موسكو تصّر على مصادقة مجلس الأمن على اتفاق جنيف حول سوريا أعلن أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا ستدفع مجلس الأمن الدولي للمصادقة على اتفاق جنيف حول مبادئ انتقال سياسي في سوريا خلال اجتماع مقرر في سبتمبر الجاري . وأضاف لافروف أنه ينتظر عقد اجتماع خاص لمجلس الأمن الدولي بمشاركة الوزراء حول المسألة السورية، وأن بلاده ستدعو الى مصادقة مجلس الأمن على بيان جنيف الذي اقترحه الموفد السابق للجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي عنان نهاية جوان، وأضاف أن موسكو تدعم فكرة هيئة التنسيق الوطني السورية المعارضة لعقد مؤتمر لقوى المعارضة في دمشق، وقال أن بلاده ليس لديها مصالح عمل في سوريا وأنها ترفض العقوبات فقط كونها لن تأتي بنتيجة. وكان البيان الختامي لمحادثات مجموعة العمل الدولية حول سوريا في جنيف في الثلاثين من جوان الماضي أعلن عن اتفاق على عملية انتقالية يقودها السوريون، وقال المبعوث الدولي والعربي المشترك حسنها كوفي عنان إن القوى العالمية اتفقت في جنيف على خطة جديدة بشأن حكومة انتقالية سورية، وأن الخطة لا تتضمن الدعوة لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد، مع إمكانية أن تضم الحكومة الانتقالية في سوريا أعضاء وممثلين عن المعارضة وجهات أخرى. وكانت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة قالت إن اتفاق جنيف ينص على رحيل الأسد وهو أمر نفته روسيا التي شارك وزير خارجيتها سيرغي لافروف في اجتماعات جنيف واتهمت الغرب بتحريف مضمون الاتفاق. وفي الوضع الميداني، أفاد شهود عيان أن القوات النظامية السورية صدت صباح أمس السبت، هجوما لمقاتلي المعارضة استهدف ثكنة في حلب شمال البلاد، في حين تعرضت أحياء وقرى في دمشق ومحافظات اخرى للقصف، وقال احد شهود العيان في حلب لوكالة فرانس برس إن القوات النظامية صدت الهجوم بعدما استعادت عند الساعة السادسة من صباح السبت الجزء الذي دخله مسلحون في ثكنة عسكرية في حي هنانو في شرق حلب، وأوضح شاهد آخر ان القوات النظامية استخدمت الدبابات والمروحيات لدفع المقاتلين المعارضين الى خارج الثكنة، مشيرا الى انها دمرت ست سيارات رباعية الدفع كان يستخدمها المهاجمون الذين حاولوا بحسب مصدر عسكري الاستيلاء بقوة كبيرة على أسلحة في مخزن قريب في ظل نقص كبير في عتادهم. وفي حلب ايضا، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه، أن المقاتلين المناهضين لنظام الأسد هاجموا حاجزا للقوات النظامية في الليرمون قتل خلاله خمسة من المهاجمين فيما وردت معلومات اولية عن قتل وجرح عدد من عناصر القوات النظامية. كم اعلن المرصد أن المعارضة المسلحة خاضت اشتباكات مع القوات النظامية في دمشق ومدينة حمص (وسط) قتل خلالها احد عناصرها، وفي بلدة الحارة في درعا (جنوب) . وذلك في وقت أعلنت السلطات السورية أمس أنها أفرجت عن 277 معتقلا لديها، وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إنه تمت تسوية أوضاع 277 شخصا في حمص "ممن غرر بهم وتورطوا في الأحداث الأخيرة ولم تتلطخ أيديهم بالدماء حيث تم إطلاق سراحهم بعد تعهدهم بعدم العودة إلى حمل السلاح وأعمال التخريب أو ما يمس أمن سورية مستقبلا"، وكانت السلطات السورية أعلنت مطلع الشهر الحالي الإفراج عن 225 معتقلا من دمشق وريفها، كما أعلنت أواخر الشهر الماضي الإفراج عن 378 معتقلا من محافظتي دمشق وحمص. ومن جهتها اعلنت وزيرة خارجية قبرص ايراتو كوزاكو-ماركوليس التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي أن الاتحاد توصل أمس السبت إلى توافق على تشديد العقوبات الاوروبية المفروضة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقالت الوزيرة للصحافيين في ختام اجتماع تشاوري ضمّها ونظراءها الاوروبيين في بافوس في غرب الجزيرة المتوسطية، ان الوزراء توافقوا على مسألة تقديم مساعدات انسانية للمدنيين في سوريا وفي الدول المجاورة، كما تم التوافق حسبها ايضا على "تشديد العقوبات على سوريا".