الدولة الاجتماعية الديمقراطية التي نص عليها بيان أول نوفمبر لم تتحقق بعد قال عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية أنه بعد خمسين سنة من الاستقلال لم تتحقق الدولة التي نص عليها بيان أول نوفمبر 1954 لا من حيث البعد الاجتماعي لها ولا من حيث بعد الهوية، محذرا في ذات الوقت من اضطرابات اجتماعية قد تأتي في حال استمرار انهيار سعر البترول. توقف رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله في كلمة له أمس خلال افتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الشورى الوطني للحزب بالعاصمة عند الذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية، وقال في هذا الصدد أن الاستقلال الوطني لم يكن "منة" أو "صدقة" من فرنسا على الشعب الجزائري، بل جاء بفضل تضحيات جسام قدمها الشعب الجزائري "فرنسا لم تتصدق بالاستقلال على الشعب الجزائري بل كانت مكرهة على تقديمه بعد أن لحقت بالجيش الفرنسي الهزائم تلو الأخرى" واستدل المتحدث في كلامه بما قال أنه قرأه في كتاب حول الشهيد البطل مصطفى بن بولعيد تناول بالتفصيل معارك جيش التحرير في وقته، وأعطى بالأرقام حجم الهزائم التي لحقت بالعدو الفرنسي. لكن رئيس جبهة العدالة والتنمية سرعان ما وجه سهام انتقاداته للداخل عندما قال أنه بعد خمسين سنة وتضحيات جسام لم تتحقق الدولة التي نص عليها بيان أول نوفمبر 1954 والتي حلم بها الشهداء " بعد خمسين سنة من الاستقلال أفتكه الشعب الجزائري بتضحيات جسام لا وجود اليوم لدولة ديمقراطية شعبية كما نص عليها بيان أول نوفمبر 1954، لا من حيث بعدها الاجتماعي الديمقراطي، ولا من حيث بعد الهوية الوطنية". وبرأي المتحدث فإن كل هذه الأبعاد بقيت مجرد شعارات ومفاهيم تم تبنيها على الورق وفي المواثيق والدساتير فقط، لكنها لم تتحقق على ارض الواقع، فلا ديمقراطية تحققت بانتخابات نزيهة ولا الأحزاب تمكنت من التداول على الحكم ولا اعتبارات اجتماعية، تكرست ولا هوية تجسدت - على حد قوله. كما وزّع رئيس جبهة العدالة والتنمية الانتقادات في كل الاتجاهات وخاصة نحو حزب جبهة التحرير الوطني عندما قال أنه يسمع من بعض المتبجحين أنهم يتجرعون مرارة فوز لا يستحقونه في إشارة للانتخابات التشريعية الأخيرة التي فاز بها الآفلان، وأضاف "هناك من يحاول إعطاء صورة وردية وربيعية عن منجزات تحققت في شكل مباني وطرقات.. لكنها مسائل لا ترفع من قدر الشعب ، وهي مسائل ثانوية لا تنسجم ، من حيث الجوهر والكم ، مع مداخيل الدولة من الدولارات التي لم تشفع في تحسين سياسة أجور تبقى هي الأضعف مقارنة مع دول المغرب العربي ". ويرى جاب الله أن الوضع السياسي الحالي يعرف انسدادا وأن "الترقيعات" في الجبهة الاجتماعية مهددة بالانهيار في حال استمر سعر برميل البترول في التراجع، وقد خصصت دورة مجلس الشورى الوطني لدراسة وتقييم الوضع الراهن للبلاد، ومناقشة النظام الداخلي للمجلس، وبحث مسألة توسيع قواعد الحزب شعبيا.