائر وضعت مؤخرا تسهيلات إضافية لفائدة كبار المتعاملين الراغبين في الاستثمار في المجال الفلاحي بمناطق الجنوب، أبرز السيد شرفة إلى أن تجسيد هذا المشروع، الذي تتجاوز قيمته 3,5 مليار دولار سيمكن الجزائر من توفير 50 بالمائة من احتياجاتها الوطنية من مسحوق الحليب محلي الإنتاج، إضافة إلى دوره في تزويد السوق المحلية باللحوم الحمراء ، و خلق حوالي 5000 منصب شغل مباشر، و المساهمة في رفع عدد رؤوس القطيع الوطني من الأبقار. كما أفاد بأن هذا المشروع المهيكل مكون من ثلاثة أقطاب في الجنوب الجزائري ،لا سيما بولاية أدرار ، كل قطب يحتوي على مزرعة لإنتاج الحبوب و الأعلاف ، مزرعة لتربية الأبقار و إنتاج الحليب و اللحوم ، ومصنع لإنتاج مسحوق الحليب، حيث ستبدأ المراحل الأولى للإنتاج آفاق 2026. من جهته أبرز وزير المالية في كلمة بالمناسبة، أهمية إقامة هذا المشروع الخاص لإنتاج الحليب المكثف بالجنوب الجزائري، الذي يدخل في إطار سلسلة من الاستثمارات القطرية في الجزائر على غرار مصنع الحديد والصلب ببلارة ولاية جيجل والمستشفى الجزائري الألماني القطري الذي سيتم إنجازه في المدينة الجديدة سيدي عبد الله غربي الجزائر العاصمة. وأبرز السيد الفايد بأن وزارة المالية تطمح إلى تطوير مشاريع الشراكة مع الأشقاء القطريين. أما رئيس مجلس إدارة شركة '' بلدنا « ، فأكد بأن هذا المشروع القطري الزراعي الصناعي المتكامل لإنتاج الألبان والحليب المجفف يعد الأكبر من نوعه على مستوى العالم، مشيرا إلى أن خط الإنتاج من مسحوق الحليب الذي سينطلق في 2026 سينتج ما يقارب 194 ألف طن من بودرة الحليب سنويا.