ممارسو الصحة العمومية يهددون بالنزول إلى الشارع هدد أمس مسؤولو نقابات الأطباء والأخصائيين النفسانيين العاملين في قطاع الصحة العمومية وأساتذة التعليم شبه الطبي بالنزول إلى الشارع و تنظيم مسيرات في كل ولايات الوطن في حال استمرار الوزارة الوصية ‘' في الضغط عليهم واتخاذ إجراءات تعسفية في حقهم و في سائر المناضلين في النقابات الأربع المشكلة لتنسيقية مهنيي الصحة، لمنعهم من ممارسة عملهم بكل حرية''. وقال إلياس مرابط رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، الناطق الرسمي لتنسيقية مهنيي الصحة في ندوة صحفية تم عقدها في مقر نقابات ممارسي الصحة العمومية في حسين داي بالعاصمة، أن النقابات الأربع لمهنيي الصحة، ستجد نفسها مضطرة للجوء إلى خيار النزول إلى الشارع للتنديد بما وصفه بتمادي وزارة الصحة في تطبيق إجراءاتها العقابية على الموظفين المضربين و النقابيين الناشطين في كل نقابات الصحة على خلفية الإضرابات و الاحتجاجات المنظمة من قبل التنسيقية، مشيرا إلى أن مصالح وزارة الصحة قامت بهذا الصدد بتوقيف خمسة مندوبين نقابيين في تنظيمه النقابي، في ولايات باتنة و خنشلة وسطيف و برج بوعريريج و تمنراست عن عملهم، إلى جانب ثمانية آخرين من نقابة أساتذة التعليم الشبه الطبي مشيرا إلى أن الوزارة راسلته هو شخصيا تخطره بأن عهدته كرئيس للنقابة قد انتهت وأنها لم تعد تعترف به. واعتبر المتحدث بان الوضع في قطاع الصحة ‘' مرشح للتعفن أكثر فأكثر'' داعيا السلطات العمومية إلى التدخل ‘' لوضح حد للتجاوزات التي تمارسها الوزارة قبل انفجار الوضع ‘' محذرا من أن استمرار الأوضاع على حالها سيدفع بمنخرطي النقابات الأربع بالخروج مجددا إلى الشارع وتنظيم مسيرات على مستوى العاصمة وباقي ولايات الوطن لوقف مثل هذه الممارسات. واستنكرت تنسيقية مهنيي الصحة على لسان ناطقها الرسمي و بشدة ما أسمته ‘' خرق وزير الصحة شخصيا لجميع القوانين الجزائرية والاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بالتعددية النقابية والحق في الإضراب''. من جهته قال محمد يوسفي رئيس النقابة الوطنية للممارسين الأخصائيين في الصحة العمومية'' إن تجاوزات وزارة الصحة في حق النقابيين أصبحت لا تحتمل ولا تطاق ‘' ووصف تصرفات الوزارة الوصية حيال النقابات الأربع المنضوية تحت لواء تنسيقية مهنيي الصحة كونها خرق للقانون ومخالفة للاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها الجزائر ومن بين هذه الممارسات التي ذكرها ‘' منع النقابات الأربع من عقد ها العامة وصولا إلى الخصم من أجور مناضليها ومسؤوليها كلما مارسو حقهم في الإضراب، و الفصل ‘' التعسفي'' من مناصب العمل، وهو نفس ما ذهب إليه ممثل نقابة أساتذة التعليم شبه الطبي محمد بلعشية، الذي تحدث بدوره عن وجود مضايقات مثل قيام الوزارة باتخاذ إجراءات عقابية على النقابيين مشيرا إلى تعرض ثمانية نقابيين بمعهد باتنة لضغوطات الهدف منها منعهم من ممارسة نشاطهم النقابي بالإضافة إلى تسليط عقوبات مزدوجة ضدهم وحرمانهم من المشاركة في إعداد امتحانات نهاية السنة. وقال المتحدث أن النقابة ستتحرك مع الدخول الجامعي 2012- 2013 لشل مختلف المعاهد في حال عدم توقيف التجاوزات التي تمارس في حقها و عدم الاستجابة لمطالبها. وناشدت التنسيقية الوطنية لمهنيي الصحة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة مجددا بصفته القاضي الأول في البلاد للتدخل العاجل لإنقاذ المنظومة الصحية من الوضع الحالي الذي آلت إليه ووضع حد للأزمة التي يمر بها القطاع على مختلف المستويات من ندرة الأدوية اللقاحات و التجهيزات الطبية.