خرجات جماعية لإنقاذ حديقة سوسة الكائنة أسفل جسر باب القنطرة بادر أعضاء من مجموعة "قسنطينة مدينتي"التي تم تأسيسها عبر شبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك"في سبتمبر 2011 إلى تنظيم 9 خرجات لتنظيف و تطهير أرجاء حديقة سوسة الكائنة أسفل جسر باب القنطرة وسط صخور مدينة قسنطينة ، من النفايات و الأعشاب الضارة التي تحاصرها طيلة ثلاث عشريات تقريبا، لم تعرف خلالها سوى الاهمال و اللامبالاة و التشويه و الحرائق. و قد أسفرت العملية التي انطلقت في الثاني من أوت الجاري و تستمر إلى غاية نهاية الأسبوع عن نتائج وصفها مؤسس الصفحة الالكترونية بالجيدة و المثمرة و المحفزة للشباب بدليل انطلاق عدد كبير منهم في تنظيف أحيائهم قبيل عيد الفطر. رياض بن عريبة أوضح في اتصال بالنصر،بأنه قام في شهر جويلية الماضي بالتقاط صور فوتوغرافية لحديقة سوسة من أعلى جسر باب القنطرة و نشرها عبر الفايسبوك متوجها بنداءات و دعوات لأعضاء مجموعة "قسنطينة مدينتي" و كل محبي قسنطينة من أجل المشاركة في عمليات تنظيف تطوعية لهذه الحديقة التي تكون حسبه قد أنشئت في سنة 1983 تخليدا لذكرى توأمة مدينتي قسنطينة و سوسة المغاربيتين.مشيرا إلى أنه شارك في 16 أفريل الماضي في رحلة إلى هذه الحديقة نظمتها مديرة مدرسة عبد الحميد بن باديس لتلاميذها فتأثر كثيرا بوضعيتها المزرية بعد أن كانت رمزا لجمال الطبيعة بالمنطقة . و استجاب الكثيرون لهذه النداءات و قرروا إغاثة الحديقة المهددة بالحرائق و المحاصرة بالنفايات و الأوساخ و الأعشاب الضارة . و شرح بأن أول خرجة تنظيفية تطوعية نظمت في الثاني من شهر أوت الجاري و شارك فيها 17 شخصا من بينهم امرأة و كم حزنوا لما آلت إليه من اهمال و جفاف جريد النخيل الذي طالما زين أركانها و هيمنة الأعشاب الضارة و ارتفاعها لمستوى يغطي كل أرجاء الحديقة و نباتاتها التي كانت تسحر الزوار و كذا السلالم المؤدية إليها من أعلى جسر باب القنطرة في حين يعاني سكان المدينة من نقص المساحات الخضراء المهيئة و الآمنة . و شدد بأنهم لم يصادفوا أية مشكلة و تبددت مخاوف البعض من نقص الأمن هناك وقسموا الحديقة إلى أجزاء و بدأوا تنظيف كل جزء بنشاط وحماس فقلموا الأشجار و نزعوا الأعشاب الضارة و جمعوا القمامة...مشيرا إلى أن المجموعة اعتمدت على امكانياتها و وسائلها الخاصة المحدودة مقارنة بتلك التي تملكها البلدية. و اتفقوا على تنظيم خرجة كل يومين و لاحظوا تزايد أعداد المتطوعين و إقبالهم على العملية رغم حرارة الطقس الشديدة و الصيام، خاصة و أنها تعتبر طريقة للوقاية من الحرائق التي طالما التهمت أرجاء الحديقة صيفا و أيضا وسيلة لتشجيع المواطنين على زيارتها لاحقا بعد أن توفر السلطات الأمن فيها و تسترجع تدريجيا رونقها المفقود و مكانتها كموقع يمكن أن نصفه بالسياحي المبهر فالجالس فيها يمكن أن يستمتع بهائها الطلق المنعش و يتأمل الصخور و الجبال المحيطة بها ضمن بانوراما من المناظر الطبيعية الخلابة والمذهلة فلا يستطيع إلا أن يسبح لعظمة الخالق .و الملاحظ أن عمل هؤلاء المتطوعين في المساء مكن العديد من المواطنين و أبنائهم من مرافقتهم، مما حفزهم على تنظيف أحيائهم قبل العيد و هي العملية التي شملت مناطق كثيرة مثل حي خرخار مولود و حي المنظر الجميل و حي 20 أوت... و أضاف محدثنا بأن نهاية هذا الأسبوع سيشهد آخر خرجة تطوعية من أعضاء و أصدقاء "قسنطينة مدينتي"لمواصلة تنظيف السلالم المؤدية إلى الحديقة التي كانت الأعشاب الخضراء التي تتوسطها لها شكل نجمة خضراء لامعة تحيط بها أشجار النخيل و نباتات جذابة أخرى كانت تشد المارين في الجسر في بداية الثمانينات و تدهورت وضعيتها تدريجيا إلى أن التهمتها الحرائق و أكوام النفايات المتراكمة. و استطرد قائلا بأنه يتمنى أن تساهم مصالح بلدية قسنطينة في مواصلة تنظيف و صيانة هذه الحديقة التي بدأت بفضل جهود زملائه تسترجع بعض جمالياتها هذه الأيام.و لكي يؤسس لبدايات "التطبيع" و التلاقي بين هذا المكان و العائلات القسنطينية و يلغي حواجز النفور و الخوف منها قرر محدثنا أن يتوج آخر خرجة تنظيف بدعوة الجميع لزيارتها و تنظيم حفل على شرفهم من إحياء مطرب المالوف المعروف باجين و فرقته الموسيقية. و الجدير بالذكر أن مجموعة "قسنطينة مدينتي" الفايسبوكية سبق لها و أن قامت بعدة نشاطات تطوعية من أجل تنظيف و تجميل و الارتقاء بالمدينة و إبراز مفاتنها المغمورة و الخفية من بينها تنظيف "الرمبلي"و غرس أشجار بمختلف أحياء المدينة و الاحتفال بمئوية جسري سيدي مسيد و سيدي راشد..إلخ. ويستعد مؤسسها لكي يتقدم بملف لطلب اعتمادها كجمعية.