السلطات العليا في البلاد أرادت وجها جديدا لعاصمة الشرق منذ 05 سنوات و لا حديث في قسنطينة إلا عن مشروع التحديث الذي يسهر على تنفيذه الوالي عبد المالك بوضياف و قد بدأ التحديث بإعادة الإعتبار لمختلف المرافق و الخدمات و عبر مناطق الولاية كافة من توفير مياه الشرب بصورة مقبولة و تمديد شبكات الصرف الصحي و توفير الكهرباء و الإنارة العمومية و الربط بشبكة الغاز الطبيعي. المرحلة التالية من التحديث كانت التخلص من نقاط سوداء كانت تشوه وجه المدينة و تم في هذا السياق القضاء على محطة الحافلات بساحة كريكري خلف نزل سيرتا و ترحيل تجار الممرات تحت الأرض قبالة دار الثقافة محمد العيد آل خليفة و ترحيل تجار الخردة الحديدية من قطار العيش بمفترق الطرق الأربعة إلى منطقة الدوامس ببلدية عين عبيد.العمليات الثلاث لم تمر في قسنطينة دون ضجيج و مع القيام بها بدأت حقيقة مشروع التحديث تتضح و تحمل مرادفا للتغيير الذي ينبغي أن يحدث في قسنطينة كشرط لازم لتحمل صفة عاصمة الشرق.المرحلة التالية في برنامج التحديث كانت بتنفيذ عمليات أكثر جرأة و إثارة للجدل بترحيل سكان حي باردو على ثلاثة مراحل و سكان جنان التشينة لتنقية ضفتي وادي الرمال من الأكواخ القصديرية و منطقة عين عسكر على مرحلتين و أخيرا سكان شارع رومانيا.صارت العمليات الثلاث لترحيل السكان من تلك المناطق عنوانا لمشروع التحديث و تزايدت التكهنات عن الوجه الجديد للمدينة، و راجت أخبار عن بناء أبراج عالية من طراز المبنية في دول الخليج تم تفنيدها فيما بعد.بينما يتساءل السكان عن الصورة الجديدة لمدينة قسنطينة بفعل ما يغير الطرامواي من ملامح سابقة للمدينة و ما سيكون مع بناء الجسر العملاق يواصل الوالي عبد المالك بوضياف عملياته في إطار المشروع الذي سيعرض في صورته النهائية الشهر القادم في لقاء كبير تحتضنه قسنطينة.الوالي قال أن عمله في مشروع التحديث بني على الجدية و الصرامة و الإلتزام و قد إختار منذ تنصيبه و تكليفه بمشروع التحديث العمل بطريقته الخاصة و لم يكن مهتما لما يلقاه عمله من معارضة و إنتقاد بقدر ما كان يهتم لتحقيق ما يريد بالكيفية المطلوبة وبالدقة و الإتقان اللازمين.الوالي قال أنه تأثر لما راج في قسنطينة من أوساط معروفة بوقوفها في وجه كل تغيير، و لكنه بفضل الدعم المتواصل و القوي للمسؤولين المركزيين كان يريد إنجاح عمليات تحديث قسنطينة و قال أن المسؤولين محليين و مركزيين رافقوا مجهوداته بحسن نية و بثقة و قناعة و هو ما جعله يقوم بتغييرات كبيرة في المدينة.الآتي أعظم حسب الوالي بوضياف، الذي قال أنه بعد عرض الصيغة الرسمية و النهائية لمشروع تحديث قسنطينة سيكون المجال مفتوحا لصرف حوالي 14 مليار دولار حتى أفق سنة 2025 في عمليات من الحجم الكبير و هي التي تجعل قسنطينة عاصمة جهوية حقيقية بمعايير الألفية الثالثة و "متروبولا" متوسطيا مهما.