أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أن بلاده تمتلك قدرات دفاعية كافية للدفاع عن نفسها، مشددا على أن سورية أصبحت اليوم أقوى، وقال المعلم في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني علي أكبر صالحي أمس، إن بلاده ماضية في مواجهة العدوان عليها ومصممة على الانتصار، وأضاف أنّه منذ الأربعاء خططّ الجيش الحرّ لمعركة سماها دمشق الكبرى وحشد لها كل إمكاناته، وفي أقل من أسبوع اندحر وفشلت المعركة فانتقل بعد ذلك إلى حلب . شدّد المعلم خلال كلمته، على أنّ مخططات المعارضة ستفشل في حلب أيضا، وذكر أن بلاده مصممة على الانتصار في هذه المواجهة على الرغم مما تتعرض له من حصار لا إنساني تفرضه الولاياتالمتحدةالأمريكية وبلدان الاتحاد الأوروبي وقبلها الجامعة العربية في مؤامرة تقف خلفها إسرائيل، وأوضح المتحدّث أن خطة كوفي عنان هي الطريق الوحيد لحلّ الأزمة لأنها تتضمن منع التدخل الخارجي وسبل الحل السياسي . من جهة أخرى، قال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري إن محادثات ستجرى خلال أسابيع لتشكيل حكومة انتقالية تحل محل فريق الأسد في الوقت المناسب، وأوضح سيدا أن مثل هذه الحكومة ستدير البلاد خلال الفترة بين الإطاحة بالأسد وإجراء انتخابات ديمقراطية. وأضاف أن غالبية أعضاء الحكومة الانتقالية ستكون من المعارضة لكنها قد تضم أيضا بعض أعضاء حكومة الأسد الحالية . وأكّد سيدا في مقابلة صحفية أذيعت يوم أمس أن الحكومة الجديدة لابد أن تشهد النور قبل مرحلة سقوط نظام الأسد في سبيل أن تطرح نفسها بوصفها البديل في المرحلة القادمة، ومضى يقول إن هناك بعض العناصر من النظام القائم ممن لم تتلطخ أياديهم بدماء السوريين ولم يشاركوا في قضايا الفساد الكبرى، سيتم التشاور معهم ومع مختلف الفصائل، لأنه لابد أن يكون هناك توافق وطني على مع مراعاة شق الكفاءة بالدرجة الأولى. إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي في مؤتمر صحفي في طهران، أمس، إن فكرة القيام بعملية نقل منظم للسلطة في سوريا عبارة عن »وهم«، وأضاف في مؤتمر صحفي خلال زيارة لنظيره السوري وليد المعلم أن التفكير الساذج والمخطئ بأنه إذا حدث فراغ في السلطة في سوريا وأن حكومة أخرى ستصل ببساطة إلى السلطة ليس سوى حلم، ورأى وزير الخارجية الإيراني أن هناك مؤامرة عالمية تستهدف سوريا، لافتا إلى أن إسرائيل تقف خلف الأحداث في البلاد. وأشار صالحي إلى أن الحكومة السورية نفذت إصلاحات واسعة، مشددا على ضرورة إعطاء الفرصة لهذه الإصلاحات. يأتي ذلك، في وقت صرّح فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن روسيا لم تكن أبدا الصديق الأقرب للنظام السوري، ودحض شائعات عن استعدادا موسكو لتقديم اللجوء السياسي لبشار الأسد، وقال الوزير الروسي في تصريح صحفي، إنّه لا يوجد أيّ اتفاق أو فكرة بخصوص هذا الموضوع. معتبرا الحديث عن الأمر عمل استفزازي من قبل من يريد إلقاء كل المسؤولية عما يحدث في سوريا على روسيا والصين ويزعم أن الدولتين تعارضان لشيء ما هناك، يضيف لافروف. ميدانيا، دارت اشتباكات عنيفة أمس في عدد من أحياء حلب بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي بدأت السبت هجوما لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة بدون أن تحقق أي تقدم، غداة يوم شهد مقتل 168 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار المرصد في بيان إلى أن أحياء باب الحديد والزهراء والعرقوب ومخيم الحندرات في شمال حلب تشهد اشتباكات عنيفة، بينما سمعت أصوات انفجارات في عدة أحياء أخرى وشوهدت المروحيات في سماء حيي صلاح الدين وسيف الدولة. وفي مدينة حمص وسط سوريا، لفت المرصد إلى أن اشتباكات دارت بالقرب من قيادة الشرطة في بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، أسفرت عن سقوط مقاتل معارض، وفي محافظة ريف دمشق، استمرت الحملة على بلدة معضمية الشام التي شهدت أمس الأول مقتل 29 شخصا. وقد واصلت القوات النظامية أمس حملات الدهم والاعتقال، بحسب المرصد الذي أشار إلى مقتل مدني برصاص قناص في بلدة عربين.