محمد السادس يغير لهجته "العدائية" تجاه الجزائر أطلق العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة عيد توليه الحكم في المملكة المغربية قبل 13 سنة إشارات ود تجاه الجزائر، وخصها لوحدها في خطابه دون غيرها من بقية المغرب العربي. وأكد الملك محمد السادس في خطابه أنّ التحولات الكبرى التي تشهدها منطقة شمال إفريقيا "تتيح فرصة تاريخية للانتقال بالإتحاد المغاربي من الجمود إلى حركية تضمن تنمية مستدامة ومتكاملة"، وأردف العاهل المغربي: "سيواصل المغرب مساعيه في أفق تقوية علاقاته الثنائية مع كافة الشركاء المغاربيين٬ بمن فيهم جارتنا الشقيقة الجزائر، وذلك استجابة للتطلعات الملحة والمشروعة لشعوب المنطقة٬ لاسيما ما يتعلق بحرية تنقل الأشخاص والسلع ورؤوس الأموال والخدمات". وخص العاهل المغربي الجزائر دون غيرها من دول المغرب العربي بالذكر ، نائيا بنفسه هذه المرة عن الخطاب الذي طوره الحزب الحاكم العدالة والتنمية ضد الجزائر مؤخرا، على خلفية عدم تحمس الجزائر لإغراءات المخزن لقضية فتح الحدود. و لا يوحي خطاب العاهل المغربي بأي تحول ميداني في العلاقات مع الجزائر، وخصوصا في ظل تصلب الطرح بخصوص تسوية النزاع في الصحراء الغربية مفتاح كل التسويات في المنطقة. ورغم تأكيده رغبة بلاده مواصلة المفاوضات لأجل النزاع حول الصحراء الغربية ، كرر العاهل المغربي موقف المخزن بمحاولة فرض مقترح الحكم الذاتي كأرضية لتسوية النزاع من جهة و معارضة استمرار الوسيط الاممي كرسيتوفر روس في مهمته ، بعد إصدار تقريرا تضمن نقذ شديد القسوة على المغرب على عكس التقارير الأممية السابقة. ويوجه مثل هذا الخطاب أساسا للاستهلاك الخارجي في الغالب، وإظهار المخزن في موقع مسالم وصاحب مبادرة، و للتمير على مستوى المخزن عن خطاب الحكومة التي يهيمن عليها الإسلاميون والتي صدرت عنها مواقف ناقمة على الجزائر. واشترط رئيس الحكومة المغربي عبد الله بن كيران في حوار صحفي صدر منتصف الأسبوع الماضي بن كيران فتح الحدود البرية بين البلدين لإعادة بعث الاتحاد المغاربي وعقد قمة قادة الاتحاد دعت إليها تونس قبل نهاية العام الجاري. و في موقف ذي صلة بالمنطقة أعلن العاهل المغربي دعم بلاده لتدخل عسكري في شمال مالي، معاكسا الموقف الجزائري من القضية ، وقال الملك محمد السادس أن منطقة الساحل والصحراء٬ تشهد مخاطر عديدة٬ تشكل تهديدا للوحدة الترابية والوطنية للدول٬ مما يقتضي من المجتمع الدولي أن يوليها اهتماما عاجلا من خلال القيام بمبادرات حازمة"، في موقف على نفس الموجة مع الموقف الفرنسي والدول التي تدور في فلكه في غرب إفريقيا ، حيث تضغط هذه الدول لأجل تدخل عسكري في شمال مالي لمساعدة الحكومة المركزية على استرجاع شمال البلاد الذي أعلن استقلاله من جانب واحد.