" نحاس قسنطينة " علامة مميزة قادرة على اقتحام الأسواق العالمية والحصول على علامة "الإيزو" صرح خبراء أجانب مختصين في تقييم جودة المنتجات في الصناعات التقليدية التي تطمح لدخول الأسواق العالمية و الحصول على علامة " الإيزو 9001 " خلال يوم تحسيسي نظم بقصر الثقافة مالك حداد بقسنطينة، حول الجودة في قطاع الصناعات التقليدية بأن صناعة النحاس بقسنطينة أصبحت علامة تجارية مميزة للمدينة وضمان للجودة يمكنها من اقتحام الأسواق العالمية والحصول على علامة الجودة " الإيزو ". اليوم التحسيسي الذي نظمته غرفة الحرف و الصناعات التقليدية بالتنسيق مع جمعية " نحاسي قسنطينة " كان محوره الأساسي مشروع خبراء الجودة الذي بدأ قبل سنتين في قسنطينة بهدف ترقية صناعة النحاس كعلامة جغرافية مميزة للمدينة ، حيث أنطلق مع خمسة من حرفييها استطاعوا الإلتزام بخمسة عشر شرطا من علامات الجودة العشرين التي حددها حرفيون مميزون في صناعة النحاس القسنطيني، ليضم اليوم عشرون حرفيا تتوفر فيهم الشروط المطلوبة، المشروع الذي أثمر أخيرا علامة تجارية مميزة ستجعل من مجرد تسمية " النحاس القسنطيني " ضمانا للجودة يمكن المنتجات المحلية من التسويق في العالم و الحصول وافتكاك مستقبلا علامة الإيزو للجودة العالمية. ويهدف هذا اليوم التحسيسي والذي انعقد أمس أيضا يوم مماثل له بمدينة باتنة حول صناعة حلي الفضة التقليدية، هو تعريف الحرفيين و النحاسيين خاصة على كيفية الحصول على "لابال نحاس قسنطينة"، الذي يحتم عليهم الإلتزام بدفتر شروط صارم و محدد، حيث تحدث الخبيران جوزي سيرينو و ميشال بريكلار عن موضوع الخصوصية الجغرافية في الصناعة التقليدية بالنسبة لنحاس بالنسبة لقسنطينة و تبرز أهمية هذا الإرتباط الجغرافي لصناعة ما بالمنطقة التي تشتهر بها في تجذير هذه الصناعة في مكان نشأتها لكي لا تزول، و ذلك عن طريق هيكلتها بطرق مقننة و منظمة، كما تعطي من الناحية التجارية الثقة للزبون الذي يقتنيها من داخل و خارج الوطن، مما يساعدها على مقاومة المنافسة. و بالنسبة للحرفيين الذين يطمحون للفوز بعلامة الإيزو فعليهم أن يقوموا ببعض الإجراءات المهمة كتحديد نسبة تطبيقهم لدفتر الشروط و إستيفائهم للشروط الشروط المتبقية، ثم طلب مراقب للعلامة لكي يزروهم في محل عملهم و يختبر بنفسه مدى تحقيق متطلبات دفتر الشروط، و إذا كانت هناك شروط ناقصة يعود هذا المراقب مرة أخرى للتأكد من إحترامها ليمنح العلامة التي قد تنزع منه في حالة وضع شروط جديدة ولم يحترمها . صناعة النحاس التي حددت من قبل الخبراء كعلامة مميزة في الصناعات التقليدية القسنطينية، تحظى بإهتمام كبير في السوق الخارجية خاصة ماركة " نحاس قسنطينة" المؤهلة لإقتحامه لتوفرها على شروط الجودة والنجاح، و التميز أيضا مع العمل على تحقيق عنصرين مهمين و هما إبراز البصمة المميزة لنحاس قسنطينة في الرسومات و النقوش التي تحمل رموزا قسنطينية من حيث الشكل و المضمون، والإستجابة لمتطلبات الذوق و التصاميم العالمية المعاصرة، وفي هذا السياق تم إجراء تكوين في الإعلام الآلي و كيفية إستخدام الأنترنت لفائدة الحرفيين ليتمكنوا من متابعة آخر التصميمات و ابتكار رسومات و أشكال جديدة تسمح لهم بالإبداع و التجديد في صناعاتهم ليتمكنوا من تسويقها عالميا، بالإضافة إلى الإنفاق مع طلبة متخرجين من مدرسة الفنون الجميلة ليصمموا لهم أشكالا جديدة و يعطوهم أفكارا فنية مبتكرة ليجسدوها على النحاس، و أشار الخبراء الذين وقفوا على هذه الخطوات أن بعض الحرفيين بدأوا بالفعل بتجسيد هذه الخطوة و هم في طور الإنجاز لتصاميمهم الجديدة. كما عرض خلال هذا اللقاء علامة " نحاس قسنطينة " التي تضمنت عناصر ترمز للمدينة كالسينية النحاسية المستديرة المزينة في حوافها بنقوش لأسماك ترمز لأسماك " وادي الرمال " بالإضافة إلى الأقواس التي ترمز إلى الآثار الرومانية، و يفترض أن توضع هذه العلامة على علب التغليف التي تباع فيها السينيات النحاسية و غيرها. و سيستمر هذا البرنامج الذي تشرف عليه غرفة الحرف و الصناعات التقليدية بهدف ضم المزيد من الحرفيين في صناعة النحاس لهذه العلامة التجارية كعلامة مميزة للمدينة، و يطمح المسؤولون في مجال الحرف و الصناعات التقليدية لتعميم مشروع " اللابال " على باقي الصناعات التقليدية الأخرى.