حراوبية يعلن بعث مشروع 12 ألف سكن لامتصاص غضب الأساتذة أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد رشيد حراوبية، أمس، عن تخصيص ميزانية تصل قيمتها إلى 440 مليار سنتيم لإعادة بعث مشروع إنجاز 12 ألف سكن تساهمي لأساتذة وعمال القطاع، والذي عرف تعطلا في الفترة الأخيرة، بسبب بعض العراقيل الإدارية، وعدم إرفاق المشاريع السكنية بمنشآت قاعدية، ويأتي إعلان الوزير ردا على التهديدات التي أطلقتها نقابة القطاع، التي كانت قد لوحت بشن إضراب بداية الدخول الجامعي الجديد، في حال عدم إيفاء الوزارة بالتزاماتها. وأوضح حراوبية في ندوة صحفية نشطها على هامش أشغال الندوة الوطنية لمدراء مؤسسات التعليم العالي أنه بناء على طلب بعض الولاة وافقت الحكومة على ضخ مبلغ مالي إضافي يقدر ب 440 مليار سنتيم ( 4.4 مليار دينار) لإنهاء بناء الوحدات السكنية المخصصة لأساتذة التعليم العالي. وأوضح الوزير في نفس السياق أنه من ضمن 12 ألف وحدة سكنية التي أمر رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ببنائها تم تسليم جزء منها على أن تسلم البقية فور استكمال عملية البناء. و أشار حراوبية إلى أن عملية الإنهاء من البناء تتطلب المبلغ الإضافي خصوصا وان رئيس الجمهورية قد أعطى تعليمات لانجاز 12 ألف وحدة سكنية حسب مقاييس تتماشى مع متطلبات الأستاذ و الباحث الجامعي وكشف الوزير أمس خلال الندوة الوطنية التحضيرية للموسم الجامعي 2012-2013، بان قطاعه سيستقبل خلال الدخول الجامعي الجاري 253905 طلبة جدد 86,29 بالمائة مسجلين في نظام الليسانس-ماستر- دكتوراه (أل أم دي)، مشيرا إلى أن العدد الإجمالي للطلبة الذين سيلتحقون ب91 مؤسسة جامعية موزعة عبر مختلف جهات الوطن سيصل بذلك إلى 1,314 مليون طالب منهم 450 ألف طالب تم التكفل بإيوائهم. وطمأن الوزير، بشان قدرة القطاع على استيعاب كل الطلبة، والتزم بتوفير مقاعد بيداغوجية لكل المسجلين في الجامعات، مبديا ارتياحه لظروف استقبال الطلبة التي وصفها ب"الحسنة"، مشيرا إلى وجود فائض في الهياكل البيداغوجية وهياكل الإيواء بالرغم من عدم التجانس الحاصل في هذا الفائض بين الولايات. وحسب الأرقام التي قدمها المسؤول الأول عن القطاع فإن 91 مؤسسة جامعية موزعة عبر 48 ولاية من الوطن، ستستقبل هذا العام قرابة 294 ألف مسجل، منهم 219088 طالب، (86,29 بالمائة) في نظام "أل أم دي"، 13826 طالب (5,45 بالمائة) في فروع التوظيف الوطني، 3805 طالبة (1,50 بالمائة) في المدارس التحضيرية، 5929 طالب (2,34 بالمائة) في المدارس الوطنية والمدارس العليا و11257 طالبا (4,43 بالمائة) في العلوم الطبية (طب صيدلة وجراحة الأسنان). ومع التحاق هذه الدفعة من الطلبة بالمؤسسات الجامعية الوطنية فإن العدد الإجمالي للطلبة في الجزائر سيرتفع إلى 1,314 مليون طالب، 41,04 بالمائة منهم تم التكفل بإيوائهم على مستوى الإقامات الجامعية، بينما يحصل 805 ألاف طالب أو ما يمثل 73,06 بالمائة من الطلبة الجزائريين على المنحة الجامعية. وأشار الوزير بان قطاعه تمكن هذه السنة من بلوغ رهان مؤسسة جامعية على الأقل في كل ولاية بعد أن تم فتح مركزين