تنقل المنتخب الوطني ظهيرة أمس على متن طائرة خاصة إلى العاصمة البوركينابية واغادوغو، أين سيواجه سهرة الغد المنتخب المالي في قمة المجموعة الثامنة، لحساب الجولة الثانية من تصفيات مونديال البرازيل 2014. وقد وقع اختيار الناخب الوطني على 25 لاعبا للتواجد ضمن الوفد الرسمي الذي قاده رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة، حيث كان الناخب الوطني قد أبعد الثنائي بلقاسم رماش (مدافع شبيبة القبائل) ومحمد شعلالي صانع ألعاب نادي أبردين الاسكتلندي لخيارات تقنية. والملاحظ على الناخب الوطني حرصه الشديد على ضرورة إنجاح سفرية واغادوغو، حيث سعى منذ يومين إلى إبعاد الضغط عن فيغولي ورفاقه ، فبعد أن منعهم من الحديث إلى رجال الإعلام وحصر التصريحات في الندوات الصحفية، إدراكا من «الكوتش وحيد» بأن الحديث كثيرا عن هذه مواجهة الغد أمام مالي وتضخيم المنافس من شأنه أن يؤثر في نفسية اللاعبين سلبا، وقد جسد ذلك صبيحة أمس بمطار هواري بومدين، أين منع الصحافيين من الاقتراب من دوليينا الذين تنقلوا من الحافلة رأسا نحو القاعة الشرفية، وهو نفس ما قام به رئيس الفاف محمد روراوة الذي غادر سيارته باتجاه القاعة الشرفية للمطار دون الحديث عن السفرية ولا عن اللقاء الذي قد تضع نقاطه منتخبنا على أبواب الدور التصفوي الأخير. حصتان تدريبيتان في البرنامج والحرارة تعتدل في واغادوغو وفيما تحدثت مصادر إعلامية صبيحة عن انخفاض محسوس في درجة الحرارة أمس ، مع تساقط للأمطار في واغادوغو، تضمن برنامج المنتخب الوطني حصتين تدريبيتين أقيمت الأولى مساء أمس مباشرة بعد وصول عناصرنا الوطنية إلى واغادوغو، وتقام الثانية سهرة اليوم في نفس توقيت المباراة (الثامنة ليلا بالتوقيت الجزائري) بالملعب الرئيسي الرابع أوت، كانت كتيبة حليلوزيتش قد ختمت تدريباتها بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة مساء أول أمس الخميس، بحصة ركز خلالها حليلوزيتش على الجانب التكتيكي وشهدت حضور 26 لاعباّ، حيث فضل الناخب الوطني إشراك محمد شعلالي قبل تسريحه، ليبقى أهم ما في الحصة الأخيرة بأرض الوطن اندماج لاعب الوسط عدلان قديورة مع المجموعة، الذي غاب عن التدريبات الأخيرة للخضر بداعي ألام على مستوى الركبة، وبالنظر لتعافي قائد الدفاع مجيد بوقرة كليا من إصابته، سيستفيد «الكوتش وحيد» من جميع الأوراق الرابحة في مباراة سهرة الغد، أين يراهن على تحقيق الانتصار للبقاء في سدة المجموعة وتعزيز حظوظ الخضر في التأهل إلى الدور التصفوي الأخير، سيما ولقاء مالي يعد أكبر وأخطر منعرج على طريق البرازيل في تصفيات المجموعة الثامنة، وهو ما أكده في الندوة الصحفية ليوم الأربعاء «سنذهب إلى واغادوغو برغبة أكيدة في الفوز لكن التعادل يرضيني أيضا خاصة وأن المنافس قوي للغاية». وأضاف «منتخب مالي يضم لاعبين قادرين وحدهم على صنع الفارق، هناك مايجا ودياباتي وطراوري، إنها المهارات الفردية التي تصنع قوة هذا المنافس لكن رغم ذلك اكتشفت بعض النقائص في هذا الفريق وسأعمل مع اللاعبين على استغلالها». تغييرات مرتقبة وبوقرة يعيد الانسجام للمحور وبالنظر إلى الإمكانيات البدنية الكبيرة التي يتميز بها أغلب لاعبي منتخب مالي، والتي تجعل مهمة المنتخب الجزائري في المباراة أكثر صعوبة، عمد الناخب الوطني إلى إجراء بعض التغييرات على التشكيلة الأساسية التي واجهت رواندا، بما يتناسب مع طريقة لعب المنتخب المالي وظروف خوض المباراة خارج الوطن، وجاءت التغييرات حسب ما تم الوقوف عليه في الحصص التدريبية الأخيرة، على مستوى القاطرة الخلفية بعودة «الماجيك» بوقرة إلى محور الدفاع ، ما منح الخط الخلفي مزيدا من الرزانة والانسجام، كما أخذ إسماعيل بوزيد مكان عبد الرحمان حشود فغي الرواق الأيمن، لتفوق لاعب بني ياس من الناحية المورفولوجية، أما آخر حصة بالبليدة فأرادها حليلوزيتش لتحسيس اللاعبين ووضع آخر اللمسات قبل التفرغ في بوركينافاسو إلى الجانبين التقني والبسيكولوجي، حيث أكد لهم أن المهمة غدا ستكون في غاية الصعوبة ، وذهب إلى حد اعتبر فيه أن هذه المباراة تعتبر مفتاح التأهل إلى الدور الثاني في حال العودة بالزاد كاملا.