جامعيين بولايتي تيبازة وإليزي، وقال بأن شبكة المؤسسات الجامعية عبر الوطن تضم إلى جانب 39 جامعة، 17 مركزا جامعيا، 18 مدرسة وطنية عليا، 6 مدارس عليا للأساتذة و10 مدارس تحضيرية، مذكرا بالمناسبة بترقية 8 مراكز جامعية بولايات الجنوب على جامعات تطبيقا للقرار الذي أعلنه رئيس الجمهورية خلال الدخول الجامعي الماضي بالأغواط، وباستلام القطاع لكليتي الطب والحقوق بالعاصمة و4 مدارس وطنية عليا بالقليعة بولاية تيبازة. وتوفر هذه الشبكة الوطنية للمؤسسات الجامعية 1,320 مليون مقعدا بيداغوجيا، بينما تتيح شبكة هياكل الإيواء 562 ألف سرير موزعة على 388 إقامة جامعية، شرعت مديرياتها في الفترة الأخيرة في عملية إعادة تهيئتها طبقا لمعايير السلامة المواتية وذلك تنفيذا للتعليمة الصادرة عن وزير الداخلية عقب الحادثة الأليمة التي وقعت بحي الجامعي بتلمسان في شهر ماي الماضي. ولدى تطرقه إلى مجال التأطير كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن القطاع فتح 8670 منصب توظيف جديد للأساتذة في 2012، مشيرا إلى أن العدد الإجمالي للمؤطرين في المؤسسات الجامعية بالجزائر يفوق اليوم 45095 ألف أستاذ في مختلف الرتب منهم قرابة 9000 في رتبة أستاذ التعليم العالي. حراوبية يرد على منتقديه ويشكك في صدقية تصنيف الجامعات وعلى هامش الاجتماع، رد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رشيد حراوبية على الانتقادات التي توجهها بعض الأطراف لقطاعه، بخصوص نظام "أل.أم.دي" وأداء المخابر، وتصنيف الجامعات الجزائرية في مراتب متدنية عالميا، وقال بان "هذه الأحكام غير منصفة"، ودعا منتقديه لتقديم أدلة على هذه الانتقادات، وانتقد التصنيف العالمي للجامعات وخصّ بالذكر "تصنيف شانغهاي". وأوضح الوزير، أن القول إن الجامعات الجزائرية تأتي في ذيل الترتيب "أمر غير صحيح"، مضيفا أن "المعايير المعتمدة لا تأخذ بعين الاعتبار حداثة الجامعة في بلادنا التي يصل عمرها 50 عاما فقط في حين أن هناك الكثير من الجامعات المصنفة عمرها مئات السنوات"، وأشار كذلك إلى معيار آخر يقضي بمنح الجامعات التي حصلت على جائزة "نوبل" علامة 25 من 100 وكذا معيار تخرّج إطار أو مسؤول في جامعة ما ليشغل منصبا في مؤسسات عالمية. واعتبر بان هذه التصنيفات "تبقى مجرّد أمور نسبية لأن ما يهمّ هو النوعية التي تتوفّر في جامعاتنا". وتحدث الوزير عن المعايير المعتمدة في توظيف الأساتذة، وقال بان عملية الانتقاء تتم على أساس الأداء البيداغوجي" وبعد إثبات الأساتذة عن قدرتهم في النشاطات العلمية والبيداغوجية وتأطير الطلبة والعمل على مستوى المخابر. وكشف الوزير بأنه تمّ هذه السنة منح 105 أستاذ جزائري رتبة "أستاذ تعليم عالي متميّز"، وهي درجة تدوم لخمس سنوات تتواصل فيها المتابعة لمستوى الأداء، وقال الوزير انه "إذا واصل العمل بنفس الوتيرة أو أكثر خلال هذه الفترة فإنه سيحافظ على هذه الدرجة ويُمكن أن يتقاعد بها، أما في حال حدث العكس فتنتزع منه بعد خمس سنوات"، كما أفاد الوزير بأنه يوجد حاليا حوالي 1200 مخبر بحث على المستوى الوطني في وقت بلغت فيه مشاريع البحث 5 آلاف مشروع.